تونس تسهل عودة جاليتها.. جوازات سفر تسلم في 30 دقيقة وشبابيك سريعة

مع اقتراب ذروة الموسم الصيفي، أطلقَت وزارة الداخلية في تونس، برنامجًا عمليًا طموحًا يهدف إلى تسهيل عودة التونسيين المقيمين بالخارج (TRE).
وقد تم اتخاذ سلسلة من الإجراءات الملموسة لتبسيط المعاملات الإدارية، وتعزيز الترتيبات الأمنية، وتحسين ظروف الاستقبال على المعابر الحدودية.
جوازات سفر تُسلَّم في أقل من 30 دقيقة
من أبرز المبادرات التي لقيت صدى واسعًا إعادة تفعيل الفضاء المخصص للتونسيين بالخارج بمقر الإدارة العامة لشرطة الحدود والأجانب في تونس، وذلك ابتداءً من 1 يونيو 2025، ويعمل هذا المركز يوميًا، بما في ذلك عطلات نهاية الأسبوع والأعياد الرسمية، من الساعة الثامنة صباحًا إلى السادسة مساءً دون انقطاع، وتُعالَج طلبات جوازات السفر في هذا المركز في أقل من 30 دقيقة، وهو رقم قياسي نال استحسان المواطنين والعاملين في القطاع على حد سواء.
وقد تم دعم هذه الخدمة بنشر أعوان من شرطة الحدود على متن عبارتي قرطاج وتانيت منذ 15 يونيو 2025، حيث يتاح للمسافرين تجديد أو استخراج جوازات سفرهم مباشرة خلال الرحلة، مع تسليم الوثيقة في الحال على متن السفينة.
كما تتواصل خدمات مماثلة طوال السنة في مطار تونس قرطاج وميناء حلق الوادي، لمعالجة الحالات الطارئة في اللحظات الأخيرة، خاصة للمسافرين الذين يكتشفون انتهاء صلاحية جوازاتهم قبيل موعد السفر.
ولمواجهة الضغط المتزايد في بعض المناطق، أعادت وزارة الداخلية في تونس تشغيل المركز المتنقل لإنتاج جوازات السفر، وهو وحدة متنقلة تُوجَّه إلى المناطق المصنفة حسّاسة لتخفيف العبء عن المكاتب الثابتة وضمان المعالجة في الآجال.
تبسيط جذري لإجراءات الإعفاء FCR
وفي خطوة مهمة أخرى، تمّت إعادة هيكلة إجراءات الإعفاء الجمركي المعروفة بـFCR، حيث أُلغيت المعاملات الورقية واستُعيض عنها بتبادل إلكتروني للبيانات بين الإدارات المعنية، مما أتاح معالجة الملفات في ظرف لا يتجاوز 24 ساعة.
وتمثل هذه الخطوة ثورة حقيقية على الصعيد الإداري، إذ وضعت حدًا للطوابير الطويلة والتأخيرات المعتادة.
شبابيك أولوية واستقبال معزّز على الحدود
وعلى مستوى المعابر الحدودية، تم تخصيص شبابيك خاصة لفائدة كبار السن، والنساء الحوامل، والأطفال، والعائلات الكبيرة، وذوي الاحتياجات الخاصة.
كما تم تدعيم الطواقم البشرية لمواجهة ذروة الإقبال، لا سيما على الحدود البرية مع الجزائر التي تشهد تدفقًا كبيرًا خلال فصل الصيف.
وبالتوازي، تُجرى أشغال تهيئة تهدف إلى فصل مسارات المسافرين الراجلين عن سائقي السيارات، وهي خطوة منتظرة منذ زمن طويل من أجل تنظيم أفضل للحركة وتفادي الازدحام.
مبادرة نالت استحسان الجالية والسلطات
ويعكس هذا البرنامج، كما ورد في رد كتابي من وزارة الداخلية في تونس للنائب حليم بوسما، التزام السلطات التونسية بوضع الجالية في صميم أولوياتها، وقد لقيت هذه الجهود ترحيبًا واسعًا من قبل التونسيين بالخارج، الذين لمسوا تحسنًا في أداء المرافق العمومية من حيث الاستجابة والحداثة ومراعاة احتياجاتهم.
ومن خلال هذا البرنامج الطموح، أكدت تونس رغبتها في تعزيز الروابط مع جاليتها، التي تمثل دعامة اقتصادية واجتماعية أساسية.
جوازات تسلم في 30 دقيقة، خدمات على متن السفن، معالجة سريعة للـFCR، وتنظيم أفضل على الحدود: كلها مبادرات ملموسة تعكس تغييرًا حقيقيًا في جودة الاستقبال المخصص للتونسيين المقيمين بالخارج.