مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

نفوق غامض لأربع حيتان عنبر على شواطئ أجدابيا الليبية

نشر
الأمصار

شهد شاطئ مدينة أجدابيا شرق ليبيا حادثة بيئية نادرة، بعدما جرفت الأمواج أربع حيتان من نوع العنبر إلى اليابسة، في واقعة أثارت قلقاً واسعاً وتساؤلات حول أسباب النفوق المفاجئ لهذه الثدييات البحرية العملاقة.

وأوضحت وزارة الثروة البحرية الليبية أنها تلقت بلاغاً يوم الجمعة الماضي بشأن وجود الحيتان النافقة في منطقة أمرير قابس. وعلى الفور، تم تشكيل فريق ميداني يضم خبراء الأحياء البحرية بالتعاون مع الأجهزة الأمنية، حيث جرى أخذ عينات من الحيتان لفحصها وتحليل أسباب الجنوح والوفاة، كما تتواصل التحقيقات لمعرفة إذا كانت هناك عوامل بيئية أو بشرية وراء هذا النفوق الغامض.

وأكدت السلطات الليبية أن ترك جثث الحيتان على الشاطئ يمثل تهديداً بيئياً وصحياً، نظراً لاحتمالية تلوث المياه وإطلاق غازات ضارة أو نقل مسببات أمراض. وبناءً على ذلك، تولت فرق الطوارئ بالشركة العامة للخدمات دفن الحيتان تحت إشراف أمن السواحل وبمساندة اللواء 166، كما ناشدت الوزارة المواطنين ورواد البحر الابتعاد عن الموقع وترك العمل للفرق المتخصصة لتفادي أي مخاطر محتملة.

حيتان العنبر تعد أكبر الحيتان ذات الأسنان في العالم، حيث يصل طول الذكر البالغ إلى نحو 20 متراً ووزنه إلى أكثر من 50 طناً. وتشتهر هذه الحيتان بقدرتها على الغوص إلى أعماق تتجاوز الألف متر بحثاً عن الحبار العملاق، كما تمتلك أكبر دماغ بين جميع الكائنات وتصدر أصواتاً قوية تستخدمها للتواصل والملاحة بالصدى، ما يجعلها كائنات بحرية فريدة ذات قيمة بيئية كبيرة.

ويشير خبراء الأحياء البحرية إلى أن لهذه الحيتان أهمية كبيرة في الحفاظ على التوازن البيئي البحري، فهي تساهم في تخصيب مياه المحيط بفضلات غنية بالعناصر المغذية، ما يدعم نمو العوالق النباتية التي تمتص كميات كبيرة من ثاني أكسيد الكربون، وبالتالي تسهم في مكافحة تغير المناخ. 

كما أن الحيتان تنتج مادة العنبر الرمادي النادرة، التي تستخدم منذ قرون في صناعة أفخر أنواع العطور، مما يزيد من قيمتها الاقتصادية والعلمية.

يذكر أن نفوق الحيتان ليس حدثاً نادراً في البحر المتوسط، إذ شهدت سواحل تونس ومصر وليبيا سابقاً حالات مماثلة، ما يفرض على السلطات تعزيز مراقبة البيئة البحرية ووضع خطط طوارئ سريعة للتعامل مع مثل هذه الظواهر.

وتؤكد وزارة الثروة البحرية الليبية استمرار متابعة الحادثة، مع التشديد على أهمية التعاون بين المواطنين والفرق المتخصصة لضمان سلامة الشاطئ وحماية البيئة البحرية من أي تأثيرات سلبية محتملة.