رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

بعد هجمات إسرائيل.. هل تقوم إيران بمهاجمة تل أبيب مرة أخرى؟

نشر
الأمصار

شهد الشرق الأوسط تصاعدًا في التوترات بين إيران وإسرائيل، مما أثار مخاوف من اندلاع حرب إقليمية جديدة.

 بعد الهجوم الكبير الذي شنته إيران على إسرائيل، تباينت الآراء حول إمكانية تصعيد الأزمة إلى مستويات أكبر، في حين يعتقد البعض أن الردود على الهجمات تظل داخل الإطار المتوقع.

التصعيد بين إيران وإسرائيل

بعد هجوم إيران على إسرائيل، بادرت إسرائيل بالرد بإظهار قدراتها الدفاعية المتقدمة بدعم من الولايات المتحدة.

حيث شنت إسرائيل هجوما على الأراضي الإيرانية أمس الجمعة، بعد أيام من شن إيران هجوما بوابل من الطائرات المسيرة والصواريخ على إسرائيل.

أفادت مصادر إيرانية محلية عن ضربة أصفهان الإسرائيلية، بسماع أصوات تشبه أصوات انفجار جنوب غرب مدينة تبريز شمال غرب إيران، مؤكدة أنها أصوات للدفاعات الجوية الإيرانية.

 

وأشارت وكالة أنباء "فارس" الإيرانية إلى عدم وقوع أي انفجار في تبريز، مؤكدة أن الدفاعات الجوية في مدينة تبريز أطلقت النار بعد رؤية جسم مشبوه في ضربة أصفهان الإسرائيلية.

وأفاد التلفزيون الرسمي الإيراني فجر الجمعة بوجود تقارير عن "انفجارات مُدوّية" سُمعت في محافظة أصفهان بوسط البلاد، مشيرا إلى أنّ أسبابها مجهولة.
أعلنت إيران الجمعة أنّها أسقطت مُسيّرات عدّة وأنّه "ليس هناك هجوم صاروخي في الوقت الحالي" على البلاد، وذلك بعد سماع انفجارات قرب مدينة أصفهان بوسط البلاد.
قال نشطاء سوريون إن ضربات استهدفت كتيبة رادار تابعة للجيش السوري في السويداء جنوبي البلاد.
أعلن الجيش الإسرائيلي أن صفارات الإنذار التي انطلقت في ساعة مبكرة الجمعة في شمال إسرائيل كانت إنذارا خاطئا.
سبق لإسرائيل أن أعلنت نيّتها الردّ على هجوم إيران ضدّ أراضيها.

وامتنعت إسرائيل عن التعليق رسميا على الهجوم المنسوب إليها في إيران، فجر الجمعة، رغم تأكيد وسائل إعلام أميركية نقلا عن مسؤولين إسرائيليين وأميركيين أن تل أبيب ردت عبر هذه الضربة على الهجوم الإيراني غير المسبوق قبل أيام.

ورأى محللون ومسؤولون إسرائيليون سابقون أن الهجوم كان بمثابة رسالة إلى طهران تفيد بقدرة تل أبيب على مهاجمة إيران داخل أراضيها.

كما لم يستبعدوا إمكانية أن يكون الرد المحدود محاولة لطي الحادث، مع سعي الحكومة الإسرائيلية لإعطاء الأولوية لإبقاء الحرب في غزة وإعادة الأسرى الإسرائيليين من القطاع.

وإذا ما صح الهجوم الإسرائيلي فإنه يأتي قبل أيام من حلول عيد الفصح اليهودي الذي يبدأ الاثنين ويستمر أسبوعا.

الهجوم الإيراني على إسرائيل

وفي 13 أبريل/نيسان الجاري، أطلقت طهران نحو 350 صاروخا ومُسيرة وصلت إسرائيل فجر الأحد، في أول هجوم تشنه إيران من أراضيها على إسرائيل، ردا على هجوم صاروخي استهدف القسم القنصلي بسفارتها لدى دمشق مطلع الشهر نفسه.

وصرحت تل أبيب حينها بعزمها الرد على الضربات الجوية التي نفذتها إيران، مما تسبب في تصعيد التوتر بالمنطقة.

لا جولة جديدة
وفي هذا السياق، اعتبر المحلل العسكري في موقع "واي نت" الإخباري رون بن يشاي أنه أيا كان من نفذ الهجوم في إيران فقد فعل ذلك على موقع أو مواقع عسكرية تابعة لسلاح الجو في الحرس الثوري، وكان ينوي السماح للنظام في طهران باحتواء الحادث، دون الحاجة لجولة أخرى من تبادل الضربات مع إسرائيل.

بدوره، قال مستشار الأمن القومي الإسرائيلي السابق إيال حولتا: مما لا شك فيه أن شيئا ما حدث في الساعات القليلة الماضية.

وأضاف لإذاعة الجيش الإسرائيلي: إيران لا تريد الاعتراف، إما أنه لم يحدث شيء كبير بالفعل أو أنها تريد تقليصه لأنها لا تريد الرد وتخشى أن يتم إلقاء اللوم عليها.

وتابع: من المهم لإيران أن تفهم أنه عندما تعمل ضدنا، لدينا القدرة على ضرب أي نقطة ويمكننا أن نحدث أضرارا جسيمة، لدينا قوة جوية ذات قدرات والولايات المتحدة تقف إلى جانبنا.

 تصاعدت التوترات بين البلدين، مما أدى إلى تأجيل الاحتفالات في إسرائيل وتوتر الأجواء في المنطقة.

الهجوم الإيراني كان الأول من نوعه الذي يستهدف الأراضي الإسرائيلية مباشرة، مما دفع السلطات الإسرائيلية للنظر في خيارات الرد. 

وعلى الرغم من أن الهجوم الإيراني لم يحقق الأهداف المرجوة منه، إلا أنه خلق توترًا سيكولوجيًا واستراتيجيًا في المنطقة.

بعد فترة من التردد، قررت إسرائيل الرد على الهجوم الإيراني بشن هجوم على الأراضي الإيرانية. 

ويعتبر هذا الرد آخر تصعيد في سلسلة الضربات المتبادلة بين البلدين.

إيران تتوعد إسرائيل: ردّنا التالي سيكون على أقصى مستوى

وفي هذا الصدد، صرح وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، قائلًا إن إيران سترد على الفور وعلى "أقصى مستوى" إذا تصرفت إسرائيل ضد مصالحها.

وذكر أمير عبد اللهيان، في مقابلة أجرتها معه شبكة "إن.بي.سينيوز": "إذا أرادت إسرائيل القيام بمغامرة أخرى وعملت ضد مصالح إيران فإن ردنا التالي سيكون فوريا وعلى أقصى مستوى".

وتعليقا على "ضربة أصفهان"، أوضح وزير الخارجية الإيراني: "ما حدث لم يكن ضربة.. لقد كان أشبه بالألعاب التي يلعب بها أطفالنا - وليس طائرات بدون طيار".

كما أشار إلى أن "إيران لا تخطط للرد، ما لم تشن إسرائيل هجوما كبيرا".

ومن جانبها، ذكرت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، أنه على ما يبدو أن التوترات بدأت تهدأ في الشرق الأوسط، بعد أن قللت إيران من أهمية الهجوم الإسرائيلي على مدينة أصفهان.

 

وفي العراق، أفادت التقارير بأن قاعدة تستخدمها ميليشيات موالية لإيران (الحشد الشعبي) تعرضت لأضرار جراء انفجار كبير.

وقالت الولايات المتحدة إنها ليست متورطة، وفي الوقت نفسه، قصفت القوات الإسرائيلية أجزاء من غزة خلال الليل، مما أسفر عن استشهاد تسعة أشخاص في رفح.

خيارات إيران


ومن جانبه، قال آفي ماير، رئيس التحرير السابق لصحيفة جيروزاليم بوست، في منشور على منصة إكس: يبدو أن الرد الإسرائيلي اقتصر على عدد قليل من الأهداف العسكرية في عمق إيران.

وأضاف أن رسالة إسرائيل واضحة: إننا نرد بطريقة محسوبة، ولكن لا تخطئوا فنحن نستطيع أن نضربكم، وبشدة، ونستطيع أن نضربكم في أي مكان. لا تختبرونا مرة أخرى.

ورأى ماير أنه أمام النظام الإيراني عدة خيارات، فيمكنه أن يثرثر ولكنه يترك الرد الإسرائيلي يمر دون رد عسكري، مدركا أنه كان رداً مستهدفاً ومدروساً على العمل العدواني غير المسبوق الذي قامت به إيران تجاه إسرائيل السبت، وهذا من شأنه أن يؤدي لوقف التصعيد وسيكون الخيار الحكيم والأفضل للمنطقة.

وقال: بدلاً من ذلك، يمكنها (إيران) إرسال موجة ثانية، وربما أكبر، من الطائرات المسيرة والصواريخ نحو إسرائيل، مما يستدعي رداً إسرائيلياً مماثلاً نوعياً لما حدث اليوم حسبما أفادت التقارير، إن خطوة واحدة خاطئة أو سيئة التقدير ومثل هذا التبادل يمكن أن يتحول بسهولة إلى مواجهة أوسع.

 

وتباينت التقارير حول نتائج الهجوم الإسرائيلي المزعوم على الأراضي الإيرانية، حيث نفت إيران وقوع أي هجوم خارجي على أراضيها، في حين أكدت الولايات المتحدة وقوع انفجارات في مناطق داخل إيران.

بالرغم من التوترات المتزايدة بين البلدين، يظل الحوار والحلول الدبلوماسية هي السبيل الأمثل لتجنب تصعيد الأزمة إلى مستويات غير مسبوقة. 

يشدد المحللون على ضرورة تفادي الاستفزازات والحفاظ على الاستقرار في المنطقة.

تبقى التوقعات حول مستقبل العلاقات بين إيران وإسرائيل موضع شك، حيث يبقى الوضع غامضًا ومتغيرًا في ظل استمرار التصعيد وعدم وضوح الرؤية بشأن الخطوات القادمة.