محكمة إسرائيلية تكشف تقصير حكومة نتنياهو في تقديم الغذاء للسجناء الفلسطينيين

وسط تصاعد الانتقادات والاهتمام الدولي، تُبرز «محكمة إسرائيلية» كأحد الجهات الرسمية التي تُسلّط الضوء على أزمة «نقص الغذاء» داخل السجون الإسرائيلية التي يُحتجز فيها «الفلسطينيون»، مُؤكّدة أن «حكومة نتنياهو» لم تُقدّم الدعم الكافي لهم، مما يزيد من مُعاناة الأسرى في ظروف اعتقال قاسية وإنسانية صعبة.
وفي هذا الصدد، قضت المحكمة العليا في إسرائيل، بأن حكومة نتنياهو فشلت في توفير طعام كاف للأسرى الفلسطينيين في سجونها لضمان الحد الأدنى من العيش الأساسي، وأمرت السُلطات بتحسين تغذيتهم.
إدانة قضائية للحكومة الإسرائيلية
ويُمثّل القرار حالة نادرة تقضي فيها أعلى محكمة في إسرائيل ضد تصرفات الحكومة خلال الحرب التي استمرت ما يقرب من عامين.
وجاء قرار الأحد ردا على التماس قدم العام الماضي من قبل جمعية الحقوق المدنية في إسرائيل والمجموعة الحقوقية الإسرائيلية "جيشا".
وأفادت المجموعتان بأن تغييرا في سياسة الغذاء الذي تم تطبيقه بعد بدء الحرب في غزة تسبب في معاناة السجناء من سوء التغذية والمجاعة.
وفي حكمها يوم الأحد، قضت هيئة مكونة من ثلاثة قضاة بالإجماع بأن الدولة ملزمة قانونا بتوفير ما يكفي من الغذاء للأسرى لضمان "مستوى أساسي من العيش".
إمدادات الغذاء غير كافية
وفي حكم بأغلبية 2 مقابل 1، قال القضاة إنهم وجدوا "مؤشرات على أن إمدادات الغذاء الحالية للأسرى لا تضمن بشكل كاف الامتثال للمعايير القانونية".
وقالوا إنهم وجدوا "شكوكا حقيقية" بأن الأسرى لا يأكلون بشكل صحيح، وأمروا مصلحة السجون باتخاذ خطوات لضمان توفير الغذاء الذي يسمح بظروف العيش الأساسية وفقا للقانون.
وانتقد بن غفير الذي يرأس حزبا يمينيا متطرفا صغيرا، الحكم بشدة، قائلا: "بينما لا يوجد من يساعد الرهائن الإسرائيليين في غزة، فإن المحكمة العليا الإسرائيلية تدافع عن مقاتلي حماس.. العار علينا".
وصرّح بأن سياسة توفير "الحد الأدنى من الظروف المنصوص عليها في القانون للأسرى ستستمر دون تغيير".
حقوقيون ينتقدون السجون الإسرائيلية
ودعت جمعية الحقوق المدنية في إسرائيل إلى تنفيذ الحكم فورا، مؤكدة في منشور على منصة "إكس"، أن مصلحة السجون "حولت السجون الإسرائيلية إلى معسكرات تعذيب".
ومنذ بدء الحرب على غزة، احتجزت إسرائيل آلاف الأشخاص في غزة يشتبه في صلتهم بحماس، كما تم إطلاق سراح الآلاف دون تهمة، غالبا بعد أشهر من الاحتجاز.
ووثقت جماعات حقوق الإنسان انتهاكات واسعة النطاق في السجون ومرافق الاحتجاز، بما في ذلك نقص الغذاء والرعاية الصحية، بالإضافة إلى سوء الظروف الصحية والضرب.
وفاة فتى فلسطيني بالسجن
وفي مارس الماضي، توفي فتى فلسطيني يبلغ من العمر 17 عاما في سجن إسرائيلي، وقال الأطباء إن الجوع كان على الأرجح السبب الرئيسي للوفاة.
وفي العام الماضي، تباهى وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير الذي يشرف على نظام السجون، بأنه خفض ظروف الأسرى (السجناء الأمنيين) إلى ما وصفه بالحد الأدنى الذي يتطلبه القانون الإسرائيلي.
«نتنياهو» في مأزق غزة.. وتوقعات «ترامب» تصطدم بالواقع
في الوقت الذي تُواصل فيه آلة الحرب الإسرائيلية حصد الأرواح والدمار في «قطاع غزة»، يجد رئيس الوزراء الإسرائيلي، «بنيامين نتنياهو»، نفسه أمام مأزق سياسي وعسكري مُتصاعد، في ظل ضغوط أمريكية يقودها الرئيس «دونالد ترامب»، الذي كان يتوقع حسمًا سريعًا وواضحًا للمعركة. لكنّ الواقع الميداني وتعقيدات «اليوم التالي» اصطدما بجدار الفشل الإسرائيلي في بلورة استراتيجية مُتماسكة، ما دفع «نتنياهو» إلى الاكتفاء بخطابات فضفاضة وخيارات «مفتوحة» تُخفي عجزًا أكثر مما تُظهر حسمًا.