هجمات وتحذيرات استخباراتية.. داعش يظهر من جديد في سوريا

تبنى تنظيم "داعش" الإرهابي، الخميس، أول هجوم له ضد القوات الحكومية السورية الجديدة منذ فرار الرئيس السوري السابق، بشار الأسد، وفق ما ذكرته عدة تقارير.
ونقل موقع سايت الذي يتتبع نشاطات الإرهابيين بيانا للتنظيم يعلن فيه تفجير "عبوة ناسفة زرعها جنود الخلافة مسبقا على آلية للنظام السوري المرتد" في محافظة السويداء الجنوبية.
وبحسب ما قاله موقع سايت إنه "أول هجوم" يتبناه تنظيم داعش ضد قوات الحكومة السورية الجديدة.
وأضاف أن شخصا قتل وأصيب ثلاثة عناصر من الفرقة 70 في الجيش السوري الجديد، بعد تعرض دوريتهم لتفجير لغم عن بعد، الأربعاء.

تنظيم داعش الإرهابي
انبثق تنظيم داعش الإرهابي من الفرع العراقي لتنظيم القاعدة، وازدهر في العراق اعتبارًا من عام 2006، ثم في سورية بفعل حالة الفوضى الناجمة عن القمع الذي لم ينفك النظام السوري يمارسه منذ عام 2011. ثم سعى التنظيم إلى نشر نظام الرعب الذي يتّبعه خارج المشرق العربي وصولًا إلى ليبيا ومصر وأفغانستان وجنوب شرق آسيا.
ويتّبع أفراد تنظيم داعش ممارسات وحشية منحرفة عن الدين الذي يجاهرون به كالإعدام بقطع الرؤوس والاسترقاق والقتل الجماعي.

سيطرته على مناطق واسعة من سوريا والعراق عام 2014
وبعد سيطرته على مناطق واسعة من سوريا والعراق عام 2014، مُني تنظيم داعش بالهزيمة في سوريا عام 2019، ويعود الفضل في ذلك إلى حد كبير لجهود القوات التي يقودها الأكراد بدعم من تحالف دولي، وحافظ التنظيم على وجوده بشكل رئيسي في مناطق البادية الشاسعة في البلاد.
لكن الهجمات التي أعلن التنظيم مسؤوليته عنها في مناطق خاضعة لسيطرة الحكومة السورية الجديدة التي تولت السلطة بعد الإطاحة بالأسد في ديسمبر، كانت نادرة. مع ذلك، واصل التنظيم تنفيذ هجمات ضد القوات الكردية في شمال شرقي سوريا.
القبض على أعضاء خلية تابعة للتنظيم قرب دمشق
وأعلنت السلطات السورية هذا الأسبوع أنها ألقت القبض على أعضاء خلية تابعة للتنظيم قرب دمشق، واتهمتهم بالتحضير لهجمات. وشهدت عملية أخرى للقوات الحكومية في مدينة حلب هذا الشهر مقتل عنصر من الأمن العام وثلاثة أعضاء في التنظيم.
وخلال اجتماعه مع الرئيس السوري أحمد الشرع في الرياض هذا الشهر، دعا الرئيس الأميركي دونالد ترمب الشرع إلى "مساعدة الولايات المتحدة في منع عودة ظهور التنظيم"، بحسب البيت الأبيض.
وافتتح وزير الخارجية والمغتربين السوري أسعد الشيباني والمبعوث الخاص للولايات المتحدة الأميركية إلى سوريا توماس باراك مقر إقامة السفير الأميركي بدمشق، وفق ما ذكر مراسل العربية والحدث.

وقال باراك للعربية والحدث إن الرئيس دونالد ترامب "سيعلن سوريا دولة لا تدعم الإرهاب قريبا، مشيرا إلى أن هدف ترامب هو " تمكين الحكومة الحالية في سوريا".
وأضاف أن "مهمة قواتنا في سوريا هي القضاء على داعش"، موضحا أن واشنطن ستعمل "على تشجيع التجارة في سوريا للتخلص من آثار العقوبات".
ووصل المبعوث الأميركي باراك إلى مقر السفير في العاصمة دمشق، الخميس، في أول زيارة رسمية منذ إغلاق السفارة الأميركية في 2012 بعد عام من اندلاع الحرب في البلاد.
هل انهى التحالف الدولي وجود داعش في سوريا ؟
نجح التحالف الدولي ضد تنظيم داعش منذ عام 2014 في انتزاع جميع الأراضي التي كان التنظيم الإرهابي يسيطر عليها في العراق وسورية. وبفضل هذه الجهود الدولية، شهدت قدرات التنظيم على التخطيط للاعتداءات واجتذاب المقاتلين الأجانب والحصول على التمويل تراجعًا ملحوظًا.

وعلى الرغم من أن الجهود المشتركة التي بذلتها الدول الأعضاء في التحالف الدولي ضد تنظيم داعش أتاحت تحرير 7،7 مليون عراقي وسوري كانوا يرزحون تحت نير التنظيم الإرهابي، ما زال تنظيم داعش يمثّل تهديدًا خطيرًا للأمن الدولي، نظرًا إلى:
-استمرار وجود خلايا سرية ناشطة على الساحة العراقية والسورية،
-استمرار وجود مجموعات إرهابية تابعة لتنظيم داعش في أفريقيا وشبه الجزيرة العربية وجنوب آسيا وجنوب شرق آسيا،
-قيام التنظيم بدعاية غاية في التعقيد تدعو إلى استخدام العنف،
-احتمال انتشار هذه الظاهرة مجددًا عن طريق استغلال هشاشة الوضع السياسي في المناطق المتأزّمة.