مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

بين التفاوض والتصعيد.. قمة باريس تبحث عن مخرج لحرب أوكرانيا

نشر
الحرب الروسية الأوكرانية
الحرب الروسية الأوكرانية

تشهد العاصمة الفرنسية باريس حراكًا دبلوماسيًا واسعًا، حيث تجتمع مجموعة من الدول الأوروبية لبحث إمكانية التوصل إلى تسوية بشأن الحرب الدائرة في أوكرانيا.

يأتي ذلك وسط تصعيد روسي متواصل، وحشد موسكو ما يقارب 100 ألف جندي على الحدود الشرقية مع كييف، ما يعكس تعقيدات المشهد الراهن ويطرح تساؤلات حول قدرة القوى الأوروبية على لعب دور حاسم في إيقاف النزاع.

تصعيد روسي ومخاوف أوكرانية

تتزامن الجهود الأوروبية مع تحذيرات متزايدة من الجانب الأوكراني.

فقد شدد الرئيس فولوديمير زيلينسكي على أن روسيا تستغل فترات التفاوض والتحضير للقمم الدولية لتوسيع نطاق عملياتها العسكرية، محذرًا من أن أي فرصة لفتح باب التسوية لن تكون ممكنة إلا عبر فرض عقوبات أكثر صرامة على موسكو، خصوصًا في قطاعي الطاقة والمصارف.

التحركات الأوروبية

من جانبها، أكدت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس أن أصول روسيا المجمدة لن تُستعاد ما لم تدفع موسكو تعويضات عن الأضرار التي سببتها الحرب. 

كما أشارت إلى أن أرباح هذه الأصول ستُوجه لدعم أوكرانيا، في إشارة إلى تمسك الاتحاد الأوروبي بموقفه الصارم تجاه روسيا، مع إبقاء باب الحوار مفتوحًا.

دبلوماسية مرتبكة ومسار غامض

ورغم استمرار الاتصالات بين موسكو وكييف، ومفاوضات موازية بين روسيا والولايات المتحدة، إلا أن الطريق إلى حل سياسي لا يزال معقدًا. 

قمة ألاسكا الأخيرة بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأمريكي دونالد ترامب لم تُسفر عن نتائج ملموسة، وهو ما يضاعف الترقب حيال ما إذا كانت قمة باريس ستتمكن من كسر الجمود الحالي.

هل تنجح قمة باريس؟

بين ضغوط التصعيد العسكري الروسي، وإصرار أوكرانيا على عقوبات مشددة، وموقف أوروبي يسعى لموازنة الردع مع الدبلوماسية، يظل السؤال مطروحًا: هل تفتح قمة باريس نافذة لتسوية سياسية تضع حدًا للحرب، أم تظل مجرد محطة جديدة في مسار طويل من الأزمات؟

اندلعت الحرب الروسية الأوكرانية في 24 فبراير 2022 عندما شنت موسكو عملية عسكرية واسعة ضد أوكرانيا، بعد أشهر من التوترات والتصعيد السياسي والعسكري.
ترى روسيا أن توسع حلف شمال الأطلسي (الناتو) شرقًا ونيّة أوكرانيا الانضمام إليه يمثل تهديدًا مباشرًا لأمنها القومي، بينما تؤكد كييف أنها تدافع عن سيادتها واستقلالها.

بداية التصعيد

تعود جذور الأزمة إلى عام 2014 مع ضم روسيا لشبه جزيرة القرم بعد الإطاحة بالرئيس الأوكراني الموالي لموسكو فيكتور يانوكوفيتش.

تزامن ذلك مع اندلاع نزاع مسلح في منطقة دونباس شرق أوكرانيا بين القوات الحكومية والانفصاليين المدعومين من روسيا.

فشلت اتفاقيات "مينسك" لاحقًا في تحقيق سلام دائم، مما أبقى الوضع متوتراً حتى الغزو الروسي الشامل عام 2022.

التداعيات الإنسانية والعسكرية

أدت الحرب إلى مقتل وإصابة مئات الآلاف وتشريد ملايين الأوكرانيين داخليًا وخارجيًا.

تسببت العمليات العسكرية الروسية في تدمير واسع للبنية التحتية الأوكرانية.

على الصعيد الدولي، فرض الغرب حزمًا متتالية من العقوبات الاقتصادية على موسكو، شملت قطاعات الطاقة والمصارف والصناعات الدفاعية.

الانعكاسات الدولية

الحرب أدت إلى أزمة طاقة وغذاء عالمية، خصوصًا بعد تعطل صادرات القمح والغاز.

أعادت تشكيل التحالفات الدولية، حيث تعزز التعاون بين واشنطن والعواصم الأوروبية في دعم كييف عسكريًا وماليًا.

في المقابل، تقاربت روسيا مع الصين وإيران وعدة قوى أخرى في مواجهة الغرب.

ورغم مرور أكثر من ثلاث سنوات على اندلاعها، لا تزال الحرب دون أفق واضح للتسوية، وسط استمرار المعارك، وتعثر المبادرات الدبلوماسية، وتشبث كل طرف بمواقفه.