إيران تُقيّم مقترحات عمانية لتحريك المفاوضات مع أمريكا

في ظل تعثّر المحادثات بين طهران وواشنطن، تُبرز «مسقط» مُجددًا كوسيط إقليمي، إذ كشف وزير الخارجية الإيراني «عباس عراقجي»، أن بلاده تُقيّم مقترحات عُمانية جديدة تهدف إلى إعادة تحريك المسار التفاوضي بين الجانبين.
وأعلن «عراقجي»، أن إيران تدرس المقترحات المُقدمة من سلطنة عُمان لإزالة العقبات في المفاوضات غير المباشرة مع الولايات المتحدة، حسبما أفادت وكالة «مهر» الإيرانية، اليوم الإثنين.
وقال وزير الخارجية الإيراني، في تصريح صحفي له على هامش مشاركته في يوم أفريقيا 2025 المُقام في طهران: "ندرس المقترحات المُقدمة من سلطنة عُمان لإزالة العقبات في المفاوضات غير المباشرة مع الولايات المتحدة".
وتبقى نقطة الخلاف الجوهرية بين الطرفين هي "حق إيران في تخصيب اليورانيوم". ففي حين تصر واشنطن على ضرورة تخلي طهران الكامل عن عمليات التخصيب، تُؤكد إيران أن برنامجها النووي سلمي تمامًا وترفض أي قيود تفرض على هذا الحق.
وكانت الجولة الخامسة من المحادثات بين البلدين قد اختتمت في وقت سابق يوم الجمعة الماضي في العاصمة الإيطالية «روما»، بمشاركة وزير الخارجية العماني، «بدر البوسعيدي»، الذي يقوم بدور الوسيط، حيث قال في تصريح له: إن "الطرفين أحرزا تقدمًا مُؤكدًا، لكنه ليس نهائيًا".
تحركات دبلوماسية جديدة.. اتفاق مبدئي بين إيران وأمريكا وتأجيل مُحتمل للعقوبات
في تطور لافت على مسار «المفاوضات النووية»، كشفت مصادر دبلوماسية عن توصل طهران وواشنطن إلى اتفاق مبدئي يشمل خطوطًا عامة لإحياء الاتفاق النووي، في وقت تدرس فيه الإدارة الأمريكية تأجيل بعض العقوبات المفروضة على «إيران» ضمن جهود لبناء الثقة وتهيئة الأجواء لمرحلة تفاوضية أوسع.
أمريكا تُجدد مطلبها بوقف تخصيب اليورانيوم الإيراني
وسط استئناف المفاوضات النووية بين «واشنطن وطهران»، أعادت الولايات المتحدة خلال الجولة الأخيرة التي عُقدت في العاصمة الإيطالية «روما» التأكيد على مطلبها الأساسي بوقف إيران الكامل لعمليات «تخصيب اليورانيوم» داخل أراضيها.
ورغم بقاء قضية «تخصيب اليورانيوم» نقطة خلاف رئيسية، شهدت الجولة مناقشات حول ملفات أخرى مُدرجة على جدول أعمال المفاوضات.
وفي هذا الصدد، نقلت صحيفة «يسرائيل هيوم» العبرية، عن مسؤول دبلوماسي أمريكي رفيع، فقد تضمن المقترح المبدئي إعلانًا إيرانيًا بالاستعداد للتخلي نهائيًا عن تطوير أو امتلاك أسلحة نووية.
واشنطن تدرس تأجيل بعض العقوبات على طهران
وفي هذا الإطار، أفادت التقارير بأن الإدارة الأمريكية تدرس إمكانية تأجيل بعض العقوبات المفروضة على الجمهورية الإسلامية، بحسب الصحيفة العبرية.
وتناول وزير الخارجية الإيراني، «عباس عراقجي»، هذه المسألة مؤخرا، قائلاً: "صفرٌ من الأسلحة النووية يُساوي اتفاقًا. صفرٌ من التخصيب يُساوي لا اتفاق. حان وقت الحسم".
وقد أكّدت تصريحاته، التي أدلى بها قبل زيارته إلى روما، على الخط الأحمر الإيراني.
وقبل ذلك، رفض المرشد الأعلى الإيراني، «علي خامنئي»، الدعوات إلى وقف تخصيب اليورانيوم ووصفها بأنها "ترّهات"، مُحذّرًا من أنّ مثل هذه المفاوضات من غير المُرجّح أن تُسفر عن نتائج.
تحذير أمريكي من تمكين طهران عبر التخصيب النووي
وجاءت تصريحات الدبلوماسي الأمريكي في أعقاب تصريحات وزير الخارجية الأمريكي، «ماركو روبيو»، الذي صرّح لمجلس الشيوخ سابقًا بأن الولايات المتحدة، رغم انفتاحها على السماح لإيران بمواصلة برنامجها النووي المدني، لن تسمح بتخصيب اليورانيوم خشية أن يُمكّن هذا طهران في نهاية المطاف من تطوير أسلحة نووية. وأقرّ «روبيو» بأن التوصل إلى مثل هذا الاتفاق "لن يكون سهلا".
وكانت الجولة الخامسة من المحادثات بين البلدين قد اختتمت، يوم الجمعة، في العاصمة الإيطالية روما، بمشاركة وزير الخارجية العماني «بدر البوسعيدي» الذي يقوم بدور الوسيط. وقال «البوسعيدي»، في تصريح له: إن "الطرفين أحرزا تقدمًا مُؤكدًا، لكنه ليس حاسمًا".
من جهته، أعلن كبير المفاوضين النوويين الإيرانيين وزير الخارجية، «عباس عراقجي»، أن طهران وواشنطن تستعدان لجولات تفاوضية جديدة في محاولة لحل الخلافات المتبقية بشأن الملف النووي، مُعربًا عن أمله في التوصل إلى نتائج إيجابية خلال "اجتماع أو اجتماعين مُقبلين"، حيث وصف الجولة تلك بأنها "من أكثر الجولات احترافية حتى الآن".
إيران تُحذّر: «أمريكا شريكة في أي هجوم إسرائيلي مُحتمل»
وفي وقت سابق، حذّر وزير الخارجية الإيراني، «عباس عراقجي»، من أن طهران ستُحمّل واشنطن مسؤولية أي هجوم إسرائيلي على منشآتها النووية، مُشيرًا إلى أن "تل أبيب تعتمد على أمريكا في تحركاتها الإقليمية"، حسبما أفادت وكالة الأنباء الإيرانية «إرنا»، الجمعة.