رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

التوتر يتصاعد بين «واشنطن وتل أبيب» وسط صراع مُحتدم بالشرق الأوسط

نشر
بايدن و نتنياهو
بايدن و نتنياهو

مع تفاقم الصراع في «الشرق الأوسط»، هناك تقارير دورية عن عدم الاستقرار في «العلاقات الأمريكية الإسرائيلية»، والخلافات حول الحرب في غزة، الذي تصاعد إلى حد المواجهة المُباشرة بين إسرائيل وعدوتها اللدودة إيران.

العلاقة المُتوترة بين «واشنطن وتل أبيب»

مُنذ هجمات 7 أكتوبر، كتبت العديد من وسائل الإعلام عن العلاقة المُتوترة بين «واشنطن وتل أبيب»، واصفةً اللقاء بين الرئيس الأمريكي «جو بايدن»، ورئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي «بنيامين نتنياهو» بـ«الحاد». ومن الأمثلة المُحددة على ذلك إدارة «نتنياهو» للحرب التي رفضتها الولايات المتحدة مرارًا وتكرارًا بحجة إصرار إسرائيل على اجتياح رفح، ورفضها لسيناريوهات تُؤدي إلى مزيد من الكوارث الإنسانية في غزة.

ومع ذلك، أصبح معروفًا أمس السبت، أن الولايات المتحدة فرضت عقوبات على كتائب جيش الاحتلال الإسرائيلي. وفي الوقت نفسه، تمت الموافقة على مساعدات بمليارات الدولارات لتل أبيب من واشنطن.

وكانت كفة «إسرائيل»، في ميزان حليفها الأول راجحة في مُعظم الأحيان، فواشنطن التي لعبت دورًا فاعلًا في ضبط موازين الصراع بالمنطقة حريصة دائمًا على ضمان أمن إسرائيل، وما يتطلبه ذلك من مساعدات أمنية وعسكرية.

حزمة مساعدات بقيمة 17 مليار دولار لإسرائيل

وأجاز مجلس النواب الأمريكي بناء على ذلك، السبت، حزمة مساعدات بقيمة 17 مليار دولار لإسرائيل لصالح تعويض النقص في نظام الدفاع الصاروخي الإسرائيلي وتوسيعه، وشراء أنظمة أسلحة متقدمة، وفي فبراير الماضي أقرت واشنطن حزمة مماثلة لإسرائيل بقيمة 14.1 مليار دولار.

وفي علاقة بدأت تشهد مدا وجزرا "شكليا" عقب هجوم 7 أكتوبر، برزت خطوات أمريكية حتى لوكانت "بسيطة" تكشف عن حالة من عدم الرضا التام على سلوك القوات الإسرائيلية خلال الحرب في قطاع غزة أو في الضفة الغربية المحتلة، وفي هذا الإطار يتم وضع جميع التصريحات أو الأفعال الأمريكية اتجاه إسرائيل.

وآخر الأفعال التي تعطي الدليل على تلك السياسة الأمريكية، المعلومات التي تتحدث عن إمكانية أن يعلن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن خلال أيام، عن عقوبات ضد كتيبة "نيتساح يهودا" التابعة للجيش الإسرائيلي، بسبب انتهاكات حقوق الإنسان في الضفة الغربية المحتلة ارتكبت قبل أحداث 7 أكتوبر، حسبما صرحت 3 مصادر أمريكية مطلعة على الأمر لموقع "أكسيوس" الإخباري.

وستكون هذه هي المرة الأولى التي تفرض فيها الولايات المتحدة عقوبات على كتيبة عسكرية إسرائيلية.

وقالت المصادر إن العقوبات ستمنع الكتيبة وأعضاءها من تلقي أي نوع من المساعدة أو التدريب العسكري الأمريكي.

لكن يعتقد أن هذه العقوبات لن تكون مؤثرة بأي شكل على قدرات الجيش الإسرائيلي، الذي لا يزال يحظى إجمالا بدعم أميركي مطلق.

المساعدات الخارجية الأمريكية

ويحظر قانون أمريكي صدر عام 1997، المساعدات الخارجية الأمريكية وبرامج التدريب التابعة لوزارة الدفاع الموجهة لوحدات الأمن والجيش والشرطة الأجنبية التي يُزعم بشكل موثوق أنها ارتكبت انتهاكات لحقوق الإنسان.

والخميس ذكرت تقارير صحفية أمريكية أن لجنة خاصة تابعة لوزارة الخارجية حققت في انتهاكات لحقوق الإنسان بناء على القانون، وأوصت قبل أشهر بحرمان العديد من وحدات الجيش والشرطة الإسرائيلية التي تعمل في الضفة الغربية من تلقي المساعدات الأمريكية.

نتنياهو يُهاجم أمريكا بسبب عزمها فرض عقوبات على وحدة عسكرية إسرائيلية

وصف رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي «بنيامين نتنياهو»، العقوبات المُحتملة من «أمريكا» ضد وحدة «نيتسح يهودا»، التابعة للجيش بـ «الانحطاط الأخلاقي وقمة السخافة»، وتعهد بالتحرك لمنع مثل هذه الخطوة، حسبما أفادت وسائل إعلام عبرية، في أنباء عاجلة، اليوم الأحد.

وقال نتنياهو: "لا يجوز فرض عقوبات على جيش الدفاع الإسرائيلي.. أنا أعمل في الأسابيع الأخيرة ضد فرض عقوبات على مواطنين إسرائيليين، بما في ذلك في محادثاتي مع كبار المسؤولين في الإدارة الأمريكية".

وأضاف: "في الوقت الذي يقاتل فيه جنودنا، فإن نية فرض عقوبات على وحدة في الجيش الإسرائيلي هي قمة السخافة وانحطاط أخلاقي.. إن الحكومة برئاستي ستتحرك بكل الوسائل ضد هذه الخطوات".

قرار فرض عقوبات أمريكية على جيش الاحتلال

كما ذكر وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش أن "قرار فرض عقوبات أمريكية على الجيش هو جنون مطلق"، موضحا: "لقد حذرنا من أن العقوبات التي تفرضها إدارة بايدن ضد المستوطنين ستمتد إلى الجيش وإسرائيل بأكملها".

وقال الوزير في حكومة الحرب الإسرائيلية بيني غانتس إن "وحدة نيتسح يهودا هي جزء لا يتجزأ من الجيش، وهي تخضع للقانون العسكري وتعمل وفقا للقانون الدولي". معتبرا أن "إسرائيل تتمتع بنظام قضائي قوي ومستقل يعرف كيفية فحص أي انتهاك للقانون أو انحراف عن أوامر الجيش، وهذا ما سنفعله".

وأوضح بيني غانتس: "أكن احتراما كبيرا لأصدقائنا الأمريكيين، لكن فرض العقوبات على الوحدة يعد سابقة خطيرة، وسأعمل حتى لا يمر مثل هذا القرار".

واشنطن تعتزم فرض عقوبات على كتيبة نيتسح يهودا

وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية يوم السبت أن "واشنطن تعتزم في الأيام المقبلة فرض عقوبات على كتيبة نيتسح يهودا في الجيش الإسرائيلي بسبب انتهاكها لحقوق الإنسان واعتداءاتها ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية".

وتشمل العقوبات منع حصول الوحدة العسكرية على مساعدات أمريكية للجيش الإسرائيلي أو المشاركة في تدريبات مشتركة مع الجيش الأمريكي، والوحدة المذكورة متمركزة في الضفة الغربية، وأصبحت وجهة للمستوطنين اليمينيين المتطرفين الذين لم يتم قبولهم في أي وحدة قتالية أخرى في جيش الدفاع الإسرائيلي.

هذا وقال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، في وقت سابق، إنه اتخذ قرارات بشأن انتهاكات إسرائيل وفق القوانين (قانون ليهي) التي تحظر تقديم المساعدة العسكرية لمن يرتكب انتهاكات لحقوق الإنسان.

وتحظر قوانين ليهي، التي صاغها السناتور الأمريكي باتريك ليهي في أواخر التسعينيات، تقديم المساعدة العسكرية للأفراد أو وحدات قوات الأمن التي ترتكب انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان.

بايدن لـ نتنياهو: «أمريكا لن تُشارك في أي عمليات هجومية ضد إيران»

قال الرئيس الأمريكي «جو بايدن»، لرئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي «بنيامين نتنياهو»، إن واشنطن لن تُشارك في أي عمليات هجومية ضد إيران، حسبما نقلت شبكة «سي إن إن» عن مسؤول كبير في البيت الأبيض، الأحد.