الرئاسة المصرية تُدين الهجوم الإسرائيلي على سيادة قطر وتطالب بمحاسبة الاحتلال

أعربت جمهورية مصر العربية عن إدانتها الشديدة واستنكارها البالغ للعمل العدواني الذي نفذته قوات الاحتلال الإسرائيلي اليوم على دولة قطر الشقيقة، والذي استهدف اجتماعًا لقيادات فلسطينية في العاصمة القطرية الدوحة لبحث سبل التوصل إلى اتفاق وقف اطلاق النار، في انتهاك صارخ لأحكام القانون الدولي، ومبادئ احترام سيادة الدول، وحرمة أراضيها.
وأكدت مصر- فى بيان صادر عن رئاسة الجمهورية- أن هذا الاعتداء يمثل سابقة خطيرة وتطورًا مرفوضًا، ويعد اعتداءً مباشراً على سيادة دولة قطر الشقيقة، التي تضطلع بدور محوري في جهود الوساطة من أجل وقف إطلاق النار في قطاع غزة. كما ترى مصر أن هذا التصعيد يقوض المساعي الدولية الرامية إلى التهدئة، ويهدد الأمن والاستقرار في المنطقة بأسرها.
وأضاف البيان:"وإذ تعلن مصر تضامنها الكامل مع دولة قطر الشقيقة قيادةً وشعبًا، فإنها تدعو المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته القانونية والأخلاقية تجاه هذا الانتهاك الاسرائيلي الصارخ، والعمل الفوري على وقف العدوان الإسرائيلي، ومحاسبة المسئولين عنه، حتى لا يضاف إلى الإفلات المعتاد لاسرائيل من المحاسبة"
وكان الجيش الإسرائيلي قد أعلن عبر بيان رسمي، بمشاركة جهاز الأمن العام "الشاباك"، أن سلاح الجو نفذ "هجوماً دقيقاً وموجهاً" ضد قيادة حماس في الدوحة.
وأوضح البيان أن المستهدفين "قادوا أنشطة الحركة على مدار سنوات ويتحملون المسؤولية المباشرة عن أحداث 7 أكتوبر وإدارة الحرب ضد إسرائيل"، مشدداً على استمرار العمليات ضد ما وصفها بـ"البنية الإرهابية" للحركة.

من جانبها، أعربت وزارة الخارجية القطرية عن إدانتها الشديدة للهجوم، واصفة إياه بـ"الجبان"، مؤكدة أنه يمثل "اعتداءً إجرامياً يشكل انتهاكاً صارخاً لكافة القوانين والأعراف الدولية"، فضلاً عن كونه "تهديداً خطيراً لأمن وسلامة القطريين والمقيمين في الدولة".
وأكدت الوزارة أن الجهات الأمنية والدفاع المدني تحركت على الفور لاحتواء تبعات الحادث وضمان سلامة القاطنين والمناطق المحيطة بمكان الاستهداف.
ويأتي هذا الهجوم في وقت تلعب فيه قطر دور الوسيط الرئيسي بين إسرائيل وحماس للتوصل إلى هدنة في قطاع غزة وإطلاق سراح الأسرى. ويرى مراقبون أن الاستهداف الإسرائيلي داخل الأراضي القطرية قد يعقّد جهود الوساطة ويزيد من حدة التوترات الإقليمية، خصوصاً أن العملية جاءت متزامنة مع تحركات دبلوماسية أميركية لدفع المفاوضات نحو اختراق ملموس.
وبينما تؤكد حماس أن وفدها خرج سالماً، يبقى الغموض قائماً بشأن التداعيات السياسية لهذه العملية على مسار المفاوضات الجارية في الدوحة، وسط تنديد عربي ودولي متوقع خلال الساعات المقبلة.