الوساطة الأوروبية على طاولة الأزمة الإيرانية الإسرائيلية.. فرصة أخيرة للسلام

في تطور لافت ضمن الجهود الدولية لنزع فتيل التصعيد العسكري في الشرق الأوسط، أصدرت كل من فرنسا وبريطانيا والاتحاد الأوروبي بيانًا مشتركًا مساء أمس، دعت فيه إلى التهدئة بين إيران وإسرائيل، والتوصل إلى حل سلمي للنزاع المتصاعد بين الطرفين.
دعوة أوروبية للوساطة بين طهران وتل أبيب:

وجاء في البيان أن الدول الأوروبية الثلاث "تدعو كافة الأطراف إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس"، وتؤكد "استعدادها للقيام بوساطة فاعلة بين طهران وتل أبيب، بما يضمن استقرار المنطقة وتجنب الانزلاق إلى مواجهة شاملة".
ويأتي هذا التحرك بعد دعوات روسية سابقة للوساطة، ومطالبات من الصين بالتهدئة، مما يبرز تصاعد التحرك الدولي في محاولة لاحتواء الموقف قبل تفجّره.
حرب الظل تتحول إلى مواجهة مباشرة
الصراع بين إيران وإسرائيل ليس جديدًا، بل يعود إلى عقود من التوترات السياسية والعسكرية التي ازدادت حدتها منذ الثورة الإسلامية في إيران عام 1979. إلا أن الأشهر الأخيرة شهدت نقلة نوعية في مستوى التصعيد، تمثلت في تبادل مباشر للهجمات بالطائرات المسيّرة، والصواريخ الدقيقة.
إيران: شنت هجمات عبر طائرات مسيّرة انتحارية من طراز "شاهد" و"مهاجر" و"أرش"، وصلت إلى أهداف عميقة داخل الأراضي الإسرائيلية.
أرش، وهي طائرة مسيّرة انتحارية بمدى يصل إلى 2000 كيلومتر، طولها 4.5 أمتار، ويمكنها حمل 4 صواريخ، ولا تحتاج إلى مدرج للإقلاع.
الطول: 4.5 م مع امتداد جناحين يصل إلى 4 م
أُدخلت الخدمة عام 2020 ضمن القوات البرية الإيرانية (Artesh)، واستخدمت لأول مرة في تدريبات كبرى من ساحل مكران، وصُمّمت لضرب أنظمة دفاع جوي، رادارات، ومواقع استراتيجية داخل إسرائيل—بمدن مثل تل أبيب وحيف
صُمّمت لضرب أنظمة دفاع جوي، رادارات، ومواقع استراتيجية داخل إسرائيل—بمدن مثل تل أبيب وحيفا
شاهد 136:
وهي طائرة انتحارية سرعتها 185 كم/ساعة، وتبلغ حمولتها الحربية 50 كغم، ويصل مداها إلى 2500 كيلومتر.
إسرائيل: ردّت باستخدام مسيرات متقدمة مثل "هرمز 450" و"هيرمز 900"، واستهدفت منشآت في الداخل الإيراني، بينها مواقع عسكرية واستراتيجية.
التصعيد الأخير دفع العديد من دول المنطقة، وعلى رأسها دول الخليج، إلى تعزيز إجراءاتها الدفاعية، وسط مخاوف من امتداد المواجهة إلى أراضيها.
موقف المجتمع الدولي
الأمم المتحدة عبرت عن "قلق بالغ"، داعية جميع الأطراف إلى الالتزام بالقانون الدولي وتفادي استهداف المدنيين، في حين حذّرت واشنطن من أي "محاولات لتوسيع نطاق الصراع".
الدعوة الأوروبية تعكس قلقًا دوليًا متزايدًا من تحول الحرب "الباردة" بين إيران وإسرائيل إلى صراع مفتوح. ومع تزايد الأصوات المطالبة بالتهدئة، يبقى مستقبل هذه الوساطة رهن إرادة الطرفين في احتواء التصعيد، أو المضي في مسار المواجهة المفتوحة.
مع تصاعد الحرب الضمنية بين طهران وتل أبيب عبر الهجمات النووية والمسيّرات، شددت إسبانيا على ضرورة التهدئة والدبلوماسية. وفي بيان صدر عن وزارة الخارجية، دعا الوزير خوسيه مانويل ألباريس كلا الطرفين إلى التحلّي بأقصى درجات ضبط النفس، وحذّر من خطر تحول هذا النزاع إلى حرب إقليمية بأبعاد غير محسوبة.
وأشار البيان إلى أن الرسالة هي نفسها التي أطلقتها فرنسا وبريطانيا والاتحاد الأوروبي في حثها على استخدام القنوات الدبلوماسية وتجنب أي تصعيد عسكري غير محسوب.
مدى تأثير الوساطة الإسبانية دعم أوروبي واسع: شاركت إسبانيا تحالف "فرنسي–بريطاني–أوربي" يهدف لكبح أي انفجار محتمل في الشرق الأوسط، وتجاوز ذريعة "الخطر النووي الإيراني" .
اجتماعات إقليمية ودولية: ألباريس تواصل مع مسؤولين من إسرائيل وإيران عبر قنوات متعددة ضمن المنتدى المتوسطي، ومع ممثلي الاتحاد الأوروبي والسعودية وقطر . المخاوف من تصعيد ميداني بيان مدريد جاء بعد سلسلة من الضربات الإسرائيلية على منشآت نووية إيرانية، وهو يعكس القلق الأوروبي من احتمال تحوّل الحرب "الباردة" بين الجيشين إلى مواجهة مفتوحة، قد تكون عواقبها كارثية على أمن منطقة بأكملها .