الإمارات وأنجولا.. علاقات اقتصادية تعزز التنمية المشتركة
تشهد العلاقات الاقتصادية بين الإمارات وأنجولا تصاعدا مستمرًا في السنوات الخمس الأخيرة، تعززه جهود القيادة السياسية في البلدين لتعميق العلاقات المشتركة على نحو يدعم أولويات التنمية وأهداف النمو والازدهار المستدامين.
وتشكل أولى زيارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات إلى أنجولا نقلة نوعية في علاقات البلدين.
وتجسد الزيارة حرص دولة الإمارات على تعزيز العلاقات مع أنغولا ودفعها إلى آفاق أرحب من جانب، ومواصلة تطوير التعاون في المجالات التنموية مع دول القارة الأفريقية من جانب آخر.
كما تعكس جهود الإمارات المتواصلة لتعزيز العلاقات وإقامة الشراكات ودعم الازدهار والاستقرار والتنمية في القارة السمراء.
وتأتي الزيارة التاريخية للشيخ محمد بن زايد آل نهيان إلى أنغولا التي يبدأها اليوم الأحد، بعد 8 زيارات أجراها رئيس أنغولا جواو مانويل غونسالفس لورينسو إلى الإمارات منذ توليه الرئاسة سبتمبر/أيلول 2017، بينهم 5 زيارات في عهد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات الذي تولى مقاليد الحكم مايو/أيار 2022.
نموذج استراتيجي للتعاون البنّاء
تعد العلاقات الثنائية بين الإمارات وأنغولا نموذجاً مهماً للتعاون البنّاء والشراكة الاستراتيجية التي تقوم على مبادئ الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة.
وقد تم إرساء أسس هذه العلاقات في عام 1997، حيث شهدت منذ ذلك الحين تطوراً ملحوظاً على مختلف الأصعدة، انعكس إيجاباً على تعزيز أواصر التعاون في شتى المجالات.
وتجسد الزيارات عالية المستوى والمتبادلة بين قيادتي البلدين خلال السنوات الأخيرة الإرادة الراسخة والرغبة المتبادلة في الارتقاء بمستوى العلاقات إلى آفاق أرحب من التكامل والتنسيق.
تبادل تجاري زخم.. واستثمارات متنامية
بلغ حجم التبادل التجاري غير النفطي بين الدولتين في عام 2024 حوالي 2.17 مليار دولار، فيما بلغت الاستثمارات المشتركة بين البلدين نحو 6.5 مليار دولار.
وقد وقعت حكومة دولة الإمارات وحكومة أنغولا على:
- اتفاقية إلغاء الازدواج الضريبي في مجال ضريبة الدخل والتهرب في فبراير/شباط 2018.
- اتفاقية تعزيز وحماية الاستثمار المتبادل في أبريل/نيسان 2017.
- اتفاقية التعاون الثنائي في مجال الطيران في 21 أبريل/نيسان 2021.
مشاريع اقتصادية ومبادرات
تشهد العلاقات الاقتصادية بين دولة الإمارات وأنغولا نمواً متسارعاً مدعوماً بإرادة سياسية لتعزيز الشراكة في مجالات الاستثمار والتنمية، وقد أطلقت الدولتان عدداً من المبادرات والمشاريع الاقتصادية المشتركة، لاسيما في قطاعات الطاقة والبنية التحتية والزراعة والخدمات اللوجستية.
- قطاع الخدمات اللوجستية والبنية التحتية: تعمل شركات إماراتية مثل موانئ أبوظبي وموانئ دبي العالمية على إدارة وتطوير الموانئ والبنى التحتية اللوجستية في أنغولا، بما يسهم في تسهيل حركة التجارة ودعم سلاسل الإمداد. كما تسهم شركة مجمع دبي للاستثمار بشكل فعّال في تطوير المناطق الحرة في أنغولا.
- قطاع الطاقة: تستثمر دولة الإمارات في مشروع محطة طاقة شمسية بقدرة 2 غيغاواط تنفذه شركة مصدر. كما تنفذ شركة أميا باور مشروعاً لتحلية المياه لتوفير مصادر مياه نظيفة ومستدامة.
- قطاع الزراعة: تستثمر شركة الظاهرة في أراضٍ زراعية واسعة لتعزيز الأمن الغذائي وتطوير الإنتاج الزراعي.
- قطاع العقارات: تستثمر شركة داماك في مشاريع عقارية متنوعة (سكنية وتجارية وبنية تحتية) لدعم التنمية الحضرية المستدامة.
- قطاع الذكاء الاصطناعي والحلول الرقمية: تعمل شركات مثل بريسايت وسبيس 42 ودليل على تطوير أنظمة رقمية مبتكرة تدعم التحول الرقمي في أنغولا.
إلى جانب ذلك، قدمت دولة الإمارات مبادرات إنسانية وتنموية شملت؛ مساعدات طبية وغذائية، إرسال الأدوية والمستلزمات الطبية ومركبات الإسعاف، وبرامج تدريب فني للشباب لبناء القدرات التقنية وتعزيز التنمية الاقتصادية المستدامة.
