أونروا: إسرائيل تفتقر للإرادة لمواجهة المجاعة بغزة..وتريد إنهاء دورنا تمهيدا لتصفية القضية

قال عدنان أبو حسنة، المستشار الإعلامي لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا» في قطاع غزة، إن لدى الوكالة وحدها ما لا يقل عن 3 آلاف شاحنة مساعدات تنتظر الإذن بالدخول إلى القطاع، بالإضافة إلى آلاف الشاحنات الأخرى التابعة لمنظمات أممية وغير حكومية.
وأشار خلال تصريحات لشبكة الجزيرة الإخبارية مساء الجمعة، إلى أن إسرائيل قادرة على إدخال ما لا يقل عن 700 شاحنة يوميا خلال ساعات.
وشدد على أن القضية «أن إسرائيل لا تريد ذلك ولا توجد إرادة سياسية لمواجهة المجاعة في غزة», موضحا أن «إسرائيل تريد تصفية الأونروا تمهيدا لتصفية قضية اللاجئين الفلسطينيين كما أعلن نتنياهو، وبالتالي تصفية معايير الحل السياسي وحل الدولتين».

وأوضح أن الأونروا كانت تعمل طوال فترة الحرب على توزيع المساعدات في غزة عبر 400 نقطة، إلا أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي اختصرت هذه النقاط إلى 3 أو4 مع تأمينها ببضع عشرات من أفراد الأمن.
ورد على المزاعم الإسرائيلية بأن الفصائل الفلسطينية تستولي على المساعدات، قائلا: «بالنسبة للأونروا والمنظومة الأممية، كل ما دخل لنا ونحن ننفذ معظم عمليات التوزيع لم يستول عليه أحد، لم يحدث ذلك، ولم تقدم لنا أي شكوى من إسرائيل، وإذا حدث أن فصيلا فلسطينيا استولى على أي مساعدات، سنعلن فورا ونتهم هذا الفصيل كما فعلنا عام 2008».
وكان قال عدنان أبو حسنة المستشار الإعلامي لوكالة أونروا، إنّ الوضع الإنساني في قطاع غزة تجاوز الكارثة، مشيراً إلى أن مئات الآلاف من المواطنين يعانون من الجوع وسوء التغذية الحاد، معتمدين على وجبة كل يومين أو ثلاثة من الخبز أو الأرز فقط، موضحًا، أن المساعدات الغذائية والطبية داخل القطاع نفدت بشكل شبه كامل، مما أدى إلى تفشي أمراض خطيرة كالتهاب الكبد الوبائي، وأمراض الجهاز الهضمي والتنفسي.
تصريحات أونروا
وأضاف أبو حسنة، أنّ النظام الصحي في غزة انهار بالكامل، وأن 45% من المستلزمات الطبية غير متوفرة: "جميع مرضى الفشل الكلوي الذين كانوا يعتمدون على الغسيل الكلوي توفوا، بسبب توقف الأجهزة وانعدام الدعم الطبي".
ووصف غزة بأنها تحوّلت من جحيم إلى مقبرة في ظل تدمير 92% من المباني والبنية التحتية، وتصعيد غير مسبوق في استهداف المدنيين، وخاصة الأطفال، حيث قُتل نحو ألف طفل منذ منتصف مارس.
وانتقد عدنان أبو حسنة الطريقة التي تتعامل بها الولايات المتحدة مع توزيع المساعدات، مؤكداً أن واشنطن تتجاهل قدرات وكالات الأمم المتحدة مثل الأونروا وبرنامج الغذاء العالمي، وتفضل إنشاء كيانات جديدة مشكوك في مصداقيتها، مثل مؤسسة "غزة"، التي وصفها بأنها غير منظمة ولا تملك أدوات العمل الإنساني: "ما يحدث هو إهدار للوقت والجهد، ولن يمنع المجاعة كما يُروّج، بل يعمّقها".
واختتم المستشار الإعلامي لوكالة أونروا، حديثه بالإشارة إلى حراك دولي متصاعد بدأ يظهر نتيجة الصور المروعة والتقارير الأممية، مثل تقارير اليونيسف التي كشفت عن أكثر من 50 ألف طفل بين شهيد ومصاب منذ بدء الحرب: "هناك دول بدأت تتحرك مثل فرنسا وألمانيا وإسبانيا، لكن لا يزال العالم يكيل بمكيالين، يتحرك في أوكرانيا ويتجاهل غزة".