مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

قمة «ترامب وبوتين» المُحتملة تضع أوروبا أمام مفاجأة وروسيا في موقع القوة

نشر
ترامب و بوتين - أرشيفية
ترامب و بوتين - أرشيفية

تتجه الأنظار العالمية نحو القمة المُحتملة بين الرئيس الأمريكي، «دونالد ترامب»، ونظيره الروسي، «فلاديمير بوتين»، والتي يُنتظر أن تحمل في طياتها تحولات جيوسياسية كبرى. في حين تُبرز موسكو كطرف يبدو أنه يُحقق مكاسب استراتيجية مُهمة، فإن أوروبا تبدو مُستعدة لمواجهة مفاجآت غير متوقعة قد تُعيد تشكيل موازين القوى في القارة العجوز. هذا اللقاء قد يُشكّل نقطة تحول حاسمة تُؤثر على العلاقات الدولية، التوازنات الإقليمية، ومستقبل التعاون أو الصراع بين القوى الكبرى.

لقاء ترامب وبوتين

ولم يمض وقت طويل على إعلان «ترامب» عزمه عقد لقاء مع نظيره الروسي «بوتين»، حتى بدأت تظهر المؤشرات الأولى لهذا الاجتماع المُحتمل المقرر الأسبوع المُقبل، حيث رجحت تحليلات متعمقة نتائج وتأثيرات هذا اللقاء على الأزمة الروسية-الأوكرانية.

وفي هذا الصدد، ألقت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، الضوء بتركيز شديد على الاجتماع المُحتمل بين ترامب وبوتين، بصفته أول لقاء شخصي بين رئيس أمريكي ونظيره الروسي منذ أكثر من (4) سنوات.

ورأت الصحيفة الأمريكية أن مجرد عقد لقاء بين ترامب وبوتين، سيُمثّل انتصارًا واضحًا للأخير، لا سيما أنه يعاني عزلة واضحة من قبل قادة حلف شمال الأطلسي «ناتو»، الذين رفضوا بشكل صريح التعامل معه مباشرةً، إلى أن حاول ترامب إذابة جبل الجليد بين الجانبين بمكالمة هاتفية مع بوتين، بعد عودته مُجددًا إلى البيت الأبيض.

وبالنسبة للمعسكر الغربي، فإن خطط ترامب بشأن عقد لقاءين مع كل من الرئيسين الروسي والأوكراني، كانت في حد ذاتها «مفاجأة» للقادة الأوروبيين، الذين أعربوا عن شكوكهم في مدى قدرة المساعي الأمريكية على تحقيق نتائج ملموسة في ملف الأزمة التي تمضي في عامها الرابع.

الأوروبيون يتقبلون خطط أمريكا 

ووفقًا لمسؤول مُطّلع، فإن الأوروبيين -وإن لم يقتنعوا بمدى فعالية الجهود الأمريكية- أظهروا تقبلًا واضحًا لخطط الرئيس الأمريكي، وشرعوا في جهودٍ أقل اتساعًا لتنسيق الموقف الأوروبي بشأن دعم أوكرانيا وإنهاء حربها المستمرة مع روسيا.

وحول مدى فعالية مساعي ترامب تحقيق النتائج المطلوبة، ربطت «نيويورك تايمز» بين هذه الجهود التي يبذلها الرئيس الأمريكي في الوقت الراهن، وبين سلسلة من الاجتماعات عقدها خلال ولايته الأولى، أبرزها كان مع زعيم كوريا الشمالية كيم جونج أون، وقتما كان حاكم البيت الأبيض مصدقًا في قدرته على إقناع بيونج يانج بالتخلي عن أسلحته النووية من خلال وعده برفع العقوبات طويلة الأمد.

الاجتماعات التي خاضها ترامب في ذلك الوقت اتسمت بـ«الودية الشديدة»، وفشلت في تحقيق النتائج التي راهن عليها من ورائها، إذ لم يتمكن من إجبار «كيم» على إنهاء برنامجه النووي، وأصبح لديه الآن ترسانة أكبر من أي وقت مضى، حسبما ذكرت الصحيفة الأمريكية.

ولطالما أعرب «بوتين» عن سعادته بلقاء «ترامب»، بل ورأى أن لقاءهما قد يُوفّر فرصة للحديث بهدوء حول جميع المجالات التي تهمّ الولايات المتحدة وروسيا.

صعوبات ترامب في اتفاق السلام

في المقابل، واجه الرئيس الأمريكي عقبات كثيرة في مساعيه للتوصل إلى اتفاق سلام بين روسيا وأوكرانيا، للحد الذي دفعه للتشكيك في جدوى المساعدات العسكرية الأمريكية لأوكرانيا، وانتقاده الشديد لزيلينسكي في اجتماعٍ المكتب البيضاوي الشهير أمام عدسات الكاميرات.

ومع ذلك، وبسبب إحباطه من بطء وتيرة المحادثات مع روسيا، سمح ترامب مُؤخرًا بمزيد من مبيعات الأسلحة إلى حلفائه في «ناتو»، والمخصصة في الأساس لأوكرانيا، كما حاول على مدار عدة أشهر منح بوتين فرصة للجلوس على طاولة المفاوضات، غير أنه لم يتحقق له ما أراد، ليعود لانتقاد الرئيس الروسي مُجددًا، ويتهمه بالتلاعب لكسب الوقت.

وفي ختام هذا الملف المتشابك، تبقى قمة «ترامب وبوتين» المُرتقبة محطة مفصلية في السياسة العالمية، قد تُعيد رسم خريطة التوازنات بين القوى الكبرى. فبينما تبدو روسيا مُستفيدة من موقعها القوي، تُواجه أوروبا مفاجآت قد تغير حساباتها الإقليمية والدولية. تبقى الأسئلة قائمة حول مدى قدرة هذه القمة على تحقيق استقرار أو إثارة مزيد من التوترات، مع توقعات بأن العالم بأسره سيُراقب عن كثب ما ستُسفر عنه هذه اللقاءات التاريخية.

ترامب يتحدث عن «فرصة كبيرة» للقاء الرئيس الروسي

بينما تتصاعد التوترات على الساحة الدولية، فتح الرئيس الأمريكي، «دونالد ترامب»، الباب أمام لقاء مُحتمل مع نظيره الروسي «فلاديمير بوتين»، مُعتبرًا أن الظروف أصبحت مواتية لمثل هذا اللقاء.

وفي هذا الصدد، قال دونالد ترامب، إن هناك احتمالية كبيرة لعقد لقاء قريب يجمعه بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في إطار المساعي لإنهاء الصراع المستمر في أوكرانيا.

وفي تصريحات أدلى بها من البيت الأبيض، قال ترامب: "هناك فرصة جيدة جدا لأن نجتمع قريبا. لم نحدد بعد مكان اللقاء، لكن المحادثة الأخيرة مع الرئيس بوتين كانت إيجابية جدا".

ترامب مُتفائل بلقاء بوتين

ورغم الأجواء التفاؤلية التي عكستها تصريحاته، رفض ترامب تحديد جدول زمني لإنهاء الحرب في أوكرانيا، مشيرا إلى أنه يشعر بخيبة أمل من الجهود السابقة.

وأضاف: "لا أريد التسرع في التقييم. لقد شعرت بخيبة أمل من قبل، لذلك أفضل الانتظار قبل تقديم أي وعود".

وأكد ترامب أنه يشعر "بالالتزام الأخلاقي" للمساعدة في إنهاء الحرب، موضحا: "لا يوجد جنود أمريكيون هناك، لكنني أشعر بأن من واجبي أن أضع حدا لهذا الصراع. هذه ليست حربنا، لكن من مصلحة الجميع أن تتوقف".

وردًا على سؤال حول زيارة مبعوثه الخاص، ستيف ويتكوف، إلى موسكو، اعتبر ترامب أنها ليست اختراقا دبلوماسيا بعد، قائلا: "لا أستطيع اعتبارها إنجازا في هذه المرحلة، الطريق لا يزال طويلا".

ترامب: «قرار فرض رسوم جمركية على روسيا وشركائها ما زال قيد الدراسة»

من ناحية أخرى، ترك الرئيس الأمريكي، «دونالد ترامب»، الباب مفتوحًا أمام احتمال فرض رسوم جمركية على «روسيا» وشركائها التجاريين، في خطوة قد تُشكّل تحولًا جديدًا في سياسات التجارة الخارجية إذا تم اعتمادها.

وصرّح دونالد ترامب بأن الولايات المتحدة ستقرر لاحقا ما إذا كانت ستفرض رسوما جمركية على روسيا وشركائها التجاريين.

وقال ترامب خلال حديثه مع الصحفيين في البيت الأبيض: "لم نحدد حجم الرسوم الجمركية المحتملة على روسيا وشركائها".

وأضاف: "لكننا سنفعل ذلك، سنرى ما سيحدث على المدى القريب".

وأكد ترامب أنه "لدينا اجتماع مع روسيا غدا، سنرى ما سيحدث، ثم سنتخذ قرارا".

ويتكوف يتوجه إلى موسكو

وفي وقت سابق، نقلت "رويترز" عن مصدر أن ويتكوف يتوجه إلى موسكو للقاء القيادة الروسية في 6 أغسطس.

وأكدت الخارجية الأمريكية، أن ويتكوف سيزور روسيا هذا الأسبوع، لكنها امتنعت عن الكشف عن جدول أعمال الزيارة.

كما لم تحدد مواعيد رحلته بدقة.

وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد أعلن، في وقت سابق، أن ويتكوف قد يتوجه إلى روسيا هذا الأسبوع، يوم الأربعاء أو الخميس.

واشنطن: «ترامب غير راضٍ عن سياسة روسيا تجاه أوكرانيا ويدعم الحل الدبلوماسي»

من جهة أخرى، في موقف قد يعكس توازنًا دقيقًا بين الضغط والتهدئة، أكدت واشنطن أن الرئيس الأمريكي، «دونالد ترامب»، يرفض سياسة روسيا في أوكرانيا، لكنه لا يزال يُفضّل «المسار الدبلوماسي» لتسوية النزاع المُستمر منذ سنوات.