مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

الألعاب الإلكترونية وإدمان الموبايل.. خطر خفي يهدد الصحة النفسية والعلاقات الاجتماعية

نشر
الألعاب الإلكترونية
الألعاب الإلكترونية

في وقت أصبحت فيه التكنولوجيا جزءًا لا يتجزأ من الحياة اليومية، يحذّر خبراء من التأثيرات النفسية والاجتماعية الخطيرة للاستخدام المفرط للألعاب الإلكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي، مشيرين إلى أن هذه المنصات تجاوزت دورها الترفيهي لتتحول إلى بيئة محفوفة بالمخاطر، خاصةً بين فئات الأطفال والمراهقين.

الألعاب الإلكترونية.. من تسلية إلى تهديد للحياة

قال أحد المتخصصين في الشأن المجتمعي إن الألعاب الإلكترونية لم تعد مجرد وسيلة للترفيه، بل أصبحت منصات تفاعلية خطرة يتفاعل فيها الأطفال مع غرباء من مختلف أنحاء العالم. وأوضح: “هناك خطورة في هذا الأمر، لأن الشخص يلعب على منصة مع آخرين لا يعرفهم جيداً، مما يفتح باباً للحديث مع الغرباء، وهذا في حد ذاته تهديد حقيقي للأطفال والشباب”.

وأشار إلى انتشار ما يُعرف بـ"عدوى التحديات" على هذه المنصات، وهي ظاهرة شهدت مشاركة عدد من الأطفال والمراهقين في تحديات خطيرة تم تداولها عبر الألعاب أو مواقع التواصل، وانتهى بعضها بوقائع مأساوية، وصلت حد الوفاة في بعض الحالات.

وأضاف أن بعض الأهالي يشتكون من محتوى غير لائق داخل هذه الألعاب، مشيراً إلى أن “هناك أجيال صغيرة تستخدم منصات لا تعرف الأجيال الأكبر، خصوصاً من هم فوق الثلاثين، كيفية التعامل معها أو رقابتها”

السوشيال ميديا.. وعزلة خلف الشاشات

من جهتها، أكدت أخصائية في الصحة النفسية أن الاستخدام المفرط للتكنولوجيا، خاصة الهواتف الذكية والسوشيال ميديا، أدى إلى تفكك العلاقات الاجتماعية والأسرية، موضحة أن “الأسرة لم تعد تجتمع على مائدة واحدة دون أن يكون أحد الأفراد مشغولاً بهاتفه”.

وأشارت إلى أن هذا النوع من الإدمان يؤثر على نمط الحياة بشكل عام، حيث قال بعض الأشخاص إنهم أصبحوا عاجزين عن ممارسة الرياضة أو القيام بمهامهم اليومية بسبب الانشغال المفرط بالموبايل.

ولفتت إلى أن الفرد أصبح مدمناً لصوت داخلي يدفعه لاستخدام الهاتف لتكسير الملل، مما أدى إلى “تحول السوشيال ميديا إلى ملاذ مرضي، يستخدمه البعض لأكثر من 6 أو 7 ساعات يومياً دون حركة”.

وأضافت: “الطفل اليوم يستخدم الموبايل في غرفته بمفرده، مما يتيح للذكاء الاصطناعي فهم اهتماماته وسلوكياته بدقة، وهذه بيئة خصبة للتأثير السلبي”.

نوبات غضب وتهديد للعلاقات الأسرية

وحذرت الأخصائية من أن سحب الهاتف من الأطفال يؤدي في بعض الأحيان إلى نوبات غضب وعنف، مشيرة إلى أن “هذا الانعزال المفرط يؤدي إلى مشاكل في التفاعل الاجتماعي ويزيد من العناد والعزلة، مما يجعل العلاقات الواقعية هشة وسطحية”.

الهواتف الذكية والألعاب الإلكترونية لم تعد فقط أدوات ترفيه، بل تحوّلت إلى مصدر تهديد للصحة النفسية والاجتماعية، خصوصاً في غياب الرقابة والتوجيه، حيث إن المطلوب اليوم هو وعي أسري ومجتمعي يعيد التوازن بين التكنولوجيا والحياة الواقعية.