السودان.. حكومة الشمالية تصف تقدم الدعم نحو الولاية بفقاعات إعلامية

نفت حكومة الولاية الشمالية، ما تردّد على منصّات موالية لقوات الدعم السريع بشأن اقتراب الأخيرة من بلدة كرب التوم، مؤكدةً أن «القوات المسلحة بكامل تشكيلاتها في حالة تأهّب قصوى ولا تلوح في الأفق أي مؤشرات لاختراقٍ ميداني يهدّد حدود الولاية» النفي يأتي رغم سيطرة الدعم السريع على جبال كرب التوم والميناء الشهير وتداول فيديوهات تؤكد ذلك .
وقال الباقر عكاشة عثمان، وزير الثقافة والإعلام المكلّف والناطق باسم حكومة الولاية، إن الوضع الأمني «مستقر وتحت إشراف مباشر» من الوالي الفريق ركن عبد الرحمن عبد الحميد. وأضاف: «الحديث عن تقدّم عسكري نحو الشمالية لا يعدو أن يكون فقاعات إعلامية صادرة عن الغرف الدعائية للدعم السريع، بعد تكبّدها خسائر في محلية مروي ومواقع أخرى».
مطلع يونيو الجاري أعلنت قوات الدعم السريع سيطرتها على «المثلث» الحدودي بين السودان ومصر وليبيا، فيما أوضحت القيادة العامة للجيش أنها نفّذت «انسحاباً تكتيكياً» لأسباب دفاعية. حسابات محسوبة على الدعم السريع ذكرت هذا الأسبوع أنها دفعت بقوة استطلاع إلى أطراف كرب التوم، على مسافة تقارب 700 كيلومتر جنوب دنقلا، تمهيداً للتقدم شمالاً
وشدد بيان حكومة الشمالية على أن الجيش «يقظ ومتماسك»، مدعوماً بقوات احتياط وقوى أمنية وإسناد شعبي. وأفاد البيان بأن القيادة الميدانية وضعت خطة انتشار «تتيح التعامل السريع مع أي تحركات في عمق الصحراء» في محيط كرب التوم والمثلث الحدودي.
واتهم المتحدث الحكومي قوات الدعم السريع بـ«إشعال الحرب بالتنسيق مع قوى خارجية» وبـ«شن حرب نفسية» عبر بث الشائعات للضغط على الجبهة الداخلية في شمال السودان. في المقابل، تتّهم قوات الدعم السريع الجيش السوداني باستخدام المجال الجوي المصري والإمدادات الخارجية لإطالة أمد الصراع، وهو ما ينفيه الجيش باستمرار.
الحرب بين الجيش السوداني والدعم السريع
ويواصل الصراع بين الجيش والدعم السريع—الممتد منذ أبريل 2023—التوسع نحو ولايات الأطراف، مع منافذ حدودية حيوية تُعد شرياناً لطرق الإمداد. ويعد طريق دنقلا–أبو حمد–المثلث شرياناً تجارياً واستراتيجياً؛ أي تغيّر في السيطرة عليه يمكن أن يؤثر في تجارة الترانزيت مع مصر وليبيا.
ختام البيان طالب سكان الولاية «بعدم الانجرار وراء الأخبار غير الموثوقة»، مؤكداً أن غرفة طوارئ مشتركة بين الحكومة والجيش «تتولى التحديث الفوري للمعلومات الأمنية والخدمية». ودعت حكومة الولاية وسائل الإعلام إلى «استقاء الأخبار من مصادر رسمية»، محذّرةً من ملاحقة قانونية لكل من «يروج أخباراً كاذبة قد تُربك الاستقرار المجتمعي».