إسرائيل وأمريكا تُخططان لهجوم مُحتمل على منشآت إيران النووية

في ظل تصاعد التوترات الإقليمية وتزايد المخاوف من تقدم «البرنامج النووي الإيراني»، تدخل «إسرائيل والولايات المتحدة» مرحلة جديدة من التنسيق العسكري، وسط تقارير تُفيد بوضع خطط مُحتملة لاستهداف منشآت نووية إيرانية.
يأتي هذا الحراك وسط جمود سياسي في ملف «المفاوضات النووية»، وتحذيرات من أن الوقت المتاح للدبلوماسية بات يضيق بسرعة.
وتعمل إسرائيل والولايات المتحدة على تكثيف تنسيقهما العسكري في الفترة الأخيرة، في إطار تحضيرات مُحتملة لتنفيذ هجوم يستهدف «منشآت نووية إيرانية»، وسط تصاعد التوترات بشأن تقدم طهران في برنامجها النووي، حسبما أفادت وسائل إعلام أمريكية، في أنباء عاجلة، اليوم الخميس.
وتزايدت المؤشرات على وجود «خطة عسكرية مشتركة» بين إسرائيل والولايات المتحدة تهدف إلى ضرب المنشآت النووية الإيرانية إذا ما استمر الجمود في المفاوضات النووية، وسط تحذيرات من أن الوقت بات ينفد أمام الحلول السلمي.
إيران تُعلن موعد الجولة الجديدة من محادثاتها غير المباشرة مع أمريكا
من جهة أخرى، في خطوة قد تفتح نافذة جديدة للحوار، كشفت «طهران» عن موعد جولة جديدة من المحادثات غير المباشرة مع «واشنطن»، وسط ترقب دولي لمآلات الملف النووي وتبادل الرسائل بين الجانبين.
وفي هذا الصدد، أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، «إسماعيل بقائي»، تحديد موعد الجولة المُقبلة من المفاوضات غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة.
وقال «بقائي»، ردًا على أسئلة الصحفيين بشأن الجولة المقبلة من المفاوضات غير المباشرة: "بُناءً على المشاورات التي جرت، يجري التخطيط للجولة المُقبلة من المفاوضات غير المباشرة بين إيران وأمريكا يوم الأحد المُقبل في عاثمة سلطنة عمان، مسقط".
تصريحات المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية
وأضاف إسماعيل بقائي، أن طهران ستُقدم قريبًا مقترحها إلى الجانب الآخر عبر سلطنة عُمان بمجرد إتمامه، مُؤكدًا أنه مقترح معقول ومنطقي ومتوازن.
وأوصى المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية بشدة الجانب الأمريكي باغتنام هذه الفرصة.
وفي وقت سابق، أعلن الرئيس الأمريكي، «دونالد ترامب»، أن الولايات المتحدة وإيران ستعقدان، يوم الخميس، محادثات جديدة حول البرنامج النووي الإيراني.
وقال «ترامب»، في تصريح لصحافيين ردا على سؤال حول تسلم مقترح إيراني مضاد بشأن اتفاق محُتمل: "لدينا اجتماع مع إيران الخميس لذا سننتظر حتى الخميس".
والمفاوضات مُتعثرة عند مسألة «تخصيب اليورانيوم»، بعد مقترح أمريكي لم يقنع طهران، حيث صرح «ترامب»، "يريدون التخصيب اليورانيوم، لا يُمكنهم التخصيب".
وأجرى البلدان خمس جولات تفاوض بوساطة عُمانية منذ أبريل سعيا إلى إيجاد بديل من الاتفاق الدولي المبرم مع إيران في العام (2015) لكبح برنامجها النووي في مقابل تخفيف العقوبات المفروضة عليها، وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تخلّى عن ذاك الاتفاق في ولايته الرئاسية الأولى في العام (2018).
طهران تتمسك بالتخصيب وواشنطن تضع خطاً أحمر
وتصر إيران على أن من حقها تخصيب اليورانيوم بموجب معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية، في حين تعتبر إدارة الرئيس الأمريكي تخصيب إيران لليورانيوم "خطًا أحمر".
وتتّهم الولايات المتحدة وحلفاؤها الغربيون الجمهورية الإسلامية بالسعي لحيازة أسلحة نووية، الأمر الذي تنفيه طهران مُشدّدة على أن برنامجها النووي غاياته مدنية حصرًا.
وأمس الإثنين، أبلغ «ترامب»، رئيس الوزراء الإسرائيلي، بأن واشنطن قدّمت "عرضًا معقولًا" لطهران في إطار مفاوضاتهما بشأن البرنامج النووي الإيراني، وفق مكتب نتنياهو.
وقالت إيران، الأسبوع الماضي إنها تلقت "عناصر" من الاقتراح الأمريكي للتوصل إلى اتفاق بشأن الملف النووي للجمهورية الإسلامية، لكنها اعتبرت أن المقترح يحتوي على "الكثير من الالتباسات".
ولم يُعرف ما هو محتوى المقترح، لكن رئيس مجلس الشورى الإيراني، «محمد باقر قاليباف»، أفاد يوم الأحد، بأنه "لا يتضمن رفع العقوبات الاقتصادية عن الجمهورية الإسلامية".
إيران تنتقد تجاهل رفع العقوبات في المقترح الأمريكي
وفي فيديو بثه التلفزيون الإيراني الرسمي، أوضح «قاليباف»، أن "عدم ذكر رفع العقوبات في الاقتراح الأمريكي يُظهر بوضوح أن موقف الولايات المتحدة مُتناقض ويفتقر إلى الصدق.
وتابع قائلًا: "إذا كان الرئيس الأمريكي الواهم يسعى حقًا إلى اتفاق مع ایران، فعليه أن يُغيّر نهجه".
ويوم الأربعاء، أكد المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية، «آية الله علي خامنئي»، أن المقترح يتعارض مع مصلحة إيران، مُتمسّكا بأحقية طهران في تخصيب اليورانيوم.
وبينما تُعلن «طهران» عن موعد الجولة الجديدة، تترقّب الأوساط السياسية ما إذا كانت هذه الجولة ستشهد تقدمًا ملموسًا نحو تفاهمات أوسع أم ستبقى رهينة الشكوك المتبادلة والتباينات العميقة بين الجانبين.
البيت الأبيض يُلوّح بعواقب وخيمة إذا رفضت إيران مقترح ترامب
من ناحية أخرى، وفي وقت سابق، حذّر «البيت الأبيض»، من "عواقب وخيمة" قد تُواجهها «إيران» في حال رفضها المقترح الذي قدّمه الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب»، والمتعلق بإعادة التفاوض حول «الملف النووي» والأنشطة الإقليمية لطهران.