مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

انفراجة محتملة في مفاوضات الهدنة بغزة.. ونتنياهو يناور بالأزمة الداخلية

نشر
نتنياهو
نتنياهو

تلوح في الأفق ملامح اتفاق هدنة جديد بين إسرائيل وحركة "حماس"، بعد أشهر من الجمود والتصعيد المتبادل، ومصادر متعددة من القاهرة والدوحة وواشنطن كشفت عن تقدم فعلي في المفاوضات، ووجود مقترح محدث مصري-قطري-أميركي، يتضمن نقاطًا توفيقية لتجاوز الخلافات العالقة، وعلى رأسها "محور موراج" الحدودي.

مفاوضات وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس:

وبحسب الكاتبة والباحثة في الشأن الأميركي والإسرائيلي، الدكتورة أماني القرم، فإن أبرز عناصر الانفراجة الحالية تتعلق بما أسمته "المرونة التكتيكية" التي أظهرها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في الأيام الأخيرة، مدفوعًا بأزمة سياسية داخلية تهدد تماسك حكومته.

وأوضحت القرم، في تصريحات من غزة، أن نتنياهو سمح لوفده التفاوضي في الدوحة بمناقشة تفاصيل الصفقة المقترحة، مع إبداء موافقة مبدئية على الانسحاب من شريط حدودي بعمق يتراوح بين 1 إلى 1.5 كيلومتر داخل قطاع غزة، لضمان إنشاء منطقة عازلة تؤمن الحدود من وجهة النظر الإسرائيلية، بعد أن كان يصر سابقًا على البقاء في مسافة 5 كيلومترات، ورفض الانسحاب من محور "موراج" الاستراتيجي.

رفض الانسحاب من محور "موراج" 

وأضافت أن الحكومة الإسرائيلية لم تعد تمانع في الانسحاب من المحور المذكور، ما يُعد تحولًا كبيرًا في موقف تل أبيب، يُفسر على أنه محاولة من نتنياهو لضمان استمرار الائتلاف الحاكم، بعد انسحاب حزبي "شاس" و"يهدوت هتوراه" على خلفية أزمة قانون تجنيد الحريديم.

"مفاتيح الصفقة" تحت التفاوض

رغم هذا التقدم، لا تزال بعض الملفات الحساسة محل تفاوض، أبرزها آليات إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة، وقوائم الأسرى من الجانبين، وهي ما تسميه المصادر "مفاتيح الصفقة".

ويلعب التوقيت السياسي دورًا كبيرًا، إذ يسعى نتنياهو إلى تمرير الاتفاق قبيل عطلة الكنيست، لتفادي تهديدات بحل البرلمان أو الدعوة لانتخابات مبكرة، خاصة في ظل تراجع استقرار ائتلافه الحاكم، وتصاعد حدة الخلافات الداخلية.

كما نوهت إلى ضغوط أميركية غير مباشرة، لاسيما من الرئيس الأميركي جو بايدن، الذي بدأ يفقد صبره إزاء مماطلة نتنياهو في التوصل إلى اتفاق، ما زاد من وتيرة التحركات في الأيام الأخيرة.

تغيرات داخل إسرائيل تعيد ترتيب الأولويات

ترى الباحثة أن التحول الملحوظ في الموقف الإسرائيلي لا ينبع فقط من الرغبة في تهدئة الوضع بغزة، بل أيضًا من محاولة نتنياهو تعزيز مكانته داخليًا، خاصة وأن استطلاعات الرأي لا تزال تمنح حزب "الليكود" الذي يتزعمه الصدارة، رغم تراجع شعبيته مؤخرًا.

وترى أن ما يروج له نتنياهو من فكرة "المدينة الإنسانية" في جنوب القطاع، ما هو إلا محاولة لتقديم تنازلات شكلية لليمين المتطرف داخل ائتلافه، مثل بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير، دون المساس بجوهر الاتفاق، الذي يعول عليه سياسيًا.

وتختم القرم بأن نتنياهو يسابق الزمن لتحقيق تقدم ملموس يمكنه استثماره سياسيًا، سواء لترتيب الوضع الداخلي، أو لكسب الوقت قبل أي استحقاقات انتخابية قد تُفرض عليه في الأشهر المقبلة.