برلين تنتقد تباطؤ إسرائيل في إيصال المساعدات إلى غزة

دعا لارس كلينغبايل نائب المستشار الألماني، إلى ممارسة ضغوط سياسية على إسرائيل على خلفية ما سماه "تباطؤ" إيصال المساعدات إلى قطاع غزة.
وأكد كلينغبايل الذي يشغل أيضا منصب وزير المالية "ضرورة حماية المدنيين، وإيصال المساعدات الإنسانية دون عوائق، ووقف خطط إسرائيل لتهجير الغزّيين بالقوة، والتي تشكل انتهاكا للقانون الدولي".
وقال كلينغبايل الرئيس المشارك للحزب الديمقراطي الاجتماعي، الخميس: "لا ينبغي لأحد أن يتجاهل المعاناة الهائلة التي يعيشها الناس في غزة والمجاعة الوشيكة"، وفق وكالة الأنباء الألمانية.
وأضاف أن "محنة الأطفال والإصابات المتزايدة بين المدنيين نتيجة للهجمات العسكرية الإسرائيلية أمر صادم".
كما شدد المسؤول الألماني على "ضرورة إطلاق حماس سراح جميع الرهائن، وأن تلتزم إسرائيل بالقانون الإنساني الدولي"، وفق قوله.
وفي كلمة متلفزة مساء الخميس، زعم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن إسرائيل سمحت بإدخال كميات كافية من الغذاء والمساعدات الأخرى إلى غزة خلال الأيام الأخيرة.
وادّعى أن إسرائيل "سمحت أمس (الأربعاء) بإدخال قرابة 100 شاحنة تحمل مساعدات إلى غزة"، فيما أعلنت حكومة القطاع أن إجمالي ما دخل لم يتجاوز 87 شاحنة.

فيما أكدت حركة حماس عبر بيان الخميس، أن ما تم إدخاله من مساعدات لغزة بعد 81 يوما من الإغلاق الإسرائيلي لا يمثل سوى أقل من عُشر الحاجة اليومية وسط تفاقم الجوع وانهيار القطاع الصحي.
والأربعاء، أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، دخول 87 شاحنة محملة بالمساعدات التي تم تخصيصها لصالح عدد من المؤسسات الدولية والأهلية، للمرة الأولى منذ 81 يوما من الإغلاق الإسرائيلي المشدد للمعابر.
ويحتاج قطاع غزة يوميا إلى 500 شاحنة مساعدات إغاثية وطبية وغذائية عاجلة و50 شاحنة وقود كحد أدنى منقذ للحياة وسط تفاقم المجاعة الناجمة عن الإغلاق الإسرائيلي للمعابر منذ أكثر من شهرين، بحسب ما أورده المكتب الحكومي.
من جهتها، طالبت الرئيسة المشاركة لحزب الخضر الألماني، فرانزيسكا برانتنر، حكومة بلادها باستدعاء سفير تل أبيب في برلين إلى وزارة الخارجية، احتجاجا على إطلاق الجيش الإسرائيلي النار على 35 دبلوماسيا في منطقة جنين بالضفة الغربية.
وقالت في تصريح صحفي، إن "فتح الجنود الإسرائيليين النار على الدبلوماسيين الأوروبيين، بما في ذلك الألمان، لا ينبغي أن يمر دون محاسبة".
وشددت في هذا الإطار على ضرورة استدعاء كافة الدول المعنية في الاتحاد الأوروبي سفراء إسرائيل لديها.
والأربعاء، أطلق جيش الاحتلال النار أثناء زيارة وفد مكوّن من 35 دبلوماسياً عربيا وغربيا إلى مخيم جنين للاجئين في الضفة الغربية المحتلة، رغم أنها كانت منسَّقة معه.
وتعد إسرائيل طرفا في اتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية لعام 1961، والتي تنص على ضمان أمن الدبلوماسيين الأجانب جميعا.
ومنذ 21 يناير 2025، يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي عدوانا عسكريا شمالي الضفة، استهله بمدينة جنين ومخيمها وبلدات في محيطهما، ثم وسّعه إلى مدينة طولكرم في 27 من الشهر نفسه.
وبالتوازي مع حرب الإبادة الجماعية بقطاع غزة، صعّد الجيش الإسرائيلي والمستوطنون اعتداءاتهم بالضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، ما أدى إلى استشهاد 969 فلسطينيا على الأقل، وإصابة نحو 7 آلاف آخرين، واعتقال ما يزيد على 17 ألف شخص، وفق معطيات فلسطينية.