مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

غزة تحت المجهر الأمريكي.. مؤشرات اتفاق وشيك رغم الحذر

نشر
غزة
غزة

تُراقب «الإدارة الأمريكية»، عن كثب تطورات المفاوضات الجارية بشأن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في «قطاع غزة»، وسط مؤشرات متزايدة على إمكانية إحراز تقدم خلال الأيام القليلة المُقبلة. ورغم الأمل المُتجدد بإمكانية التوصل إلى هدنة تشمل إطلاق سراح محتجزين، يسود «البيت الأبيض» قدر من الحذر في تقييم فرص نجاح المحادثات، نظرًا لتعقيدات المشهد الميداني والتباينات بين أطراف النزاع.

أمل حذر في البيت الأبيض بقُرب التوصل لاتفاق حول غزة

ورغم الأجواء المُعقدة في غزة، أفاد موقع «أكسيوس» الأمريكي – نقلًا عن ثلاثة مصادر مشاركة في المحادثات – بأن تفاؤلًا حذرًا يسود «البيت الأبيض» بشأن قُرب التوصل إلى اتفاق يشمل وقف إطلاق النار وإطلاق سراح المحتجزين خلال فترة قصيرة.

وقال أحد المصادر الأمريكية للموقع: «إذا تحركت كل جهة قليلًا فقط، يُمكننا أن نحصل على اتفاق خلال أيام»، مُشيرًا إلى أن المقترح الجديد الذي طرحه المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف «قد يكون قادرًا على سد الفجوة المُتبقية بين إسرائيل وحماس».

وخلال الأسبوعين الماضيين، انخرط «ويتكوف» في مفاوضات مُكثفة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، «بنيامين نتنياهو»، ومستشاره «رون ديرمر»، بالإضافة إلى التواصل مع قادة حماس في الدوحة، من خلال رجل الأعمال الفلسطيني الأمريكي «بشارة بحبح»، بحسب ما ذكرته مصادر «أكسيوس».

وشهدت المفاوضات "تعقيدات" عندما أعلنت حماس، يوم الإثنين الماضي، موافقتها على مقترح أمريكي يتضمن وقف إطلاق نار لمُدة (60) يومًا، وإطلاق سراح (10) محتجزين أحياء على دفعتين، لكن إسرائيل رفضت المقترح بسرعة، كما انتقده «ويتكوف» قائلًا لـ«أكسيوس» إن حماس حرَّفت العرض الأمريكي، فيما أوضح مصدر مطلع للموقع أن الخلاف نَجم عن سوء تفاهم أدى إلى تفسير الأطراف الثلاثة للمقترح بطرق مختلفة.

ورغم هذه النكسة، استُؤنفت المحادثات الثلاثاء الماضي، وعقد «بحبح» اجتماعات إضافية مع كبار المسؤولين في حماس بالدوحة، بينما التقى ويتكوف بـ«ديرمر» في واشنطن.

حماس تستهدف وقف إطلاق نار دائم وانسحاب إسرائيلي كامل

وأمس الأربعاء، أصدرت «حماس»، بيانًا أكدت فيه سعيها للتوصل لاتفاق مع ويتكوف حول "إطار عام"، يتضمن وقف إطلاق نار دائم وانسحاب عسكري إسرائيلي كامل من غزة وتجديد المساعدات الإنسانية وإنشاء لجنة تكنوقراط لحكم غزة.

وأشارت «حماس» إلى أن الإطار يتضمن إطلاق سراح عشرة محتجزين أحياء ورفات عدد من المحتجزين المتوفين، مقابل عدد متفق عليه من الأسرى الفلسطينيين، إلى جانب ضمانات من مصر والولايات المتحدة وقطر.

وبعد ساعتين من بيان حماس، ظهر «ويتكوف»، إلى جانب الرئيس «ترامب» في المكتب البيضاوي وأعلن أنه صاغ "ورقة شروط جديدة" لموافقة الرئيس عليها، قائلًا: "لدي شعور جيد جدًا حول التوصل إلى وقف إطلاق نار مؤقت وحل طويل الأمد وسلمي لذلك الصراع".

فيما أفاد مسؤول إسرائيلي كبير، لـ«أكسيوس»، بأن المسودة الجديدة للبيت الأبيض لا تختلف بشكل كبير عن الإصدارات السابقة، لكنها تتضمن "تلميعًا لغويًا" لكسب موافقة الطرفين، مع التركيز على البند المتعلق بالضمانات التي تُريدها حماس لضمان إجراء مفاوضات جدية حول وقف إطلاق نار دائم خلال فترة الـ(60) يومًا، وضمان عدم خرق إسرائيل لوقف إطلاق النار من جانب واحد، كما فعلت في مارس.

خلاف حول جدولة إطلاق سراح المحتجزين بين إسرائيل وحماس

ويبقى خلاف محوري حول تسلسل وجدولة إطلاق سراح المحتجزين، إذ تُريد إسرائيل إطلاق سراح جميع المحتجزين العشرة الأحياء في اليوم الأول خشية عدم التزام حماس لاحقًا، بينما تُفضل حماس الإطلاق على مراحل لضمان عدم خرق إسرائيل للاتفاق قبل انتهاء فترة الـ(60) يومًا.

وقال المسؤول الإسرائيلي لـ«أكسيوس»: "لا تُوجد مساحة كبيرة متبقية للمناورة في الصياغة، الأمل هو أن حماس ستكون مُستعدة لتقديم تنازلات حول الضمانات، ونتنياهو سيُوافق على تقديم تنازلات حول الجدول الزمني لإطلاق سراح المحتجزين".

وأضاف: أن كبار المسؤولين الإسرائيليين يعتقدون أن عاملًا قد يجعل حماس أكثر ميلًا لتوقيع الاتفاق يتمثل في آلية المساعدات الإنسانية الجديدة التي حاولت إسرائيل إطلاقها هذا الأسبوع، زاعمًا أن "حماس قلقة جدًا من أنها لم تعد تُسيطر على جزء كبير من المساعدات الإنسانية".

وبينما سيكون الاتفاق على مبادئ الصفقة اختراقًا دراماتيكيًا بعد شهرين من الفشل، ستحتاج الأطراف لمفاوضات إضافية للاتفاق على تفاصيل التنفيذ مثل أسماء المحتجزين الإسرائيليين والأسرى الفلسطينيين الذين سيتم إطلاق سراحهم، والانسحاب المرحلي للقوات الإسرائيلية من معظم قطاع غزة، بحسب «أكسيوس».

جيش الاحتلال الإسرائيلي يُعزز استعداداته لتوسيع العمليات البرية في غزة

في خطوة تُشير إلى تصعيد مُحتمل، يُعزز «جيش الاحتلال الإسرائيلي»، استعداداته لتوسيع عملياته البرية داخل «قطاع غزة»، وسط تكثيف الجهود العسكرية لتحقيق أهدافه الأمنية.

وفي هذا الصدد، أفادت تقارير إعلامية عبرية، يوم الأحد، بأن الجيش الإسرائيلي نشر كافة ألوية المشاة والمدرعات التابعة له في قطاع غزة.

وذكرت مصادر إسرائيلية، أن القوات تضم وحدات من عدة ألوية منها "المظليين وغولاني، وقوات كوماندوز، وكفير، وناحال، واللواء السابع، واللواء 188، واللواء 401، إضافة إلى أعداد من جنود الاحتياط".

وأشارت المصادر إلى أن تلك القوات تتمركز في قطاع غزة في ضوء الاستعدادات لتصعيد آخر للعمليات القتالية في غزة.

وكان الجيش الإسرائيلي، قد أعلن في وقت سابق، عن وجود (5) فرق في غزة، يبلغ قوامها عشرات الآلاف من الجنود.

وتبقى الأنظار مُتجهة نحو التطورات القادمة في «قطاع غزة»، مع استمرار جيش الاحتلال الإسرائيلي في تعزيز استعداداته، مما يُشير إلى احتمال تصعيد جديد في العمليات البرية.

غزة تحت وابل من الغارات الإسرائيلية المتواصلة وسقوط عشرات القتلى

تشهد «غزة» حالة من الدمار والدماء تحت وابل من الغارات الجوية الإسرائيلية "المتواصلة"، التي أسفرت عن سقوط عشرات القتلى والجرحى، في تصعيد جديد يُشدد على الأزمة الإنسانية المتفاقمة في القطاع.