المغرب.. أخنوش: هذه وصفة التعليم العالي

قال رئيس حكومة المغرب، عزيز أخنوش، اليوم الإثنين بمجلس النواب، إن “الحكومة تحمّلت مسؤوليتها التاريخية بجرأة سياسية منقطعة النظير لطيِّ ملف المتعاقدين بشكل نهائي”.

وسجّل أخنوش، خلال مداخلته حول موضوع “إصلاح التعليم من مدرسة الريادة إلى جامعة التميز لبناء أجيال مغرب الغد”، في جلسة المساءلة الشهرية، أن “الملف حُلّ عبر ترسيم أزيد من 115.000 موظفة وموظف بالقطاع، وقد اتخذت الوزارة كل الإجراءات اللازمة لتسوية وضعيتهم المالية والإدارية ابتداءً من يوليوز 2024، بقيمة إجمالية تجاوزت مليارين و400 مليون درهم”.

وأشار المتحدث أمام النواب إلى أن “السنة الجارية شهدت تسوية الوضعية الإدارية والمالية، ولا سيما أداء المستحقات الناجمة عن التوظيف والترسيم والترقية عن طريق الامتحان، ابتداءً من نهاية يناير 2025، مع مواصلة أداء المستحقات المتعلقة بالترقية في الرتبة بأثر رجعي من سنة 2017 إلى غاية سنة 2023″.

ونوّه في السياق ذاته بما وصفه بـ”الروح الإيجابية والعلاقة المثمرة التي تجمع الحكومة بالمركزيات النقابية داخل الحوار الاجتماعي القطاعي، بهدف تسوية كل الملفات المتبقية، بما ينعكس إيجاباً على تحسين وضعيتهم المهنية والاجتماعية على حدٍّ سواء”.

“وصفة النهوض بالتعليم العالي”

خلال مروره من منصة البرلمان، كشف رئيس الحكومة عن “وصفة حكومته للنهوض بمنظومة البحث العلمي والابتكار”، مبرزاً أن “الحكومة تعمل على التنزيل الفعلي لإصلاح سلك الدكتوراه، وذلك باعتماد أكثر من 245 مسلكاً للدكتوراه، تضم أزيد من 11.700 طالب وطالبة خلال السنة الجامعية 2024-2025، في المجالات ذات الصلة بالأولويات التنموية الوطنية”.

وجدد التزام حكومته بـ”مواصلة تنزيل البرنامج الوطني لتكوين 1000 طالب دكتوراه من الجيل الجديد، بمشاريع بحثية متميزة، تُسند إليهم مهام التأطير البيداغوجي للدروس التوجيهية والتطبيقية، مقابل منحة شهرية صافية في حدود 7 آلاف درهم”.

وأوضح رئيس الحكومة أنه “ولأول مرة، يتم تعزيز الشراكة مع القطاعات الوزارية لتحفيز البحث العلمي، حيث ستقدم وزارة الصناعة والتجارة 1000 منحة إضافية لإنجاز بحوث الدكتوراه داخل المقاولات، و30 منحة إضافية من طرف وزارة الداخلية لإنجاز بحوث مرتبطة بالمخاطر الطبيعية، بالإضافة إلى 550 منحة دكتوراه إضافية مقدمة من طرف وزارة الانتقال الطاقي في مجالات الرقمنة والذكاء الاصطناعي والأمن الرقمي”.

وفي إشارة إلى “وعي تام بأن المدخل الرئيسي لتطوير البحث العلمي ينطلق من ضرورة تكريس ورش رقمنة الجامعة”، قال أخنوش إنه “تم اعتماد المنصة الدولية Rosetta Stone لدعم القدرات اللغوية للطلبة، عبر إحداث حوالي 700 ألف حساب خلال السنة الجارية”، مع “تكوين حوالي 500 أستاذ على استخدام هذه المنصة، إضافة إلى تزويد 220 موقعاً جامعياً وحياً جامعياً في جميع أنحاء المملكة بالإنترنت عالي الصبيب من الجيل الجديد WIFI6، وخلق مضامين بيداغوجية رقمية على منصة Moodle في جميع الجامعات المغربية”.

وفي هذا السياق، أشار إلى أن “تجربة مراكز CODE212، التي أطلقتها الوزارة السنة الماضية، تشكل فضاءً مبتكراً للتكوين في مجالات الرقمنة، بهدف تمكين الطلبة من المهارات الرقمية والتكنولوجية لمواجهة التحديات العلمية الجديدة”.

كما سجّل أخنوش أن الوزارة، هذه السنة، اعتمدت آلية فريدة تتلاءم مع خصوصية الجيل الجديد، من خلال إطلاق تطبيق “الجامعة المغربية الذكية MyMoroccanUniv” لفائدة الطلبة الجامعيين، في إطار ورش التحول الرقمي بالجامعات المغربية.

وعن “انفتاح الجامعة على باقي الفاعلين وعلى محيطها الخارجي”، أوضح رئيس الحكومة أن الحكومة تواصل “دعم برنامج مجمعات الابتكار بشراكة مع القطاعات الوزارية الأخرى، حيث تم إعداد مشاريع لإنجاز ثلاثة مجمعات للابتكار في جامعة الحسن الثاني، وجامعة ابن طفيل، وجامعة مولاي إسماعيل، بالإضافة إلى ستة مجمعات محدثة في السابق، وذلك بقيمة استثمارية تفوق 296 مليون درهم، إلى جانب إطلاق برنامج Tech Transfer لنقل التكنولوجيا، الذي يضم 11 مشروعاً بميزانية إجمالية تناهز 60 مليون درهم”.