رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

السودان.. لماذا أقال البرهان وزير الخارجية علي الصادق؟

نشر
الأمصار

أقال قائد الجيش السوداني عبدالفتاح البرهان، وزير الخارجية علي الصادق "المثير للجدل"، وعين بدلا عنه السفير السوداني السابق في كمبالا، حسين عوض علي، الذي يواجه مصاعب قانونية خطيرة، بعد أن اتهمه سائقه الأوغندي سيسباق جلال ماند إسماعيل، بصفعه على وجهه مما أثر على عينه الشمال، بحسب الصحف الأوغندية. 

وجاء تغيير علي الصادق وسط جدل كبير حول دوره في تقويض الجهود التي قادتها الهيئة المعنية بالتنمية في أفريقيا "إيغاد" في ديسمبر ويناير الماضيين لحل الأزمة المستفحلة في السودان بسبب الحرب المستمرة هناك منذ نحو عام.  

وشكك دبلوماسيون ومراقبون في قدرة الوزير الجديد حسين عوض على التحرك أفريقيا حيث أكدت صحيفة «أوبزيرفر» الأوغندية أن بلاغا مقيدا ضده في كمبالا بسبب صفعه سائقه محدثا إصابة في عينه اليسرى.   

ويعتبر الوزير المقال ‏علي الصادق من أبرز رجال النظام السابق في السلطة الحالية ومن المقربين لعلي كرتي الأمين العام للحركة الإسلامية المطلوب لدى الولايات المتحدة.  

وأثار الصادق جدلا كبيرا خلال الفترة الأخيرة، عندما أصدر بيانه المشهور برفض مقررات قمة إيغاد قبل أن تصل طائرة البرهان إلى بورتسودان عائدا من القمة التي استضافتها جيبوتي في ديسمبر 2023، مما وضع البرهان في موقف حرج أمام العالم واجبره على تغيير موقفه المعلن في القمة.  

أسباب إقالة وزير الخارجية السوداني علي الصادق

ومن أسباب إقالة وزير الخارجية السوداني، انكشافه الشديد على خلية الخطط السياسية الإخوانية التي توجه عمل الحكومة القائمة في بورتسودان حاليا، والرضوخ لها بشكل مكشوف مما أعاق أي جهود لإحداث اختراق في العلاقات الخارجية وفك العزلة التي تعيشها الحكومة في بورتسودان.

كما تأتي من بين الأسباب، الحملة الإعلامية التي تحدثت عن علاقة ابنته بتنظيم داعش في العقد الثاني من القرن الحالي، والضغوط التي مارسها قادة في الجيش على البرهان بعد تململ الوسطاء الأفارقة والدوليين من الدور الذي يلعبه الصادق في تقويض الجهود السلمية.

ويتمثل السبب الرابع في محاولة تنفيذ استراتيجية جديدة يدعمها جناح نافذ داخل تنظيم الإخوان وتتطلب وجها جديدا تسهل عملية مراوغة المجتمع الدولي عبره خصوصا في ظل الاستعدادات الجارية حاليا لاستئناف التفاوض في منبر جدة. 

وجاءت إقالة الصادق بعد أيام قليلة من انتقاد البرهان للظهور العلني المكثف لكتيبة البراء التي تقاتل إلى جانب الجيش، وقوله إن تصرفاتها جعلت العالم يدير ظهره للسودان. 

واعتبر مراقبون أن ‏إقالة الصادق في هذا التوقيت بمثابة رسالة من البرهان للعالم قبل أسابيع من الموعد المحدد لاستئناف المفاوضات بمدينة جدة السعودية، بأنه بدأ يتحرر من الإخوان وكتائب البراء ويريد أن يثبت للعالم بأن القرار عند المؤسسة العسكرية وليس كما يدعي البعض بأن الأمين العام للحركة الإسلامية علي كرتي هو صاحب الكلمة العليا. 

معلومات عن وزير الخارجية السوداني الجديد

كان وزير الخارجية الجديد حسين عوض قد عُيّن وكيلا لوزارة الخارجية في ديسمبر/كانون الأول 2023، حيث عمل قبلها سفيرا للسودان في زامبيا، وسبقها في أوغندا ورواندا، كما كان مندوبا لدى منظمة السوق المشتركة لجنوب وشرق أفريقيا "كوميسا".

والتحق عوض بوزارة الخارجية عام 1982، خلال فترة الرئيس الراحل جعفر النميري، بعد تخرجه من جامعة الخرطوم شُعبة العلوم السياسية، وحصل على درجة الماجستير والدبلوم العالي، وشغل في بداية عمله مناصب دبلوماسية لدى سفارات السودان في كل من الكويت والرياض ولندن ومقديشو.

وذكر الملحق العسكري السوداني السابق لدى أوغندا اللواء المتقاعد أسامة محمد أحمد، والذي عاصر السفير حسين عوض في كمبالا عام 2012، أن عوض من الدبلوماسيين الذين عملوا في وزارة الخارجية منذ تخرجه من جامعة الخرطوم، وتدرج حتى بلغ مرتبة السفير، ووصفه بأنه يتمتع بالخلق الجيد والكرم، لكنه لم يمكث في موقعه طويلا، فتم سحبه إلى رئاسة الوزارة على خلفيات ذات علاقة بحساسية العلاقة بين البلدين.