تاريخ الحروب بين الهند وباكستان

ضربات هندية في عمق باكستان، تعيد للأذهان تاريخا طويلا من الصراع بين البلدين، شهد حروبا عدة خلال عقود سابقة.
وليل الثلاثاء- الأربعاء، أعلنت باكستان أن 5 مواقع تعرضت لقصف هندي، 3 منها في كشمير الخاضعة للإدارة الباكستانية، و2 في إقليم البنجاب الباكستاني.
خلفية الأزمة بين الهند وباكستان
تصاعدت التوترات بين الهند وباكستان، عقب هجوم إرهابي أودى بحياة 26 سائحا بمنطقة باهالجام في الجزء الخاضع لسيطرة نيودلهي من إقليم كشمير يوم 22 أبريل الماضي.
وحمّلت الحكومة الهندية، باكستان المسؤولية عن الحادث، ، غير أن نيودلهي نفت الاتهامات وأبدت استعدادها للمشاركة في التحقيقات حول الهجوم.
وفي إطار تصعيدي، قررت الهند طرد دبلوماسيين باكستانيين وإغلاق معبر حدودي رئيسي، فضلا عن تعليق العمل باتفاقية "نهر السند" التي تنظم عملية تقاسم مياه النهر العابر للحدود بين الدولتين.
وردا على ذلك، قامت إسلام آباد بطرد دبلوماسيين هنود، إلى جانب إغلاق الحدود والمجال الجوي أمام الطائرات الهندية وتعليق التجارة مع نيودلهي.
تاريخ من الصراعات
في عام 1947، اندلعت "الحرب الهندية الباكستانية الأولى"، واستمرت المعارك حتى عام 1948.
وبعد وساطة من الأمم المتحدة، انتهت الحرب بتوقيع "اتفاق كراتشي" عام 1949، الذي حدد خط وقف إطلاق النار.
وبموجب الاتفاق، أحكمت الهند سيطرتها على مناطق جامو ولاداخ ووادي كشمير، وسمتها "جامو وكشمير"، بينما سيطرت باكستان على مناطق آزاد كشمير وجيلجيت بالتستان، وسمتها "آزادي كشمير (كشمير الحرة)".
في عام 1965، نشبت "الحرب الهندية الباكستانية الثانية" بفعل مجموعة من الأحداث، منها إرسال باكستان قواتها إلى منطقة خاضعة للسيطرة الهندية، أعقبتها هجمات من الجانبين في أبريل/نيسان.
مع تصاعد التوتر، أطلقت باكستان "عملية جبل طارق" في أغسطس/آب من العام ذاته، وبدأت غزو الجزء الهندي من كشمير، فردت الهند بهجوم عسكري شامل على غرب باكستان.
واستمرت المعارك 17 يوما، مخلفة آلاف القتلى من الجانبين.
لكن في مطلع 1966، وقعت الهند وباكستان على "إعلان طشقند"، وهو معاهدة سلام تعهد فيها الطرفان بإعادة الأراضي التي تم الاستيلاء عليها وسحب القوات والعودة إلى حدود عام 1949.
بين 1971 و1972، اندلعت حرب ثالثة بين البلدين بعد دعم الهند للوطنيين البنغاليين بشرق باكستان الذين كانوا يسعون للاستقلال عنها، وهو ما أدى إلى ظهور جمهورية بنغلاديش في مارس/آذار 1971.
في ١٩٧٢، توصل الطرفان إلى اتفاقية شِملا، التي حددت "خط السيطرة" في كشمير، ودعت إلى أن يكون هذا الخط حدودا مؤقتة بين البلدين، إلا أنها استمرت بشكل دائم.
في عام 1999، عبر الجنود الباكستانيون منطقة خط التماس، مما أدى إلى اندلاع حرب كارجيل التي سميت على اسم المنطقة التي حدث فيها الاختراق؛ كارجيل التابعة لإقليم كشمير.
وردت القوات الهندية على الهجوم، واستعادت معظم المنطقة التي سيطر عليها الجنود الباكستانيون.
وتحت ضغط دولي، اضطرت باكستان إلى سحب قواتها من باقي منطقة كارجيل، وإنهاء الصراع الذي أودى بحياة ألف مقاتل من الجانبين.
ورغم أن كلا البلدين حافظا على وقف هش لإطلاق النار إلا أنهما يتبادلان إطلاق النار بانتظام عبر الحدود المتنازع عليها. ويتهم كلا الطرفين الطرفان الطرف الآخر بانتهاك وقف إطلاق النار ويزعم كل منهما أنه يطلق النار رداً على الهجمات.