مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

27 دولة تطالب إسرائيل بإنهاء “مجاعـة لا تُتصوّر” في غزة فورًا

نشر
الأمصار

في بيان عالمي صدر اليوم الثلاثاء 12 أغسطس 2025 في مقر الأمم المتحدة بمدينة نيويورك، وجهت 27 دولة — أغلبها من أعضاء الاتحاد الأوروبي — نداءً عاجلاً لإسرائيل، طالبت فيها بـ"وقف المجاعة التي لا يمكن تصورها" في قطاع غزة، كما حمّلتها مسؤولية التدهور الكارثي للأوضاع الإنسانية هناك.

تفاصيل البيان وتحذيرات دولية غير مسبوقة

عبّرت الدول الموقّعة في البيان — الذي ضم وزراء خارجية 24 دولة بالإضافة إلى مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي وعضوين من المفوضية الأوروبية — عن حالة الإنذار القصوى، مشددين على أن "المجاعة تتكشف أمام أعيننا". وجّه البيان نداءً مباشرًا إلى إسرائيل بفتح المعابر والطرق فورًا لضمان تدفّق المساعدات الإنسانية بشكل غير معرقل. وطالبت بفتح جميع المنافذ، بما في ذلك:

إدخال الغذاء،

مستلزمات التغذية،

المأوى،

الوقود،

المياه النظيفة،

الأدوية،

والمعدات الطبية.

كما شملت المطالبات التأكيد على حماية المدنيين والعاملين في الحقل الإغاثي، بمنع استخدام القوة المميتة عند محطات التوزيع والأماكن الحساسة.

ردود الفعل الإسرائيلية ومعارضة عالمية متصاعدة

رغم نفي الحكومة الإسرائيلية مسؤوليتها عن انتشار المجاعة وإلقائها باللوم على حركة "حماس" في تضليل عمليات توزيع المساعدات، إلا أن المراقبين يعتقدون أن الإجراءات التي اتخذتها إسرائيل — مثل وقف القتال مؤقتًا وإفساح مسارات آمنة للقوافل — غير كافية للتعامل مع حجم الكارثة الإنسانية المتفاقمة

هذا البيان الدولي الموحّد تزامن مع تحذيرات منظمات إغاثة دولية تُشير إلى أن استمرار الحصار وتجويع السكان قد يُشكّل "جريمة حرب" وفقًا لـ"نظام روما الأساسي" للمحكمة الجنائية الدولية.(ا

مبادرة فرنسية لبناء “تحالف دولي” بقرار أممي

في سياق متصل، جددت فرنسا اقتراحها لتشكيل "تحالف دولي" بقيادة شركاء إقليميين وتفويض من مجلس الأمن، من أجل إنهاء الحرب وفتح مسارات سلام دائم في المنطقة. وقد دعا البعض إلى إرسال بعثة استقرار دولية مؤقتة لحماية المدنيين، مع الالتزام بحل الدولتين.

خلفية الأزمة: blockade مستمر وتدهور كارثي

بدأت إسرائيل منذ مارس 2025 في فرض حصار شديد على قطاع غزة، ما أدى إلى منع دخول الإمدادات الغذائية والطبية وحتى مياه الشرب. وقد استمر هذا الحصار لأسابيع، قبل أن تسمح إسرائيل لاحقًا بدخول شحنات محدودة من المساعدات، في خطوة وُصفت بأنها "قطرة في محيط الجوع".

خطر المجاعة: أرقام مروعة وحالات وفاة متزايدة

تشير البيانات إلى ازدياد حالات الوفاة بسبب المجاعة، إذ سجّل قطاع غزة وفاة مئات مدنيين بسبب نقص الغذاء والرعاية الطبية. ومنظمة الصحة العالمية تشير إلى أن نسبة كبيرة من الأطفال يعانون من سوء الاستقبال الغذائي، مع ارتفاع حالات سوء التغذية الحادّة.

ضغوط متزايدة على إسرائيل من المجتمع الدولي

الاتحاد الأوروبي، والدول الغربية، وكندا وأستراليا واليابان، أبدوا تضامنًا متزايدًا مع دعوات إنهاء الحصار وتوسيع نطاق المساعدات. كما هدّد بعضهم باتخاذ إجراءات عقابية في حال استمرار إسرائيل في سياساتها الحالية.

انقسام أوروبي حول التصعيد

رغم هذا التحذير الدولي الموحد، لم تلتزم بعض الدول الأوروبية مثل ألمانيا والمجر بالتصريح المشترك. وهو ما يعكس انقساماً داخل الاتحاد الأوروبي حول أفضل السبل للتعامل مع الأزمة

ارتفاع عدد ضحايا المجاعة وسوء التغذية

أعلنت وزارة الصحة في غزة، اليوم، ارتفاع عدد ضحايا المجاعة وسوء التغذية إلى 227 متوفيا، بينهم 103 أطفال، في ظل استمرار الحصار ونقص الإمدادات الغذائية والطبية.

 

وأكدت الوزارة أن الوضع الصحي والإنساني يزداد تدهورًا بشكل خطير، محذرة من ارتفاع الأعداد مع استمرار انعدام الأمن الغذائي وصعوبة وصول المساعدات إلى السكان.

 

ومن جانبه، قال رئيس الوزراء الفلسطيني محمد مصطفى، إنّ إسرائيل لا تريد أن ترى دولة فلسطينية، وتحارب الشعب الفلسطيني بالقتل والتدمير وبالحصار الاقتصادي، وهذا ما يجب التصدي له.

وأكد خلال كلمته في افتتاح جلسة مجلس الوزراء الأسبوعية، اليوم الثلاثاء، استمرار الجهود المبذولة لاستعادة الأموال المحتجزة، وتأمين موارد مالية إضافية سواء لتغطية التزامات الحكومة المالية، أو لتنفيذ مشاريع تنموية تُحسّن من جودة الخدمات المقدمة للفلسطينيين، مؤكدا أن الحصول على الأموال المحتجزة هو السبيل الرئيسي لتحقيق الاستقرار المالي.

 

وشدد على أهمية مخرجات المؤتمر الدولي لتجسيد الدولة الفلسطينية في نيويورك قبل أيام بمشاركة ممثلين عن 128 دولة ومؤسسة دولية، باعتباره محطة فاصلة توالت بعدها اتصالات العديد من الدول بالرئيس محمود عباس معلنة عزمها الاعتراف بدولة فلسطين خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر المقبل"، مقدما الشكر لكل الدول والمنظمات الدولية المشاركة في المؤتمر خاصة رؤساء المؤتمر ورؤساء اللجان.

وتابع: "يومًا بعد يوم تزداد قناعة العالم بأنه لا بديل عن تجسيد الدولة الفلسطينية كحل جذري للصراع في المنطقة، وأن تأخر فرض الإرادة الدولية في تنفيذ مئات القرارات الدولية والأممية والقانونية، وإفلات إسرائيل المستمر من العقاب، أدى إلى ما وصل له شعبنا اليوم من قتل وتجويع وتشريد".