الخارجية الإيرانية: الجولة الرابعة من المباحثات مع واشنطن بمسقط تنتهي بـ"فهم أعمق"

أعلنت وزارة الخارجية الإيرانية، مساء اليوم، انتهاء الجولة الرابعة من المباحثات غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة، والتي استضافتها سلطنة عمان في العاصمة مسقط، وسط أجواء وصفتها طهران بأنها "صعبة ولكن مفيدة".
مباحثات بين طهران وواشنطن:
وأكدت الخارجية الإيرانية أن المباحثات أسهمت في تحقيق فهم أفضل لمواقف الطرفين، وفتحت الباب أمام "حلول واقعية ومعقولة للخلافات العالقة"، في إشارة إلى الملفات الشائكة التي تعيق استئناف الاتفاق النووي وإزالة العقوبات الاقتصادية المفروضة على إيران.
وكانت المباحثات، التي انطلقت منذ أيام، قد دخلت مراحل تفصيلية، بحسب ما صرح به مساعد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقتشي، الذي أشار إلى أن الجولة شهدت "نقاشات أكثر جدية وصراحة مقارنة بالجولات السابقة".
وفي بيان متزامن، شددت وزارة الخارجية الإيرانية على أن إيران متمسكة بحقها القانوني في الاستخدام السلمي للطاقة النووية، مؤكدة أنها مستعدة لمواصلة التعامل الدبلوماسي مع المجتمع الدولي لإثبات سلمية برنامجها النووي.
كما جدّدت طهران تأكيدها على مواصلة الجهود لرفع ما وصفتها بـ"العقوبات غير القانونية" المفروضة على الشعب الإيراني، معتبرة أن استمرار هذه الإجراءات يعرقل فرص الاستقرار والتنمية في المنطقة.
وتأتي هذه التطورات في ظل دور عماني نشط في تقريب وجهات النظر بين الجانبين، حيث تحظى مسقط بثقة كل من واشنطن وطهران، نتيجة لسجلها الحيادي وعلاقاتها المتوازنة مع الأطراف الإقليمية والدولية.
ويرى مراقبون أن نجاح الجولة الرابعة – رغم غياب الاختراق السياسي المباشر – يعكس نضوجًا في مسار التفاوض، وقد يمهد لجولات مستقبلية أكثر حسماً إذا ما توفرت الإرادة السياسية لدى الجانبين.
ونقلت وكالة أنباء (مهر) الإيرانية عن عراقجي قوله: "بعد زيارتي الأخيرة للمنطقة ومشاوراتي مع السعودية وقطر، أتوجه الآن إلى عُمان. أجرينا مشاورات إضافية هذا الصباح في طهران، ونأمل أن نصل إلى نقطة حاسمة في هذه الجولة".
وأضاف "للأسف، نسمع الكثير من التصريحات المتناقضة من الجانب الآخر. هناك تناقضات في مقابلاتهم ومواقفهم. يختلف موقفهم أثناء المفاوضات عما يعبرون عنه خارجها، وهذه إحدى المشكلات الرئيسية في عملية التفاوض".
وتابع: "على عكس الطرف الآخر، إيران مواقفها المبدئية معروفة. لقد سلكنا طريقا مستقيما، ومواقفنا واضحة تماما"، لافتا إلى أن "البرنامج النووي الإيراني يقوم على أسس قانونية وشرعية متينة، وأن جميع جوانبه سلمية، وكان وسيبقى دائما تحت إشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية".