مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

تصعيد أمريكي مُحتمل.. «ترامب» يُلوّح بتكرار استهداف منشآت إيران النووية

نشر
ترامب
ترامب

في تصعيد جديد يعكس تشدد الموقف الأمريكي تجاه «إيران»، لوّح الرئيس «دونالد ترامب» بإمكانية توجيه ضربات مُتكررة إلى المنشآت النووية الإيرانية «إذا استدعت الحاجة»، مُؤكدًا استعداد بلاده لاتخاذ إجراءات عسكرية مُتكررة للحد من «البرنامج النووي الإيراني». يأتي هذا التصريح في ظل توتر مُتصاعد بين «واشنطن وطهران»، وسط مخاوف من اندلاع مواجهة عسكرية قد تُؤثر على الاستقرار الإقليمي والدولي.

ترامب يُهدد بضرب المنشآت النووية الإيرانية

وفي هذا الصدد، هدد الرئيس الأمريكي، «دونالد ترامب»، اليوم الثلاثاء، بشن ضربات جديدة على المنشآت النووية الإيرانية «في حال استدعت الضرورة».

وكتب «ترامب»، عبر منصته على وسائل التواصل الاجتماعي، «تروث سوشيال»: «وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي قال عن المنشآت النووية: 'الأضرار بالغة، لقد دُمرت'. بالطبع كذلك، كما أخبرتكم سابقًا، وسنُكرر الضربة إذا تطلب الأمر».

وواصل دونالد ترامب انتقاداته لشبكة (CNN)، واصفًا إياها بـ«الكاذبة» وطالبها بطرد مراسلها الذي وصفه بـ«المُزيف». وتابع: «عليها أن تعتذر لي ولطيارينا العظماء الذين 'محوا' المواقع النووية الإيرانية».

تهديد ترامب جاء ردًا على تصريحات وزير الخارجية الإيراني

جاء تهديد ترامب بعد أن تحدّث وزير الخارجية الإيراني، «عباس عراقجي»، لقناة فوكس نيوز الأمريكية، عن أضرار جسيمة أعقبت الهجوم السابق، وأن بلاده غير مثستعدة للشروع في مفاوضات مع الولايات المتحدة بشأن البرنامج النووي حاليًا.

وفي (21) يونيو الماضي، دمرت الضربات الأمريكية باستخدام قاذفات (B-2) المنشآت النووية في أصفهان ونطنز وفوردو، التي كانت مخبأة تحت جبل على عُمق نصف ميل. وقد سبقت هذه الضربات هجمات إسرائيلية أسفرت عن مقتل قادة عسكريين إيرانيين رفيعي المستوى و(14) عالمًا نوويًا على الأقل.

لكن تقديرات حجم الدمار اختلفت بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ومسؤولين آخرين. فقد أكد ترامب عبر منصته «تروث سوشيال» أن الضربات «أبادة» المنشآت النووية الإيرانية، مُشيرًا إلى أن الأضرار الأكبر حدثت تحت الأرض. 

من جانبه، قال وزير الدفاع الأمريكي، «بيت هيجسيث»، إن تأثير القنابل «مدفون تحت أنقاض» في إيران، وأن من يُشكك في نجاح العملية يُحاول تقويض الرئيس.

أضرار تُصيب البرنامج النووي الإيراني

أما مدير وكالة المخابرات المركزية «جون راتكليف»، فقد صرّح بأن الضربات ألحقت «أضرارًا بالغة» بالبرنامج النووي الإيراني، مُشيرًا إلى أن العملية شملت إسقاط (14) قنبلة ثقيلة من نوع «بونكر بستر» خلال مُهمة استمرت (18 ساعة).

من جهتها، قالت هيئة الطاقة الذرية الإسرائيلية، إن موقع فوردو أصبح «غير قابل للتشغيل»، وأن الضربات أعاقت البرنامج النووي الإيراني «لعدة سنوات».

كما اتفق مسؤولون أمريكيون وإسرائيليون على أن إيران لم تتمكن من نقل اليورانيوم المخصب قبل الضربات، وأن أجهزة الطرد المركزي في «نطنز وفوردو» تعرضت لأضرار «لا يُمكن إصلاحها».

صعوبات قادمة

ووصف مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، «رافائيل جروسي»، الأضرار بأنها «هائلة»، مُؤكدًا أن إيران ستُواجه صعوبات كبيرة في مواصلة برنامجها النووي بنفس الوتيرة السابقة.

بدورها، أشادت المتحدثة باسم البيت الأبيض، «آنا كيلي»، بالعملية، قائلة إن العالم أصبح «أكثر أمانًا» بفضل القيادة الحاسمة لترامب.

وفي ظل التوترات المُتزايدة بين «الولايات المتحدة وإيران»، تبقى الأجواء مُتوترة مع استمرار التهديدات العسكرية التي قد تُعيد المنطقة إلى دائرة الصراع. ويبدو أن إدارة ترامب تعمد إلى تعزيز الضغط على طهران عبر استراتيجية التكرار في الاستهداف، في محاولة لكبح «البرنامج النووي الإيراني»، مع إيلاء أهمية كبيرة لاحتمالات رد فعل إيراني مُتصاعد قد تزيد من تعقيد المشهد الإقليمي. ويترقب العالم بقلق ما ستؤول إليه الأوضاع، وسط دعوات دولية للتهدئة والحوار.

وزير الخارجية الإيراني: «المفاوضات المباشرة مع أمريكا غير مطروحة الآن»

من جهة أخرى، في مُؤشر جديد على تعقّد العلاقات بين «طهران وواشنطن»، أكد وزير الخارجية الإيراني، «عباس عراقجي»، أن المفاوضات المباشرة مع «الولايات المتحدة» ليست واردة حاليًا، مُشيرًا إلى أن بلاده قد تدرس هذه الإمكانية في المستقبل، ما يعكس استمرار الجمود في مسار التفاوض النووي.

وقال «عراقجي»، في حديث لقناة «فوكس نيوز»، يوم الإثنين، تعليقًا على إمكانية المفاوضات المباشرة: «في الوقت الراهن لا، ولكن في المستقبل هذا مُمكن».

إيران تُشكك بواشنطن بسبب فشل اتفاق 2015

وأضاف: «كل شيء متعلق بما إذا كانت الولايات المتحدة مستعدة للتعامل مع إيران على أساس التكافؤ والاحترام المتبادل والمصالح المشتركة»، لافتًا إلى أن هناك شكوكًا تجاه الولايات المتحدة لدى إيران، وفسر ذلك بأن الاتفاق النووي الذي تم فيتوقيعه عام 2015 «لم يكن ناجحًا».

وتابع وزير الخارجية الإيراني: «ولهذا السبب نحن غير مستعدين للاتصالات المباشرة بهم. ولكن عندما نشعر بأن كل شيء يسير على ما يرام، فإن كل شيء سيكون مُمكنًا».

يُذكر أن «الولايات المتحدة وإيران» أجرتا عدة جولات من المفاوضات غير المباشرة حول اتفاق جديد بشأن «برنامج إيران النووي»، لكن المفاوضات توقفت على خلفية الضربات العسكرية الإسرائيلية ضد إيران، التي دعمتها واشنطن.

«ترامب» يصف أضرار الهجمات على المنشآت النووية الإيرانية بـ«الهائلة»

وفي وقت سابق، وصف الرئيس الأمريكي، «دونالد ترامب»، الأضرار التي لحقت بالمنشآت النووية الإيرانية جراء الهجمات الأخيرة بأنها "هائلة"، مُشيرًا إلى تأثيرات واسعة النطاق على القدرات النووية لطهران.