مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

بوتين وترامب في ألاسكا.. قمة مصيرية على حافة الهاوية

نشر
ترامب وبوتين
ترامب وبوتين

تمتد جذور العلاقات الروسية الأمريكية إلى أكثر من قرن من الزمان، مروراً بالحرب الباردة وانهيار الاتحاد السوفيتي. 

لكن العقدين الأخيرين شهدا تحولاً جذرياً في طبيعة هذه العلاقة، حيث انتقلت من تعاون محدود في مكافحة الإرهاب بعد أحداث 11 سبتمبر، إلى مواجهة شبه مباشرة في سوريا وأوكرانيا.  

محطات رئيسية في العلاقة 

شهدت الفترة من 2000 إلى 2024 عدة محطات مفصلية:  
- عصر بوتين-بوش: 28 لقاءً رسمياً، مع تأكيد على "نظرية النظر في العيون"  
- حقبة أوباما: 21 اجتماعاً، لكن مع تدهور حاد بعد ضم القرم 2014  
- فترة ترامب الأولى: لقاء هلسنكي المثير للجدل 2018  
- عهد بايدن: قمة جنيف 2021 الفاشلة  

الأزمة الأوكرانية: نقطة التحول الكبرى  
 

مع تصاعد الأزمة الأوكرانية منذ 2022:  
- انخفض التبادل التجاري من 30 مليار دولار سنوياً إلى أقل من 2 مليار  
- فرضت عقوبات غربية شملت 70% من الاقتصاد الروسي  
- تجمدت أصول روسية بقيمة 300 مليار دولار في الغرب  
- طرد أكثر من 400 دبلوماسي من الجانبين  
قبيل القمة، تشير الخرائط العسكرية إلى: 
- تقدم روسي بطيء في دونباس (15 كم² أسبوعياً في المتوسط)  
- خسائر بشرية تقدر بـ 500,000 جندي من الجانبين  
- استنزاف المخزونات العسكرية للطرفين 

الملفات المطروحة على طاولة المفاوضات

 وتتركز أجندة القمة على أربع نقاط رئيسية:  
1. مستقبل أوكرانيا وحدودها الإقليمية  
2. ضمانات أمنية متبادلة  
3. ملف الطاقة والأمن الغذائي العالمي  
4. التعامل مع العقوبات الاقتصادية  

تحليل مواقف الأطراف

  الموقف الروسي:  
- الإصرار على الاعتراف بالواقع الميداني الجديد  
- ربط أي تسوية برفع العقوبات الاقتصادية  
- رفض أي توسع مستقبلي للناتو  

الموقف الأمريكي:  
- الضغط من خلال حزمة مساعدات أوكرانية جديدة بقيمة 60 مليار دولار  
- ربط أي تفاهم بضمانات أمنية لأوروبا الشرقية  
- استمرار الدعم العسكري غير المباشر  

سيناريوهات محتملة للقمة

ويطرح الخبراء ثلاثة سيناريوهات رئيسية:  
1. سيناريو التفاؤل الحذر: التوصل لاتفاق هدنة مؤقتة  
2. سيناريو الوضع الراهن: بيان دبلوماسي عام دون تغييرات ملموسة  
3. سيناريو التصعيد: فشل القمة مع تهديدات متبادلة  
وتتباين مواقف القوى العالمية:  
- الاتحاد الأوروبي: قلق من أي اتفاق ثنائي على حسابه  
- الصين: تراقب عن كثب لتحديد موقفها المستقبلي  
- دول الجنوب: تطالب بإنهاء الأزمة لحل أزمات الغذاء العالمية  

التداعيات الاقتصادية المحتملة 
قد تؤثر نتائج القمة على:  
- أسعار النفط العالمية (تذبذب بين 70-120 دولار للبرميل)  
- أسواق القمح العالمية (روسيا وأوكرانيا تمثلان 30% من الصادرات)  
- استقرار النظام المالي الدولي  

البعد الإقليمي للأزمة
لا تقتصر التداعيات على أوكرانيا، بل تمتد إلى:  
- منطقة القوقاز: توترات أذربيجان-أرمينيا  
- الشرق الأوسط: الملف السوري والوجود العسكري  
- القطب الشمالي: التنافس على الموارد والطرق الملاحية  

اوفي حال الفشل الذريع للقمة، قد نشهد:  - تصعيد عسكري غير مسبوق  
- انهيار كامل للعلاقات الدبلوماسية  
- أزمات إنسانية في مناطق متعددة  

في خطوة تهدف إلى إعادة صياغة معادلات الأمن في شرق أوروبا، يطرح الرئيس الأمريكي، «دونالد ترامب»، ضمانات أمنية جديدة لأوكرانيا خارج إطار حلف شمال الأطلسي (الناتو)، وذلك قبيل «قمة ألاسكا» المُرتقبة التي تجمعه بنظيره الروسي «فلاديمير بوتين». وتأتي هذه المبادرة في ظل تصاعد التوترات الإقليمية والجهود الدولية الرامية إلى التوصل إلى حل دبلوماسي يُوقف النزاع المُستمر.

ضمانات أمريكية لأوكرانيا

وفي هذا الصدد، أفادت مصادر مطلعة، نقلاً عن صحيفة «بوليتيكو» الأمريكية، أن دونالد ترامب أعرب للقادة الأوروبيين والأوكرانيين عن استعداد بلاده لتقديم ضمانات أمنية لأوكرانيا ضمن شروط مُعينة، وذلك قبيل قمة ألاسكا المُرتقبة مع فلاديمير بوتين.

جرت هذه النقاشات خلال اجتماع افتراضي نظمته ألمانيا، أمس الأربعاء؛ لتنسيق المواقف الأمريكية والأوروبية قبل القمة المرتقبة بين ترامب وبوتين.

وأكدت المصادر الثلاثة (دبلوماسي أوروبي ومسؤول بريطاني وشخص مُطلع على المكالمة)، لصحيفة «بوليتيكو»، أن الولايات المتحدة أبدت استعدادًا للمساهمة في توفير الوسائل اللازمة لردع أي هجوم روسي مستقبلي على كييف، شريطة التوصل لوقف إطلاق النار.

ضمانات دون تفاصيل

وأوضح المصدر المُطلع على المكالمة أن ترامب اشترط أن يكون أي التزام أمريكي بضمانات أمنية لأوكرانيا خارج إطار حلف الناتو، مُؤكدًا أن الرئيس الأمريكي لم يُحدد طبيعة هذه الضمانات بدقة واكتفى بمناقشة المفهوم العام لهذه الآلية.

فيما أشار المسؤول البريطاني، في تصريحات لـ«بوليتيكو»، إلى أن «ترامب يُدرك أن الضمان الأمني الأمريكي يجب أن يكون جزءًا من التسوية النهائية، ويرى الولايات المتحدة تلعب دورًا في ذلك».

وأكد «ترامب»، خلال المحادثات، أن الولايات المتحدة لن تستمر في تقديم الأسلحة أو القوات بشكل مباشر لأوكرانيا، لكنه سيُواصل بيع الأسلحة للدول الأوروبية لاستخدامها من قبل كييف.

وأشارت «بوليتيكو» إلى أن ترامب عارض المساعدات العسكرية القاتلة لأوكرانيا طوال مُعظم فترة رئاسته، لكنه سمح مُؤخرًا لأوروبا بشراء الأسلحة الأمريكية لإرسالها إلى أوكرانيا، وهي خطوة تقول إدارته إنها زادت الضغط على موسكو وأقنعت بوتين بالجلوس على طاولة المفاوضات.

ترقب أوروبي للضمانات

وأثار انفتاح ترامب على تقديم الضمانات الأمنية، تفاؤلًا حذرًا بين المسؤولين الأوروبيين قبل اجتماع الجمعة، حسبما ذكرت «بوليتيكو».

ورغم أن المسؤولين الأوروبيين والأوكرانيين يشعرون بأن ترامب أخذ نصائحهم بعين الاعتبار ويسعى لتحقيق وقف إطلاق النار، يتوجسون مما قد يحدث عندما يجتمع ترامب وبوتين وجهًا لوجه في جلسة مُغلقة.

وأوضحت الصحيفة أن أوروبا تسعى لوضع ترتيبات للضمانات الأمنية دون الولايات المتحدة، مثل تشكيل تحالف من القوات البرية المستعدة للمساعدة في الدفاع عن أي اتفاق سلام مُحتمل، لكنها تُريد الدعم الأمريكي لهذه الجهود.

لماذا هذه القمة مختلفة؟

تتميز القمة الحالية عن سابقاتها بثلاث سمات رئيسية:  
1. التوقيت الحرج في مسار الحرب الأوكرانية  
2. الضغوط الداخلية على القائدين  
3. التداعيات العالمية غير المسبوق  

تبقى الأسئلة الكبرى معلقة: هل ستكون هذه القمة نقطة تحول، أم مجرد فصلة في تاريخ الصراع الطويل؟ الإجابة قد نعرفها قريباً، لكن آثارها ستظل معنا لعقود قادمة.