من غزة إلى الدوحة.. إسرائيل توسّع دائرة المواجهة وحماس تتوعد بالرد

في سابقة هي الأخطر منذ اندلاع حرب غزة الأخيرة، امتد لهيب الصراع إلى قلب العاصمة القطرية الدوحة، حين استهدفت إسرائيل اجتماعاً رفيع المستوى لقيادات حركة حماس.
الهجوم، الذي تبنّاه جيش الاحتلال الإسرائيلي، فتح جبهة جديدة خارج حدود المواجهة الميدانية، ووضع قطر ، الوسيط الأبرز في المفاوضات ـفي مرمى النيران السياسية والعسكرية.
وبينما أعلنت حماس إفشال محاولة الاغتيال، توالت ردود الفعل الغاضبة، في مقدمتها موقف الدوحة التي وصفت العملية بـ"الجبانة" و"الاعتداء السافر" على سيادتها.
وكشفت قناة "أي 24 نيوز" الإسرائيلية قائمة أبرز الحاضرين في الاجتماع، حيث برز اسم خالد مشعل، الرئيس السابق للمكتب السياسي وأحد أقدم قيادات الحركة، والذي وصفته القناة بأنه أحد مهندسي هجوم السابع من أكتوبر.
كما حضر الاجتماع خليل الحية، الذي تولى قيادة حماس في غزة منذ أكتوبر 2024 ونجا سابقاً من عدة محاولات اغتيال.
وضمت القائمة أيضاً زاهر جبارين، المسؤول المالي الأول للحركة وزعيمها في الضفة الغربية، إضافة إلى محمود إسماعيل درويش، الرئيس الأسبق لمجلس شورى حماس، ورازي الحمد رئيس سلطة الطاقة في غزة والمستشار السابق لإسماعيل هنية، إلى جانب حسام بدران، القائد العسكري السابق في الضفة الغربية الذي أُفرج عنه عام 2011 في صفقة تبادل الأسرى.
في المقابل، نددت قطر بالهجوم الإسرائيلي واصفة إياه بـ"الجبان"، مؤكدة أنه يمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي واعتداءً سافراً على سيادة دولة مستقلة. وأعلن الديوان الأميري أن الشيخ تميم بن حمد آل ثاني تلقى اتصالاً من الرئيس الأميركي دونالد ترامب، حيث شدد الأمير على أن الدوحة "ستتخذ كل ما يلزم من إجراءات لضمان أمنها"، محملاً إسرائيل مسؤولية تداعيات الهجوم وما قد يترتب عليه من تهديد لاستقرار المنطقة.
وأكد الأمير تميم أن بلاده تدين "الهجوم الإجرامي المتهور" وتدعو المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته القانونية والأخلاقية، ومحاسبة من يقف وراء هذه السياسات العدوانية التي تعرقل جهود الوساطة وتهدد فرص التهدئة والحلول الدبلوماسية.
الهجوم الإسرائيلي في الدوحة يفتح باباً جديداً من التصعيد، إذ ينقل الصراع لأول مرة إلى الأراضي القطرية، الدولة الوسيطة في المفاوضات، ما ينذر بتداعيات سياسية وأمنية قد تمتد إلى مسار الأزمة في المنطقة بأسرها.