السفارة الصينية في تايلاند تدعو مواطنيها لتجنب مناطق التوتر الحدودي مع كمبوديا

وجّهت السفارة الصينية في تايلاند، اليوم السبت، تحذيرًا لرعاياها بعدم التوجه إلى المناطق المتأثرة بالنزاع الحدودي القائم بين تايلاند وكمبوديا.
ونقلت وكالة "شينخوا" عن بيان السفارة أن الاشتباكات ما تزال مستمرة على طول الحدود، حيث أعلنت السلطات التايلاندية الأحكام العرفية في أجزاء من مقاطعتي "تشانثابوري" و"ترات".
ودعت السفارة المواطنين الصينيين، خاصة المقيمين بالقرب من المناطق الحدودية، إلى متابعة المستجدات الأمنية وتوخي الحذر، والابتعاد عن المناطق المتوترة.
كما أوصت المواطنين والمؤسسات الصينية بالامتثال لتوجيهات السلامة المحلية، والاستعداد لاحتمالات الإخلاء أو الاحتماء إذا تطلّب الأمر، مع التأكيد على أهمية التواصل مع الشرطة أو القنصليات الصينية في حال الطوارئ.
ترامب: سأطلب من كمبوديا وتايلاند وقف إطلاق النار وإنهاء الحرب
قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إنه سيطلب من كمبوديا وتايلاند وقف إطلاق النار وإنهاء الحرب، مؤكدا "أخبرت كمبوديا وتايلاند أننا لا نريد عقد أى صفقة معهما إذا كانا في حالة حرب".
وتشهد الحدود بين تايلاند وكمبوديا هذه الأيام أحد أكثر فصول التوتر دموية في تاريخ النزاع المستمر بين البلدين. الاشتباكات التي اندلعت مجددًا، لم تكن مجرد حادث عرضي، بل جاءت وسط تصاعد حاد فى الاتهامات والإجراءات الدبلوماسية غير المسبوقة، مما ينذر بتحوّل الخلاف الحدودى القديم إلى صراع إقليمي محتمل.
فجر الجمعة، تجددت الاشتباكات على طول المناطق الحدودية المتنازع عليها، بعد يومين فقط من انفجار لغم أرضي أدى إلى إصابة خمسة جنود تايلانديين، وهو ما فجّر الموقف.
الجيش التايلاندي أعلن على فيسبوك استمرار القتال، محذرًا سكان الأقاليم الشمالية الشرقية من الاقتراب من مناطق الاشتباك، في حين تحدثت تقارير عن مقتل 14 شخصًا على الأقل، معظمهم مدنيون، ونزوح أكثر من 100 ألف شخص.
تايلاند ردّت بشن غارات جوية ضد أهداف كمبودية قالت إنها مصدر لإطلاق النار، بينما ردّت بنوم بنه باستخدام المدفعية الثقيلة، وامتدت القذائف إلى مناطق سكنية.
بداية الشرارة
الخميس الماضي، كان بداية الشرارة حين تسبب انفجار لغم أرضي في إصابة عدد من الجنود التايلانديين، مما دفع بانكوك إلى اتخاذ قرار بسحب سفيرها من كمبوديا، وطرد السفير الكمبودي ردًا على الحادث.
التصعيد بلغ ذروته حين أعلنت كمبوديا في اليوم التالي خفض علاقاتها الدبلوماسية مع تايلاند وسحب طاقم بعثتها من بانكوك، بينما أغلقت الأخيرة جميع المعابر الحدودية معها، في مشهد ذكّر المتابعين بأزمات الحرب الباردة.
وفي خضم التصعيد العسكري، خرج الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش بدعوة إلى الجانبين لضبط النفس وتجنب التصعيد، مطالبًا بحل الخلافات من خلال الحوار، بحسب ما نقله المتحدث الأممي فرحان حق.
هذه المواجهة تمثل حالة نادرة من النزاع العسكري المفتوح بين بلدين عضوين في رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان)، وهي ليست الأولى، فقد سبق أن اندلع التوتر بينهما في محيط معبد "بريا فيهير"، إلى جانب مناوشات سابقة مع ميانمار.