تحركات دبلوماسية جديدة.. اتفاق مبدئي بين إيران وأمريكا وتأجيل مُحتمل للعقوبات

في تطور لافت على مسار «المفاوضات النووية»، كشفت مصادر دبلوماسية عن توصل طهران وواشنطن إلى اتفاق مبدئي يشمل خطوطًا عامة لإحياء الاتفاق النووي، في وقت تدرس فيه الإدارة الأمريكية تأجيل بعض العقوبات المفروضة على «إيران» ضمن جهود لبناء الثقة وتهيئة الأجواء لمرحلة تفاوضية أوسع.
أمريكا تُجدد مطلبها بوقف تخصيب اليورانيوم الإيراني
وسط استئناف المفاوضات النووية بين «واشنطن وطهران»، أعادت الولايات المتحدة خلال الجولة الأخيرة التي عُقدت في العاصمة الإيطالية «روما» التأكيد على مطلبها الأساسي بوقف إيران الكامل لعمليات «تخصيب اليورانيوم» داخل أراضيها.
ورغم بقاء قضية «تخصيب اليورانيوم» نقطة خلاف رئيسية، شهدت الجولة مناقشات حول ملفات أخرى مُدرجة على جدول أعمال المفاوضات.
وفي هذا الصدد، نقلت صحيفة «يسرائيل هيوم» العبرية، عن مسؤول دبلوماسي أمريكي رفيع، فقد تضمن المقترح المبدئي إعلانًا إيرانيًا بالاستعداد للتخلي نهائيًا عن تطوير أو امتلاك أسلحة نووية.
واشنطن تدرس تأجيل بعض العقوبات على طهران
وفي هذا الإطار، أفادت التقارير بأن الإدارة الأمريكية تدرس إمكانية تأجيل بعض العقوبات المفروضة على الجمهورية الإسلامية، بحسب الصحيفة العبرية.
وتناول وزير الخارجية الإيراني، «عباس عراقجي»، هذه المسألة مؤخرا، قائلاً: "صفرٌ من الأسلحة النووية يُساوي اتفاقًا. صفرٌ من التخصيب يُساوي لا اتفاق. حان وقت الحسم".
وقد أكّدت تصريحاته، التي أدلى بها قبل زيارته إلى روما، على الخط الأحمر الإيراني.
وقبل ذلك، رفض المرشد الأعلى الإيراني، «علي خامنئي»، الدعوات إلى وقف تخصيب اليورانيوم ووصفها بأنها "ترّهات"، مُحذّرًا من أنّ مثل هذه المفاوضات من غير المُرجّح أن تُسفر عن نتائج.
تحذير أمريكي من تمكين طهران عبر التخصيب النووي
وجاءت تصريحات الدبلوماسي الأمريكي في أعقاب تصريحات وزير الخارجية الأمريكي، «ماركو روبيو»، الذي صرّح لمجلس الشيوخ سابقًا بأن الولايات المتحدة، رغم انفتاحها على السماح لإيران بمواصلة برنامجها النووي المدني، لن تسمح بتخصيب اليورانيوم خشية أن يُمكّن هذا طهران في نهاية المطاف من تطوير أسلحة نووية. وأقرّ «روبيو» بأن التوصل إلى مثل هذا الاتفاق "لن يكون سهلا".
وكانت الجولة الخامسة من المحادثات بين البلدين قد اختتمت، يوم الجمعة، في العاصمة الإيطالية روما، بمشاركة وزير الخارجية العماني «بدر البوسعيدي» الذي يقوم بدور الوسيط. وقال «البوسعيدي»، في تصريح له: إن "الطرفين أحرزا تقدمًا مُؤكدًا، لكنه ليس حاسمًا".
من جهته، أعلن كبير المفاوضين النوويين الإيرانيين وزير الخارجية، «عباس عراقجي»، أن طهران وواشنطن تستعدان لجولات تفاوضية جديدة في محاولة لحل الخلافات المتبقية بشأن الملف النووي، مُعربًا عن أمله في التوصل إلى نتائج إيجابية خلال "اجتماع أو اجتماعين مُقبلين"، حيث وصف الجولة تلك بأنها "من أكثر الجولات احترافية حتى الآن".
إيران تُحذّر: «أمريكا شريكة في أي هجوم إسرائيلي مُحتمل»
وفي وقت سابق، حذّر وزير الخارجية الإيراني، «عباس عراقجي»، من أن طهران ستُحمّل واشنطن مسؤولية أي هجوم إسرائيلي على منشآتها النووية، مُشيرًا إلى أن "تل أبيب تعتمد على أمريكا في تحركاتها الإقليمية"، حسبما أفادت وكالة الأنباء الإيرانية «إرنا»، الجمعة.
وقال «عراقجي»، في رسالة وجهها إلى كل من الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن الدولي والمدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، "نُحذّر من مغبة أي عدوان تُقدم عليه إسرائيل وكون الإدارة الأمريكية شريكة في المسؤولية الحقوقية في هذا العدوان سواء انخرطت بشكل مباشر أم لا"، مُؤكدًا أن إيران "لا تعتبر الولايات المتحدة وإسرائيل مُنفصلتين عن بعضهما والتشاور بينهما أمر طبيعي من وجهة نظرها".
وأشار إلى أن إسرائيل "ليست قادرة على اتخاذ إجراء على مستوى المنطقة دون تنسيق مع الولايات المتحدة".
تصريحات شديدة اللهجة من وزير الخارجية الإيراني
وأضاف عراقجي: "الجمهورية الإسلامية الإيرانية ووفقًا للقانون الدولي، ستتخذ جميع الإجراءات اللازمة للدفاع والحفاظ على مواطنيها ومصالحها ومنشآتها إزاء أي إجراء إرهابي أو تخريبي".
وأكد أن إيران وكالسابق "تُحذّر بقوة من أي مغامرة إسرائيلية وسترد بحزم على أي تهديد أو عمل مُخالف تقوم به تل أبيب".
ولفت وزير الخارجية، في رسالته إلى التهديدات المتكررة التي تُطلقها إسرائيل لمهاجمة المنشآت النووية الإيرانية، قائلً:ا إن "المعلومات الجديدة تُفيد أن إسرائيل تستعد لمهاجمة المنشآت والبنى التحتية والمواقع النووية الإيرانية".
كما أكد عراقجي، أن البرنامج النووي السلمي الإيراني "يخضع لإشراف واسع من الوكالة الدولية للطاقة الذرية وأن أيًا من تقارير الوكالة لا يُشير إلى انحرافه وقد ثبتت طبيعته السلمية".
ودعا وزير الخارجية الإيراني في ختام رسالته إلى اعتماد هذه الرسالة كوثيقة رسمية لدى مجلس الأمن الدولي والوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وجاءت رسالة «عراقجي»، في أعقاب تقرير نشرته شبكة «سي إن إن»، نقلت فيه عن مصادر استخباراتية أن إسرائيل قد تكون بصدد التحضير لشن هجمات على إيران، مع الإشارة إلى أن القرار النهائي لم يُتخذ بعد، وسط انقسام داخل الإدارة الأمريكية حول ما إذا كانت تل أبيب ستُقدم على خطوة عسكرية أم لا.
إلى ذلك، أكد المتحدث باسم الحرس الثوري الإيراني، «علي محمد نائيني»، أنه إذا تجرأت إسرائيل وارتكبت حماقة واعتداء، فستتلقى بالتأكيد ردًا مُدمرًا وحاسمًا.
إيران تحت المجهر الإسرائيلي.. تعثّر «الاتفاق النووي» قد يُطلق شرارة المواجهة
في ظل تصاعد التوترات الإقليمية وتعقّد مسارات التفاوض بشأن «الملف النووي الإيراني»، تتجه الأنظار نحو تل أبيب التي تُكثف من تحركاتها وتحذيراتها العلنية، وكأنها تتهيأ لمرحلة "ما بعد الدبلوماسية". فبينما تتعثر المحادثات الدولية لإحياء الاتفاق النووي، تضع إسرائيل، طهران تحت مجهر أمني واستخباراتي مُكثف، وتُلوّح بالخيار العسكري بوصفه «الأداة الأخيرة» إذا فشلت أدوات الضغط السياسي والاقتصادي.