سوريا تتجه لاعتماد اللامركزية الإدارية بعد انتخابات سبتمبر

كشفت مصادر سورية مطلعة أن الحكومة السورية تدرس الإعلان رسميًا عن تطبيق نظام اللامركزية الإدارية في جميع المحافظات، وذلك بعد انتهاء انتخابات مجلس الشعب المقررة في سبتمبر 2025.
وبحسب المصادر، فإن التوجه الجديد يهدف إلى تمكين المحافظات من إدارة شؤونها المالية والتنموية بشكل مباشر، مثل بناء المدارس والمستشفيات والمشاريع الخدمية الأخرى، مع بقاء أجهزة الشرطة والجيش والأمن تحت إدارة الحكومة المركزية في العاصمة دمشق.
وشهدت الفترة الماضية نقاشات مكثفة بين قيادات الدولة السورية الانتقالية حول آليات تطبيق اللامركزية، في خطوة تقول السلطات إنها ترمي إلى تعزيز التنمية المحلية ومعالجة النزعات الانفصالية لبعض الأقليات، مثل الأكراد والدروز.

ويرى محللون أن اعتماد اللامركزية قد يمثل خطوة إيجابية لتخفيف التوترات، حيث يمنح المحافظات صلاحيات أوسع في تخصيص ميزانياتها لمشاريع محلية دون الحاجة إلى المطالبة بالانفصال. لكنهم يؤكدون أن استمرار السيطرة الأمنية المركزية قد يثير تحفظات لدى بعض الأطراف، خاصة من الأكراد الذين يطالبون بإدارة أمنية مستقلة، والدروز الذين يشككون في جدية دمشق تجاه الإصلاحات.
ويعتبر مراقبون أن نجاح التجربة مرتبط بمدى شفافية الحكومة السورية واستعدادها للدخول في حوار جاد مع الأقليات، مشيرين إلى أن اللامركزية قد تساعد في تهدئة النزعات الانفصالية إذا ما طُبقت بمرونة، لكنها ليست حلًا جذريًا للأزمة السورية.
غسان شربل يكتب: الرَّجلُ الذي طَوَى «صفحةَ الأسدين»
دخلتُ مع زملاءَ «قصر الشعب» السوري. شاهدت رئيساً شاباً اسمُه أحمد الشرع، يجلس على كرسي الأسدين. تعمَّق شعوري أنَّ ما حدث في سوريا كبيرٌ وعميق، وسيترك بصماتِه على الخريطةِ السورية وربَّما خارجها.
لم تقتلعْ عاصفةُ الشرعِ فقط نظاماً مفرطَ القسوةِ أقامَ أكثرَ من نصف قرن. اقتلعت أيضاً قاموساً كانَ سائداً في العقود الماضية. وحين تشاهد الشرعَ في القصر لا تستطيع أن تنسى أن عاصفتَه اقتلعت أيضاً سوريا من محور الممانعة، ودفعت إيرانَ إلى دور أقلَّ في الإقليم. قطعت عاصفةُ الشرع طريقَ طهران إلى بيروتَ عبر أراضي العراق وسوريا؛ وهو طريق الممانعةِ والصواريخِ وصناعة أدوارٍ وتحجيم أدوار.
لا يُخفِي أنَّ أحداث السويداء تركت جرحاً، وأنَّ انتهاكاتٍ حصلت من قبل أكثر من فريق بما فيها أخطاء من قوات الأمن. يبدو راغباً في تفادي وجبة دموية مع أكراد مظلوم عبدي، لكنَّ السؤالَ يبقى معلقاً على الحسابات التركية والأميركية.