مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

«قائمة الأقوياء».. 11 دولة تحتفظ بالتصنيف «AAA» وأمريكا خارج اللعبة

نشر
الأمصار

في سابقة تعكس عمق التحديات الاقتصادية التي تواجهها أمريكا، فقدت واشنطن آخر تصنيف "AAA" كانت تحتفظ به، بعد أن خفضت وكالة "موديز" تصنيفها الائتماني، لتغادر بذلك نادي النخبة المالية الذي يضم فقط 11 دولة حول العالم.

يُعد تصنيف "AAA" بمثابة "وسام الثقة" في أسواق المال العالمية، ولا يحصل عليه سوى من يثبت قوة اقتصاده واستقراره المالي وقدرته على الوفاء بالتزاماته دون مخاطر، اليوم، تغيب أمريكا – أكبر اقتصاد في العالم – عن هذه القائمة لصالح دول أصغر حجماً لكن أكثر انضباطاً مالياً، مثل ليختنشتاين وسنغافورة.

فما هو تصنيف "AAA"؟ ولماذا خسرته أمريكا؟ ومن هم أعضاء «قائمة الأقوياء» الباقون في القمة؟ التقرير التالي يشرح التفاصيل.

ما هو التصنيف "AAA" ولماذا هو مهم؟

التصنيف الائتماني دليل على مدى خطورة شراء الديون بالنسبة للمستثمرين المحتملين، وتقوم وكالات مستقلة بفحص لمصدري السندات المحتملين في ضوء مقاييس محددة لتقييم جدارتهم الائتمانية وتحديد مدى احتمالية تخلفهم عن سداد الديون.

ويسلط خفض التصنيف الائتماني الضوء على تنامي القلق بشأن المسار المالي للولايات المتحدة، وتسبب في بعض الضغوط التي رفعت عوائد السندات طويلة الأجل، لكن محللين لا يتوقعون موجة بيع حادة للأصول الأمريكية. وقالوا إن التأثير على كيفية استخدام البنوك للسندات الحكومية، مثل أن تكون ضمانا، ينبغي ألا يتضرر بشكل كبير.

غير أن خفض التصنيف الائتماني يمكن أن يكون رمزيا، كما كان الحال خلال الأزمة المالية العالمية وأزمة ديون منطقة اليورو.

ومن المحتمل أن يكتسب خفض التصنيف الائتماني للولايات المتحدة أهمية أكبر بسبب تزايد القلق بالفعل حيال السياسة التجارية الأمريكية ووضع الدولار كونه عملة احتياطيات.

ما هي الدول ذات التصنيف "AAA" الآن؟

يتقلص عدد الدول الحاصلة على التصنيف "AAA" منذ سنوات، وبعد خروج أمريكا من القائمة بفقدانها آخر تصنيف "AAA" كان متبقيا لها، صار عدد الدول الحاصلة على التصنيف الأعلى من أكبر ثلاث وكالات تصنيف ائتماني 11 دولة فقط انخفاضا من أكثر من 15 دولة قبل الأزمة المالية في 2007 و2008.

وتمثل اقتصادات هذه الدول ما يزيد قليلا عن 10% من إجمالي الناتج العالمي.

ومن أكبر الاقتصادات الحاصلة عل هذا التصنيف في أوروبا، ألمانيا وسويسرا وهولندا.

وتضم القائمة من خارج أوروبا كلا من كندا وسنغافورة وأستراليا.

وبذلك يصير دّين الولايات المتحدة في مرتبة أدنى من دّين ليختنشتاين الأوروبية الصغيرة التي تتمتع بتصنيف "AAA" ويبلغ ناتجها المحلي الإجمالي سبعة مليارات دولار فقط، حسبما تشير إليه بيانات البنك الدولي.

ما هو تصنيف أمريكا الآن؟

لا تزال أمريكا تحمل ثاني أعلى تصنيف ائتماني وهو "AA"، وكانت موديز هى الأخيرة من بين الوكالات الثلاث الكبرى، بعد ستاندرد آند بورز جلوبال وفيتش، تخفض تصنيفها الائتماني للولايات المتحدة، وهى المرة الوحيدة التي فعلت فيها ذلك منذ 1949.

وكانت ستاندرد آند بورز أول وكالة تخفض تصنيف أمريكا، وذلك في 2011، والتي كانت أول مرة منذ منحها الولايات المتحدة التصنيف "AAA" في 1941، وتبعتها فيتش في 2023.

لماذا يتم خفض تصنيفات الاقتصادات الكبرى؟

يتم تخفيض التصنيفات على خلفية ارتفاع الدّين الحكومي والقلق من عدم كفاية الجهود المبذولة لمعالجة المشكلات المالية طويلة الأجل.

فعلى سبيل المثال، شهد كل عام منذ 2001 تجاوز إنفاق الولايات المتحدة ما تجمعه سنويا، وهو ما أدى إلى عجز في الميزانية السنوية وعبء ديون بنحو 36 تريليون دولار.

وأنفقت البلاد 881 مليار دولار على مدفوعات الفوائد في السنة المالية المنصرمة، وهو ما يفوق 3 أمثال المبلغ الذي أنفقته في 2017، وتتجاوز تكاليف الاقتراض الإنفاق الدفاعي.

وتتزايد أعباء الديون على الاقتصادات الكبرى الأخرى أيضا بسبب ارتفاع متوسط أعمار السكان وتغير المناخ واحتياجات الدفاع. وتقترب نسبة الدّين إلى الناتج المحلي الإجمالي في بريطانيا من 100%، في حين تتجاوز نسبة الدّين إلى الناتج المحلي الإجمالي في اليابان 250%.