مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

70 عامًا من الإنجازات الفريدة.. أرقام موسوعة جينيس القياسية بذكرى تأسيسها

نشر
الأمصار

تحتفل موسوعة "جينيس للأرقام القياسية" بالذكرى السبعين لتأسيسها، في محطة فارقة بتاريخ المرجع العالمي الأبرز لتوثيق الإنجازات غير العادية والفريدة في مختلف المجالات. 

فمنذ إصدار أول نسخة عام 1955 وحتى اليوم، تحولت "جينيس" إلى موسوعة عالمية تضم آلاف الأرقام القياسية التي جسدت حدودًا جديدة للقوة، والمهارة، والصبر، وحتى الطرافة والغرابة.

البداية.. من حانة أيرلندية إلى العالمية

تعود قصة تأسيس موسوعة جينيس إلى ستينيات القرن الماضي، حين أراد مدير شركة "جينيس للبيرة" السير هيو بيفر إيجاد كتاب يوثق "أكثر الأمور إثارة للجدل"، بعد نقاش دار بينه وبين أصدقائه حول أسرع طائر في أوروبا. 

الفكرة تحولت إلى كتاب صغير يضم إحصاءات مذهلة وغير مألوفة، وسرعان ما لاقت رواجًا عالميًا.

وفي 27 أغسطس 1955، صدر أول مجلد رسمي للموسوعة، ليصبح لاحقًا واحدًا من أكثر الكتب مبيعًا وانتشارًا في العالم، حيث بيع منه حتى الآن أكثر من 155 مليون نسخة في ما يزيد على مائة دولة وبأكثر من 40 لغة.

سبعة عقود من الأرقام الغريبة والمذهلة

على مدار 70 عامًا، وثقت الموسوعة إنجازات البشر والحيوانات وحتى الآلات، ما بين أرقام ترتبط بالرياضة، وأخرى بالتكنولوجيا، إضافة إلى غرائب الجسم البشري والهوايات غير المعتادة. 

وبهذه المناسبة، أعلنت "جينيس" عن توثيق 70 رقمًا قياسيًا جديدًا، معظمها يتميز بالغرابة والطرافة.

من بين هذه الأرقام اللافتة:

أسرع وقت لنفخ طابع بريدي لمسافة 10 أمتار.

أكبر عدد من المصافحات خلال 30 ثانية.

أسرع صعود إلى قمة جبل إيفرست باستخدام دراجة هوائية، وهو رقم يعكس مزيجًا من المغامرة والجرأة.

مقتنيات فريدة وأرقام شخصية

ومن الأسماء التي دخلت سجل "جينيس" بإنجازات غريبة، ليز ويست من بريطانيا، التي تمتلك أكثر من 5000 قطعة تذكارية لفرقة Spice Girls الشهيرة. 

وبدأت هوايتها في جمع هذه المقتنيات منذ عام 1996، وتم تسجيلها رسميًا في الموسوعة عام 2011.

أما اليابانية أساكو كاندا، فقد احتلت مكانًا بارزًا بامتلاكها أكبر مجموعة من منتجات "هالو كيتي"، والتي تجاوزت 4519 قطعة بحلول عام 2011، بينها مقتنيات غير مألوفة مثل مقلاة ومقعد مرحاض يحملان شعار الشخصية.

وفي كلمة بهذه المناسبة، قال كريج جلينداي، رئيس تحرير موسوعة جينيس:"بينما نحتفل بسبعين عامًا من إصدار أول كتاب في خمسينيات القرن الماضي، فإننا فخورون بكوننا أوصياء عالميين على الحقائق والإنجازات الفائقة. لقد شهدنا لحظات أيقونية لا تُنسى، وعايشنا أروع العروض في القوة والمهارة والتحمل من مواهب حول العالم".

وأضاف جلينداي أن المستقبل يحمل الكثير من المفاجآت، مشيرًا إلى أن إدارة الموسوعة تتطلع للاحتفال بالجيل الحالي والقادم من حاملي الأرقام القياسية، من خلال منصات جديدة تتيح للجمهور المشاركة بسهولة في تسجيل محاولاتهم.

شخصيات وأرقام أيقونية

ارتبط اسم موسوعة جينيس بعدد من الأرقام التي حظيت بشهرة عالمية واسعة، منها:

سلطان كوسين من تركيا: أطول رجل على قيد الحياة، بطول تجاوز 2.51 متر.

جوتي أمجي من الهند: أقصر امرأة على قيد الحياة، بطول 62.8 سم فقط.

شانيل تابر: صاحبة أطول لسان في العالم.

دان أباتي: صاحب الرقم القياسي لأكبر "هوت دوج" متاح تجاريًا.

كولن فورز: الذي دخل السجل العالمي بامتلاكه أسرع "عربة أطفال" في العالم.

ولم تقتصر الأرقام القياسية على البشر، بل شملت الحيوانات كذلك، حيث سجلت الموسوعة:

بومبي: أصغر حصان في العالم.

بيرتي: أسرع سلحفاة على الإطلاق.

وهذه الأرقام، رغم غرابتها أحيانًا، تجسد فكرة الموسوعة القائمة على توثيق كل ما هو استثنائي وغير مألوف.

تطور الموسوعة في العصر الرقمي

مع مرور العقود، تطورت "جينيس" من مجرد كتاب مطبوع إلى منصة متعددة الوسائط. 

فهي اليوم تملك مواقع إلكترونية وتطبيقات ومحتوى مرئي يصل إلى ملايين المتابعين عبر العالم. 

كما تتيح منصتها الرقمية للأفراد والمؤسسات تقديم طلبات لتسجيل محاولاتهم في تحطيم الأرقام القياسية، سواء عبر الفيديو أو التوثيق المباشر.

كما أطلقت إدارة الموسوعة مبادرة جديدة لتشجيع الجمهور على تجربة "70 رقمًا غير مطالب بها"، وهي تحديات مفتوحة يمكن لأي شخص حول العالم أن يخوضها ليصبح جزءًا من السجل العالمي.

جاذبية الأرقام القياسية.. لماذا نتابعها؟

رغم أن كثيرًا من الأرقام تبدو غريبة أو غير عملية، فإن جاذبية "جينيس" تكمن في كونها نافذة على التنوع البشري والإبداع الفردي. 

فهي تعكس فضول الإنسان ورغبته الدائمة في تجاوز الحدود، سواء في الرياضة، أو الفنون، أو حتى في هوايات بسيطة تتحول إلى إنجاز عالمي.

كما تمثل هذه الأرقام مصدر إلهام للأجيال الجديدة، التي ترى في قصص حاملي الأرقام القياسية دليلًا على أن الطموح والإصرار يمكن أن يقودا إلى مكانة استثنائية.

سبعون عامًا مرت منذ صدور النسخة الأولى من موسوعة جينيس، وما زالت الفكرة حية ومتجددة. 

ومع احتفالات الذكرى السبعين، تبدو "جينيس" أكثر التزامًا بمواصلة دورها كمنصة عالمية لتوثيق الإنجازات الفريدة، وفتح الباب أمام ملايين الأشخاص حول العالم ليصبحوا جزءًا من سجلها.

وربما ما يجعلها أكثر تميزًا هو قدرتها على الجمع بين التسلية والإبهار، وبين التوثيق العلمي وروح الدعابة، لتظل على مدار عقود المرجع الأشهر في رصد كل ما هو غير عادي في عالمنا.