مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

38 عامًا من اللهيب.. 2025 يتجه ليكون الأشد سخونة في تاريخ الأرض

نشر
2025 يتجه ليكون الأشد
2025 يتجه ليكون الأشد سخونة

بينما كانت التوقعات المناخية تُعوّل على ظاهرة "النينيا" لتهدئة حرارة الأرض، جاء عام 2025 ليقلب المعادلة رأسًا على عقب. فمع بداياته الأولى، بدأ يسجل أرقامًا قياسية غير مسبوقة في درجات الحرارة، متجاوزًا كل التوقعات العلمية والمناخية.

الأشد حرارة  

من يناير، الذي اعتُبر الأشد حرارة منذ بدء القياسات في عام 1850، مرورًا بمارس وأبريل اللذين شهدا اشتعالًا مناخيًا غير معتاد، بات واضحًا أن الكوكب يدخل مرحلة أكثر اضطرابًا وتهديدًا من أي وقت مضى.
وسط هذا الارتفاع المتسارع في درجات الحرارة، وتحطم مؤشرات الجليد والمعدلات الفصلية المعتادة، لم يعد السؤال "هل سيكون عام 2025 الأشد سخونة؟"، بل "هل دخلت الأرض بالفعل عصرًا جديدًا من اللهيب المناخي؟"، حيث لم تعد التغيرات مجرد ظواهر عابرة، بل نذير خطر يهدد الحياة على هذا الكوكب.

38 عامًا من اللهيب.. 2025 يتجه ليكون الأشد سخونة في تاريخ الأرض

رغم أن بداية عام 2025 تزامنت مع ظاهرة النينيا المعروفة بتبريد نسبّي للمناخ، إلا أن الواقع المناخي جاء مختلفًا تمامًا. فالأشهر الأولى من العام الجاري سجلت درجات حرارة غير مسبوقة، حيث كان يناير 2025 هو الأشهر الأشد حرارة منذ بدء القياسات العالمية عام 1850، تبعه مارس الذي أصبح ثاني أحر مارس في التاريخ، ثم شهر أبريل الذي لم يكن أقل سخونة، إذ شهدت معظم مناطق الأرض درجات حرارة قياسية مرتفعة.

تميز المناخ في هذه الفترة بتقلبات غير متزنة وصاخبة، حيث عبرت الطبيعة عن تذمرها بشكل واضح من خلال تسجيل جليد القطب الشمالي انخفاضًا قياسيًا في مساحاته، مع تجاوز مساحات واسعة من اليابسة والمحيطات للمعدلات الحرارية الطبيعية، وذلك رغم غياب تأثيرات ظواهر مناخية معتادة مثل النينيا أو تقلبات الفصول المعروفة.

مقارنة بين 2025 و2024 و2023

عام 2023: شهد ارتفاعًا ملحوظًا في درجات الحرارة عالميًا، لكنه لم يصل إلى مستويات قياسية شاملة كما في السنوات التالية.

عام 2024: كان حتى وقت قريب العام القياسي الأعلى حرارة في التاريخ الحديث، حيث سجلت الأرض درجات حرارة مرتفعة للغاية في معظم مناطق العالم، مما أثار قلق العلماء وخبراء المناخ.

عام 2025: يتجه ليكون الأشد حرارة، متجاوزًا الأرقام القياسية المسجلة في 2024، وفقًا لأحدث الدراسات والأبحاث المناخية، مما يعكس تسارعًا خطيرًا في ظاهرة الاحتباس الحراري.

العامالدرجة الحرارية المسجلةالوضع المناخي العامالمؤثرات المناخيةالتأثيرات البارزة
2023ارتفاع ملحوظ في درجات الحرارة، لكن ليس قياسيًاارتفاع في درجات الحرارة عالميًا، لكن ضمن المعدل الأعلىلا توجد ظواهر مناخية استثنائية بارزةتسجيل موجات حر متقطعة، زيادة في حرائق الغابات
2024أعلى درجة حرارة مسجلة حتى وقت قريبأعلى حرارة تاريخية مع تسجيل رقماً قياسياًتأثيرات مستمرة للاحتباس الحراري، تقلبات مناخيةارتفاع ملحوظ في درجات حرارة اليابسة والمحيطات، ذوبان جليد القطبين
2025يتوقع أن يتجاوز 2024 ليصبح الأشهر حرارة في التاريختقلبات شديدة، درجات حرارة قياسية عبر معظم مناطق الأرضظاهرة النينيا ضعيفة، لا تؤثر بشكل ملحوظانخفاض قياسي في جليد القطب الشمالي، ارتفاع غير مسبوق في حرارة اليابسة والمحيطات

تداعيات ومخاطر متصاعدة

تشير الأبحاث الحديثة إلى أن هذه القفزات المتكررة في درجات الحرارة ليست مجرد أحداث استثنائية عابرة، بل مؤشرات على نمط جديد وخطير في المناخ العالمي. 

وتتطلب هذه المعطيات إعادة النظر في سياساتنا البيئية ومستوى تعاملنا مع التغيرات المناخية، حيث لم يعد السؤال متى سيكون عام 2025 الأشد حرارة فحسب، بل متى سنتوقف عن الاكتفاء بالمراقبة ونتجه بشكل جدي وفعّال إلى اتخاذ إجراءات إنقاذية تحمي كوكبنا من المخاطر المتفاقمة.