استمرار المعاناة والاحتفالات غائبة.. مظاهر مأساوية في غزة خلال عيد الأضحى

حل عيد الأضحى المبارك أمس الجمعة، بينما يعيش المسلمون، ولا سيما سكان قطاع غزة، أسوأ الظروف المعيشية منذ بدء الهجوم المستمر في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
وفي ظل هذا الواقع المأساوي الذي يشمل القتل والتهجير والمجاعة، يستقبل أهالي القطاع العيد محملًا بتبعات المجازر المستمرة، والإبادة الجماعية التي يرتكبها الجيش الإسرائيلي بحق الفلسطينيين.

عدد الضحايا والمصابين والنازحين في غزة
ويعد عيد الأضحى المبارك هذا العام، هو العيد الرابع الذي يمر على الغزيين في ظل الهجوم المستمر، الذي خلف أكثر من 179 ألف فلسطيني بين قتيل وجريح، أغلبهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى ما يزيد على 11 ألف مفقود، ومئات الآلاف من النازحين.
وما يزيد الوضع سوءًا هو المجاعة التي أودت بحياة كثيرين، بمن فيهم أطفال ونساء؛ فخلافًا للأعياد الثلاثة السابقة، يأتي هذا العيد وسط مجاعة غير مسبوقة، نتيجة لإغلاق الاحتلال المعابر أمام الإمدادات منذ 2 مارس/ آذار الماضي.
وتستذكر العائلات أن العيد فقد بهجته بعد أن سلبت الحرب أرواح أحبائها، وتركت الباقين يعيشون في خوف دائم من أصوات الانفجارات الناجمة عن قصف الاحتلال العنيف لكل شيء في قطاع غزة، وقد قضى فقدان المسكن الآمن والملابس الجديدة النظيفة على فرحة العيد، إذ يعيش الناس في ظروف إنسانية قاسية داخل خيام مهترئة تعج بالحشرات والقوارض، ما يزيد من معاناتهم، وهم يؤكدون أن الحرب سرقت فرحتهم، ولم يبقَ ما يحتفلون به، فكثيرون ممن كانوا يجتمعون في هذه الأعياد والمناسبات قد قتلوا، ولم يبقَ سوى ذكريات تزيد الجراح ألماً، خاصة في أيام العيد التي تمر على الفلسطينيين في قطاع غزة كالملح على الجرح.

لا فرحة ولا زينة في عيد الأضحى بغزة
وعلى الرغم من الألم والمآسي المستمرة، يطل عيد الأضحى على غزة وسط الإبادة والقصف والجوع.. لا فرحة، لا زينة، ولا أصداء لضحكات الأطفال التي كانت تملأ الأرجاء.
أكثر من ثمانية عشر شهرًا من الحرب المتواصلة حولت العيد إلى يوم آخر من أيام المعاناة، لا بيوت تستقبل الزوار، ولا أسواق تعج بالمتبضعين، ولا ساحات تفيض ببهجة الصغار..
وأصبح العيد في غزة ذكرى حزينة، والأطفال الذين كانوا ينتظرونه بملابس جديدة وألعاب ملونة، يمضونه اليوم في أكفان، وبين الأنقاض أو في مخيمات النزوح، بحثًا عن حياة سُلبت منهم بفعل الحرب والمذابح اليومية.

ومع كل قصف ومع كل قتيل، يزداد الألم، لكن يبقى الأمل معقودًا على انتهاء الحرب، ليعود العيد محملًا بالفرح الحقيقي، لا بوجع الفقد والنزوح، فبدلًا من استقبال العيد بالبهجة، يُمضي سكان غزة أيامهم في البحث عن جثث أحبائهم، وانتشال الرفات من تحت الأنقاض، ودفن الضحايا الذين يسقطون يوميًّا، والأحياء ينتظرون الموت عوضًا عن العيد.