بريطانيا.. حملة اعتقالات تطال أنصار «فلسطين أكشن» في لندن

في تصعيد لافت ضد الحراك التضامني مع الفلسطينيين، أقدمت «الشرطة البريطانية» على اعتقال أكثر من (470) ناشطًا من مجموعة «فلسطين أكشن»، التي تُعرف بمواقفها المناهضة لتوريد الأسلحة لإسرائيل.
فلسطين أكشن
وقالت الشرطة في تحديث حول أعداد المعتقلين المناصرين لمنظمة "فلسطين أكشن" إنه جرى اعتقال 474 شخصا في العاصمة".
وبدأت السلطات البريطانية في تنفيذ اعتقالات خلال أضخم تظاهرة تشهدها لندن، منذ أن أُدرجت المجموعة على لائحة التنظيمات الإرهابية المحظورة في المملكة المتحدة.
وأعلنت شرطة لندن أنها استقدمت عناصر من قوات شرطة أخرى لتعزيز وجودها الأمني، بهدف السيطرة على التظاهرات المتوقعة خلال عطلة نهاية الأسبوع التي تشهد نشاطا احتجاجيا مكثفا.
دعم شعبي لفلسطين أكشن
وتجمع مئات المحتجين في ساحة البرلمان وسط لندن، في مسيرة نظمتها حركة "دافعوا عن محلفينا" (Defend Our Juries)، التي أعلنت استمرارها في تنظيم التظاهرة رغم التحذيرات الصارمة من الشرطة. ورفع المتظاهرون الأعلام الفلسطينية ولافتات داعمة لمجموعة "فلسطين أكشن"، التي يشكل دعمها أو عضويتها جريمة يعاقب عليها القانون بالسجن لمدة تصل إلى 14 عاما بموجب قانون الإرهاب لعام 2000.
وتأسست حركة "فلسطين أكشن" في المملكة المتحدة عام 2020 كمجموعة ناشطة متخصصة في تنظيم حملات احتجاجية مباشرة ضد الشركات والمؤسسات التي تتهم بدعم الاحتلال الإسرائيلي وممارساته في الأراضي الفلسطينية. وتعتمد الحركة بشكل رئيسي على أساليب الضغط المباشر والمقاطعة والاحتجاجات السلمية غير التقليدية، مثل إغلاق المراكز التجارية أو تعطيل عمليات الشحن والتوريد المرتبطة بالشركات التي تدعم تصرفات إسرائيل.
الشارع الإسرائيلي ينتفض.. ضغوط مُتزايدة على «نتنياهو» لوقف الحرب وإنجاز صفقة تبادل
من ناحية أخرى، في مؤشر على تنامي السخط الداخلي، يُواجه رئيس الوزراء الإسرائيلي، «بنيامين نتنياهو»، ضغوطًا مُتصاعدة من الشارع، الذي بدأ يفقد الثقة بقدرة الحكومة على تحقيق إنجاز عسكري حاسم، في وقت تتزايد فيه الدعوات لإبرام صفقة تُنهي مأساة الأسرى وتضع حدًا للحرب.
تل أبيب تحتشد لعودة الأسرى
وفي هذا الصدد، شارك مئات الآلاف من الإسرائيليين، في المسيرة المركزية المطالبة بعودة الأسرى المحتجزين في قطاع غزة، في ساحة المختطفين بتل أبيب.
وتظاهرت عائلات الأسرى والمحتجزين الإسرائيليين عند بوابة مقر وزارة الأمن في مدينة تل أبيب، وذلك في أعقاب قرار الكابينيت احتلال مدينة غزة، وبالتزامن مع تجدد الاحتجاجات الإسرائيلية في تل أبيب والعديد من المفارق والبلدات بالبلاد للمطالبة بإنهاء الحرب على غزة والتوصل إلى صفقة تبادل أسرى مع حركة حماس.
وهاجمت المتحدثة باسم عائلات الأسرى ووالدة أحد الأسرى الإسرائيليين، رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، قائلة «إذا قمت باحتلال أجزاء من القطاع وقتل المختطفين، سنُلاحقك في الساحات والحملات الانتخابية وفي كل زمان ومكان. سنُذكر شعب إسرائيل ليلًا ونهارًا، بأنك كنت قادرًا على إبرام صفقة تبادل أسرى، وقررت أن تقتلهم. يداك ستكونان ملطختين بدمائهم».
وأضافت: أن «الكابينيت حسم يوم الخميس الماضي مصير الأسرى، بحيث أن الأحياء سيقتلون فيما ستختفي جثث القتلى إلى الأبد. ما تسرب من تلك الجلسة يثبت أن هذا ليس كابينيتًا سياسيًا أمنيًا إنما كابينيت الموت».
وتابعت: «لا يوجد لهذا المسار دعم جماهيري، ومعظم الشعب يُريد إنهاء الحرب وإعادة الجميع إلى بيوتهم. على نتنياهو أن يطرح اتفاقًا شاملًا لإنهاء الحرب بشكل حقيقي وقابل للتنفيذ، لكنه اختار قتلهم وفرض علينا حربا أبدية».
تل أبيب تُجسد مُعاناة الأسرى بالجوع
وفي «ساحة المختطفين» بتل أبيب، نظم «عرض الجوع» عقب نشر مشاهد لأسيرين إسرائيليين يُعانيان من جراء التجويع في قطاع غزة، وذكرت عائلات الأسرى «لا تسمحوا بالتضحية بأحبائنا على مذبح حرب أبدية. إن إعادة المختطفين الخمسين والمختطفة الوحيدة هي النصر الإسرائيلي الحقيقي. هذه هي المصلحة القومية الوحيدة، أعيدوهم قبل فوات الأوان».
ومن المزمع أن تعقد عائلات الأسرى الإسرائيليين مؤتمرًا صحافيًا عند الساعة 11:00 من ظهر غد الأحد، من أجل الإعلان عن الموعد الرسمي لبدء إضراب اقتصادي شامل بمشاركة شركات خاصة ومنظمات ونقابات وأفراد، بالإضافة إلى عرض خطوات احتجاجية مشتركة جديدة تحت شعار «الصمت يقتل – نوقف الدولة لإنقاذ المختطفين والجنود».
إسرائيل.. خطة «نتنياهو» لاحتلال غزة تحصل على موافقة حكومية رسمية
بينما تتزايد الضغوط السياسية والعسكرية على الحكومة الإسرائيلية، حازت خطة «نتنياهو» لاحتلال قطاع غزة على دعم حكومي رسمي، ما يعكس توجهًا نحو تصعيد الموقف وإعادة رسم خريطة السيطرة الأمنية في القطاع، وسط تحذيرات إقليمية ودولية من تداعيات الخطة.