الجزائر تستقطب سبع شركات طاقة لاستخلاص 400 مليار متر مكعب غاز

وقّعت سبع شركات طاقة عالمية خمسة عقود هيدروكربونية مع سوناطراك، باستثمار إجمالي في مجال الاستكشاف لا يقل عن 600 مليون دولار.
ويشمل برنامج هذه المرحلة الأولى حفر 32 بئرًا استكشافيًا وإجراء مسوحات زلزالية على مساحة 35 ألف كيلومتر مربع.
ويُعدّ هذا الالتزام من قبل الشركات الأجنبية في مجال الاستكشاف خطوةً مهمةً لسوناطراك، التي تولّت سابقًا 90% من أنشطة الاستكشاف الخاصة بها في السوق الجزائرية.
وصرّح رشيد حشيشي، الرئيس التنفيذي لمجمع سوناطراك ، قائلاً: “يُعدّ توقيع هذه العقود الخمسة خطوةً إلى الأمام في تحقيق الأهداف الاستراتيجية للمجموعة، والتي تهدف إلى تجديد موارد البلاد وتحديد احتياطياتها”.
و تُمثّل هذه الاستثمارات “المضمونة” في مجال الاستكشاف بداية تعاون طويل الأمد بين سوناطراك وشركائها، إذ ستشهد مرحلة التطوير استثمار مليارات الدولارات لاستخلاص كمية من موارد الغاز تُقدّر بحوالي 400 مليار متر مكعب.
وستُشكّل هذه الكمية مساهمة كبيرة في صناعة الغاز في البلاد خلال السنوات القادمة، ومن المتوقع أن تُلبّي الاحتياجات المتزايدة للسوق المحلي، وتُفي بالتزامات سوناطراك على الصعيد الدولي.
وفي معرض حديثه عن أهمية الاستثمار الأجنبي في قطاع المنبع، صرّح المدير العام لشركة سوناطراك قائلاً: “في السنوات الماضية، أنجزت سوناطراك 90% من أعمال الاستكشاف، ويُمثّل انضمام جهات فاعلة جديدة إلى قطاع المنبع دعماً كبيراً للمجموعة العامة”.
تفاصيل العقود المُبرمة
ووقّعت سوناطراك عقدي مشاركة وثلاثة عقود تقاسم إنتاج. يتعلق أول عقدين بمنطقتي تول 2 في حوض بركين بولاية إليزي، وقرن الكيسة 2 في حوض قورارة بولاية تيميمون. بالنسبة لمنطقة تول 2، ستستثمر سوناطراك، بالتعاون مع شركتين متعاقدتين، هما الشركة النمساوية زانكاس والشركة السويسرية فيلدا، 149 مليون دولار أمريكي لحفر ثمانية آبار استكشافية وإجراء مسح زلزالي ثلاثي الأبعاد على مساحة 3000 كيلومتر مكعب. يهدف هذا العقد إلى استخراج 14 مليار متر مكعب من الغاز.
أما بالنسبة لمنطقة قرن الكيسة 2، فستستثمر سوناطراك والشركة الصينية سينوبك ما يقرب من 124 مليون دولار أمريكي لتأكيد احتياطي قابل للاستخراج يقدر بـ 141 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي.
وبالنسبة لعقود تقاسم الإنتاج الثلاثة، فقد أُبرم أولها بين سوناطراك من الجانب الجزائري، وشركة إيني الإيطالية، وشركة بي تي تي إي بي التايلاندية من الجانب الآخر، بهدف تطوير محيط رقان 2. تُقدّر قيمة الاستثمارات خلال مرحلة الاستكشاف هذه بنحو 32 مليون دولار أمريكي لتأكيد احتياطي يُقدّر بـ 143 مليار متر مكعب. أما في منطقة أهارا الواقعة بين حوضي بركين وإليزي، فسيستثمر شريكا سوناطراك، توتال إنرجيز وقطر إنرجيز، مبلغًا يتراوح بين 91 و114 مليون دولار أمريكي.
يهدف هذا التعاون إلى تحديد احتياطيات الغاز والنفط بدقة، والتي تُقدّر بحوالي 38 مليار متر مكعب من الغاز. يشمل هذا العقد حفر أربعة آبار استكشافية وإجراء دراستين زلزاليتين ثنائيتين وثلاثيتين الأبعاد. أما العقد الأخير الموقع بين سوناطراك وشريكتها الصينية ZPEC، فيتضمن استثمارًا بقيمة 188 مليون دولار أمريكي لاستكشاف محيط الزرافة 2 في حوض قورارة بتيميمون.
وتشمل مرحلة الاستكشاف حفر 16 بئرًا وإجراء مسحين زلزاليين ثنائيين وثلاثيين الأبعاد قبل بدء مرحلة التطوير التي تهدف إلى استخلاص 51 مليار متر مكعب من الغاز. الجزائر بحاجة إلى جميع مواردها