مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

«البلطيق» في قلب المعادلة.. روسيا تشترط انسحاب «الناتو» لإنهاء الحرب الأوكرانية

نشر
بوتين و زيلينسكي
بوتين و زيلينسكي في الحرب الروسية الأوكرانية - صورة تعبيرية

بينما تتواصل «الحرب في أوكرانيا» بلا أفق واضح للحل، دفعت «موسكو» بدول البلطيق إلى واجهة المشهد، واضعة انسحاب «الناتو» منها كشرط جوهري لأي تفاهم يُفضي إلى إنهاء النزاع. هذا الطرح الروسي، الذي يُعدّ الأكثر صرامة منذ بدء الأزمة، يُهدد بتوسيع نطاق المواجهة ويكشف عن رغبة «الكرملين» في إعادة رسم خرائط النفوذ العسكري في شرق أوروبا وفق رؤيته الخاصة.

موسكو تربط إنهاء الحرب بانسحاب الناتو من البلطيق

وتشترط «روسيا»، في موقف يُنظر إليه على أنه "تصعيد كبير"، انسحاب قوات حلف شمال الأطلسي «الناتو» من دول البلطيق كأحد المفاتيح لإنهاء الحرب في أوكرانيا، وفق ما نقلته مجلة «نيوزويك» الأمريكية عن مسؤول روسي رفيع، وهو مطلب تعتبره العواصم الغربية صعب التحقيق.

وقال «سيرجي ريابكوف»، نائب وزير الخارجية الروسي المسؤول عن العلاقات مع الولايات المتحدة ومنع الانتشار والحد من التسلح: إن انسحاب قوات الناتو من دول البلطيق من شأنه أن يُسهم في إنهاء الحرب المُستعرة قبل (3) سنوات، وذلك خلال مقابلة مع وكالة الأنباء الحكومية «تاس» الروسية.

ويحتفظ حلف شمال الأطلسي «الناتو» بحضور عسكري قوي في دول البلطيق، إذ تتمركز مجموعات وألوية قتالية مُتعددة الجنسيات في «بلغاريا، إستونيا، المجر، لاتفيا، ليتوانيا، بولندا، رومانيا، وسلوفاكيا».

وعزز التحالف العسكري وجوده بالمنطقة في أعقاب الهجوم الروسي على أوكرانيا، وقال حلف شمال الأطلسي: «إن المجموعات القتالية الثماني تُظهر قوة الرابطة عبر الأطلسي وتضامن التحالف وعزمه وقدرته على الرد على أي عدوان».

روسيا تُطالب أوكرانيا بالتخلي عن الناتو

وصرّح «الكرملين»، بأن على أوكرانيا التخلي عن طموحاتها بالانضمام إلى «الناتو» كشرط لإنهاء الحرب، لكن نائب وزير الخارجية الروسي، أضاف إلى الشرط الأول شرطًا آخر بأن على التحالف الانسحاب الكامل من دول البلطيق أيضًا.

وذكرت ثلاثة مصادر روسية، الشهر الماضي، مطلعة على المفاوضات التي تقودها واشنطن، أن «شروط بوتين لإنهاء حرب أوكرانيا تتضمن تعهدًا مكتوبًا من القادة الغربيين بوقف توسع الناتو شرقًا»، بحسب «رويترز».

وأضاف نائب وزير الخارجية الروسي سيرجي ريابكوف: أن «عودة ترامب إلى البيت الأبيض، مُعلنًا التزامه بتسوية سياسية ودبلوماسية للأزمة الأوكرانية، أصبحت سببًا للتفاؤل الحذر بشأن إمكانية تطبيع العلاقات مع الولايات المتحدة، وفي هذا السياق، أجرى رئيسًا روسيا والولايات المتحدة أربع محادثات هاتفية».

الجيش الروسي يُتابع البلطيق ويُوجّه رسائل ميدانية

وفي وقت سابق، أكد المتحدث باسم الرئاسة الروسية، «دميتري بيسكوف»، أن الجيش الروسي يُراقب الوضع في منطقة البلطيق ويتخذ الإجراءات المناسبة.

وقال «بيسكوف»، للصحفيين في تعليق على تصريحات رئيس جهاز الاستخبارات العسكرية السويدية، توماس نيلسون: «بشكل عام، نحن نتحدث عن مشاركة واسعة النطاق في الحلف (الناتو)، بالطبع يراقب جيشنا عن كثب ذلك ويُراقب كل هذه العمليات ويتخذ الإجراءات المناسبة».

وبينما تُصعّد «موسكو» شروطها وتُوسّع من دائرة مطالبها لتشمل «دول البلطيق»، يبدو أن فرص التوصل إلى تسوية سريعة تتراجع أمام واقع جيوسياسي مُعقّد، تتشابك فيه مصالح الدول الكبرى وخطوط النفوذ العسكري. ومع تمسّك كل طرف بمواقفه، يبقى مستقبل الحرب الأوكرانية مرهونًا بما هو أبعد من ساحات القتال، ليصل إلى حدود الحلف وموازين القوة في شمال شرق أوروبا.

علاقة «ترامب وبوتين» في مهب الريح وسط احتمالات عقوبات أمريكية على روسيا

وسط تدهور ملحوظ في العلاقات بين الرئيس الأمريكي، «دونالد ترامب»، ونظيره الروسي، «فلاديمير بوتين»، تتصاعد المخاوف من فرض عقوبات أمريكية جديدة على روسيا قد تزيد من تعقيد المشهد السياسي الدولي. هذه التوترات تعكس تحولات حادة في المواقف والتوازنات التي كانت تبدو مُستقرة نسبيًا، حيث تتداخل المصالح السياسية والاقتصادية مع صراعات النفوذ، مما يفتح فصلاً جديدًا من التحديات بين القوتين العظميين. 

توتر يُهدد مستقبل العلاقات بين واشنطن وموسكو

وفي هذا السياق، تتجه الأنظار إلى تأثير هذه الخلافات المتصاعدة على مستقبل «العلاقات الأمريكية-الروسية» وعلى الاستقرار العالمي بشكل عام.

وتصاعدت الأزمة بشكل كبير بعد اندلاع «الحرب الروسية على أوكرانيا» في (فبراير 2022)، حيث أعرب «ترامب» عن غضبه الشديد من العمليات العسكرية الروسية، خصوصًا القصف المُكثف والمدمّر الذي طال المدن الأوكرانية. هذه الحرب لم تُضعف فقط العلاقات بين «روسيا والغرب»، بل أوقعت الرئيس الأمريكي في موقف صعب بين دعم أوكرانيا والتعامل مع «بوتين»، مما أثر على المواقف السياسية وأعاد ترتيب أولويات السياسة الأمريكية تجاه روسيا.

وتتجه الإدارة الأمريكية إلى تشديد العقوبات الاقتصادية على روسيا، وسط ضغوط داخلية وخارجية تتعلق بانتهاكات موسكو لحقوق الإنسان، والأنشطة العسكرية في أوكرانيا، والتدخل في شؤون دول أخرى. هذه العقوبات تهدف إلى الضغط على روسيا لتغيير سياساتها، لكنها تحمل في طياتها مخاطر تصعيد الصراع بين القوتين.

ترامب يُصعّد لهجته: «بوتين مجنون.. وروسيا على شفا الانهيار»

من جهة أخرى، صعّد الرئيس الأمريكي، «دونالد ترامب»، من لهجته تجاه «الكرملين»، في تصريحات وصف فيها «فلاديمير بوتين» بـ"المجنون"، مُحذرًا من أن «روسيا قد تكون على حافة الانهيار في ظل استمرار سياساته الحالية».