فرنسا تعارض احتلال غزة وتدين توسيع العمليات الإسرائيلية وتدعو لفتح المعابر
جددت فرنسا، عبر نائب مندوبها الدائم لدى مجلس الأمن، معارضتها "الشديدة" لأي خطة تهدف إلى احتلال قطاع غزة أو ضمه أو إقامة مستوطنات فيه أو تهجير سكانه قسرًا، مؤكدة تمسكها بالقانون الدولي ورفض أي إجراءات أحادية من شأنها تغيير الوضع القائم في الأراضي الفلسطينية.
احتلال قطاع غزة
وأدان المسؤول الفرنسي "بأشد العبارات" خطة إسرائيل لتوسيع عملياتها العسكرية بغرض السيطرة على مدينة غزة، معتبرًا أن ذلك يشكل تصعيدًا خطيرًا قد يزيد من تدهور الوضع الإنساني المتدهور أصلًا في القطاع.
ودعت فرنسا إلى فتح جميع المعابر المؤدية إلى غزة بشكل عاجل للسماح بدخول المساعدات الإنسانية دون قيود، في ظل التحذيرات الأممية الأخيرة من أن القطاع يعيش "مجاعة خالصة" وأن التصعيد قد يؤدي إلى موجة نزوح جديدة تشمل مئات الآلاف.
يأتي هذا الموقف ضمن سلسلة من التحذيرات الدولية المتزايدة، حيث نبهت بريطانيا في جلسة سابقة لمجلس الأمن من أن العمليات الإسرائيلية قد تدفع نحو مليون شخص للنزوح، فيما حذرت الأمم المتحدة من تفاقم "الفظائع" إذا مضت إسرائيل في توسيع هجماتها.
وتزامنت هذه التصريحات مع استمرار القتال العنيف في محاور عدة بقطاع غزة، ووسط دعوات متكررة من منظمات إنسانية لتمكينها من العمل بحرية وإدخال مساعدات غذائية وطبية بشكل آمن وكافٍ لتلبية الاحتياجات المتزايدة للسكان.
أعلن وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو، عن أن بلاده نفذت أربع رحلات جوية محملة بعشرة أطنان من المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، وذلك انطلاقًا من الأراضي الأردنية.
وتأتي هذه الخطوة في إطار جهود باريس للمساهمة في التخفيف من حدة الكارثة الإنسانية المتفاقمة في القطاع المحاصر، بحسب وكالة أنباء البحرين.
وأوضح الوزير في تصريح أدلى به لشبكة "فرانس إنفو" أن المساعدات المزمع إرسالها تتضمن مواد غذائية ومستلزمات طبية وأدوات دعم طارئ مخصصة للمدنيين في غزة، مؤكدًا أن هذه الشحنات تُعدّ "طارئة وضرورية"، لكنها "لا تزال غير كافية" بالنظر إلى حجم المأساة الإنسانية التي يعاني منها أكثر من مليوني فلسطيني يعيشون في ظروف غير إنسانية.
وأشار بارو إلى أن الوضع يتطلب "تحركا دوليًا عاجلًا ومنسقا"، داعيا الشركاء الدوليين إلى زيادة وتيرة إرسال المساعدات وتسهيل وصولها دون عوائق.
ويتزامن الإعلان الفرنسي مع تقارير مقلقة صادرة عن مرصد عالمي للجوع، حذرت من أن"المجاعة لم تعد مجرد احتمال، بل أصبحت واقعًا متكشفًا في قطاع غزة".
وأكد التقرير، الصادر يوم الثلاثاء، أن معدلات سوء التغذية ارتفعت بشكل خطير، وأن حالات الوفاة بين الأطفال دون سن الخامسة بدأت تظهر بسبب الجوع ونقص الغذاء والماء النظيف والرعاية الصحية.
