عملية "واسعة النطاق".. أوكرانيا تستهدف طائرات عسكرية روسية

شهدت الحدود الروسية الأوكرانية، صباح الأحد، تصعيدًا كبيرا في النزاع المستمر منذ أكثر من 3 سنوات.
حيث أعلنت السلطات الروسية عن عملية "واسعة النطاق" وهي انهيار جسرين في منطقتي بريانسك وكورسك، ما أسفر عن مقتل 7 أشخاص على الأقل وإصابة العشرات، بينما أكدت أوكرانيا تعرض العاصمة كييف لهجوم جوي روسي واسع النطاق.
وفي منشور على تطبيق تليغرام، أعلن رئيس بلدية كييف، فيتالي كليتشكو، أن وحدات الدفاع الجوي الأوكرانية تتصدى لهجوم جوي روسي استهدف العاصمة في ساعات الصباح الأولى. ولم ترد تقارير فورية عن حجم الأضرار أو الإصابات الناجمة عن الهجوم.
في المقابل، قالت وزارة الطوارئ الروسية إن جسرًا انهار فوق خط للسكك الحديدية في منطقة بريانسك مساء السبت، ما أدى إلى خروج قطار ركاب عن مساره.

وذكرت أن الحادث أسفر عن مقتل سبعة أشخاص وإصابة 69 آخرين، بينهم ثلاثة أطفال، أحدهم في حالة حرجة.
تفجيران
وقالت لجنة تحقيق روسية الأحد إن انفجارات تقف وراء انهيار جسرين أحدهما في منطقة بريانسك والآخر في كورسك.
وانهار الجسران في المنطقتين الروسيتين المتاخمتين لأوكرانيا، مما أدى إلى خروج قطارين عن مسارهما ومقتل سبعة أشخاص على الأقل وإصابة العشرات.
وقال حاكم بريانسك، ألكسندر بوجوماز، إن الانهيار كان ناتجًا عن "انفجار أثناء مرور قطار كليموفو-موسكو وعلى متنه 388 راكبًا"، واصفًا الحادث بأنه عمل تخريبي.
وفي حادث منفصل صباح اليوم، انهار جسر آخر في منطقة كورسك أثناء مرور قطار شحن فوقه.
وأوضح القائم بأعمال الحاكم، ألكسندر خينشتين، أن الحادث تسبب بخروج جزء من القطار عن مساره واشتعال النار في القاطرة، مضيفًا أن أحد السائقين أُصيب ونقل إلى المستشفى.
ووصف عضو مجلس الاتحاد الروسي، أندريه كليشاس، حادثة بريانسك بأنها دليل على أن "أوكرانيا تحولت إلى معقل للإرهاب"، على حد تعبيره.
كما اعتبر المدون العسكري الروسي الشهير المعروف باسم "وور جونزو" أن الانفجار عمل تخريبي.
ولم يصدر أي تعليق رسمي من السلطات الأوكرانية بشأن الحادثين حتى الآن.
وتشهد المناطق الروسية المتاخمة لأوكرانيا، ومنها بريانسك وكورسك وبيلغورود، هجمات متكررة بطائرات مسيرة وقصف مدفعي منذ بداية الحرب.
وتواصل فرق الطوارئ الروسية جهود البحث والإنقاذ في موقع حادثة بريانسك، بمشاركة نحو 180 عنصرًا من خدمات الطوارئ، وفقًا لما أوردته وزارة الطوارئ عبر تيليجرام.
تصعيد ميداني
في تصعيد ميداني جديد يُنذر بمرحلة أكثر تعقيدا من الحرب، أعلنت وزارة الدفاع الروسية، السبت، سيطرة قواتها على قرية فودولاغي الواقعة قرب الحدود الروسية في منطقة سومي شمال شرقي أوكرانيا، في خطوة اعتبرها مراقبون تمهيدا محتملا لهجوم شامل على المنطقة.
وجاء هذا التقدم وسط تحذيرات أوكرانية متزايدة من نوايا موسكو التوسعية، خصوصا بعد أن رصدت السلطات حشدا عسكريا روسيا كثيفا تجاوز 50 ألف جندي، وفقا لتصريحات الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.
هواجس أمنية وعمليات إخلاء جماعي
في ضوء هذه التطورات، أمرت سلطات كييف بإخلاء إلزامي لـ11 قرية جديدة قرب حدود سومي، محذرة من استمرار القصف الروسي للبلدات الحدودية، مؤكدة أن هذه الإجراءات تأتي لحماية أرواح المدنيين.
وسبق أن أُصدرت أوامر إخلاء في أكثر من 200 بلدة خلال الأسابيع الماضية، في مؤشر واضح على تصاعد مستوى التهديد.
وبحسب المتحدث باسم حرس الحدود الأوكراني أندريه ديمتشينكو، فإن روسيا استغلت انشغال الجيش الأوكراني في مناطق أخرى، مثل كورسك، لبناء حشود عسكرية ضخمة عند حدود سومي تمهيدا لما قد يكون هجوما واسعا.
وفي سياق دبلوماسي، دعا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الطرفين إلى التفاوض من أجل إنهاء الحرب، فيما اقترحت موسكو عقد جولة ثانية من المحادثات مع كييف في إسطنبول يوم غدٍ الاثنين.
ولم تعلن أوكرانيا بعد موافقتها على المشاركة، مشيرة إلى ضرورة دراسة المقترحات الروسية أولًا.
في غضون ذلك، حذر سناتور أمريكي بارز روسيا من تبعات العقوبات الأمريكية الجديدة.