رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

من المقروط إلى بقلاوة الباي.. عالم حلوى المغرب العربي في عيد الفطر

نشر
الأمصار

تعتبر الحلوى هي الأيقونة التي تميز عيد الفطر عن سائر الأعياد الإسلامية الأخرى، ولكن حلوى المغرب العربي لها مذاق خاص يميز شعوبها عن باقي المنطقة.

الجزائر

تبدأ جولتنا مع حلوى المغرب العربي، حيث تتحول المنازل في الجزائر إلى (ورش تنظيف) مفتوحة في الأيام الأخيرة لشهر رمضان من أجل تزيينها، فيما تنتظر النساء الأسبوع الأخير من شهر رمضان، ليشرعن في تحضير الحلويات، إيذانا باقتراب نهاية رمضان ودخول عيد الفطر المبارك.

وتفضل الكثير من النسوة شراء مستلزمات الحلويات بأنفسهن من المحلات المخصصة لذلك.

ويحتل "المقروط" صدارة حلوى المغرب العربي في عيد الفطر، سواء المصنوع باللوز المعروف في العاصمة ومدن الوسط، أو بـ"الغرس (عجينة التمر)" الذي تشتهر به ولايات شرق الجزائر، ليتم وضعه في العسل بعد قليه في الزيت، إضافة إلى حلوى الطابع (وهي حلوى يتم تشكيلها في قوالب معدنية أو بلاستيكية بأشكال هندسية مختلفة) والبقلاوة والدزيريات وأصناف أخرى بدأت تجد لها مكانا على طاولة العيد الجزائرية.

أما لأفراد العائلة فيتم تخصيص "صينية (سفرة)" خاصة بهم، تسمى (صنيوة قهوة العيد)، وهو أول ما يتم تذوقه سواء قبل صلاة العيد أو بعدها، يكون فيها الحليب والقهوة و(خبز الدار) والمربى والجبن والزبدة، بالإضافة إلى الحلويات.

المغرب

ونستأنف جولتنا في حلوى المغرب العربي مع المغرب، حيث يستيقظ الناس باكرا لأداء طقوس عيد الفطر؛ يتناولون وجبة تقليدية مكونة من القمح والسمن البلدي يسمى 'بركوكس ن وودي'، ثم يلتحقون بالموكب المتوجه إلى المصلى مرددين أدعية دينية.
 

ويرتبط عيد الفطر أو "العيد الصغير" كما يسميه المغاربة، بعادات وطقوس متوارثة عبر الأجيال، قد تختلف نسبيا من منطقة إلى أخرى، غير أن قاسمها المشترك، يتمثل في ضرورة حضور الحلويات المتنوعة على موائد الإفطار مع الاقبال على الأزياء التقليدية.

ولا تخلو موائد الأسر المغربية عند أول فطور صباحي بعد شهر من الصيام، من تشكيلة من الحلويات التقليدية إلى جانب فطائر مغربية كـ"المسمن" و"البغرير" و"الحرشة"، ولا يستقيم حضورها على المائدة دون إرفاقها بالشاي المغربي بالنعناع.

يشكل "كعب غزال" و"غريبة "و"الفقاص" أبرز الحلويات التقليدية التي تتمتع بشهرة واسعة في المغرب، وتحظى بإقبال كبير خلال الأعياد والمناسبات الدينية والاحتفالات الجماعية.
بحلول فجر عيد الفطر، تشرع النساء في تحضير الفطور، وتتكون مائدة الإفطار ليوم العيد بالمنطقة من الأرز أو “تروايت”، أي “العصيدة”، أو “بركوكس”، فضلا عن السمن الحر أو زيت الزيتون ذات الجودة.

 وبعد الإفطار، تقوم النسوة بإلباس أطفالهن لباس العيد لمرافقة آبائهم أو إخوتهم إلى المساجد أو المصلى، حيث يتعالى التكبير والتسبيح، وتبدأ جموع المصلين بالتجمع لأداء صلاة العيد والدعاء، ولا يتفرقون إلا وقد عانق أحدهم الآخر، وتلعب النساء دورا مركزيا في جعل العيد أكثر إشراقا بلمساتهن الفنية في مختلف الأنشطة المبرمجة له.

بعد الانتهاء من صلاة العيد، يتجه المصلون لزيارة الأهل والأحباب والجيران والأصدقاء لتقديم التهاني بمناسبة حلول عيد الفطر، فتقدم للضيوف كؤوس من الشاي والحلويات.

تونس

كما تتميز تونس بطابعها المميز في حلوى المغرب العربي، حيث تخرج النسوة محملات بما لذّ وطاب من الحلويات، ويتجهن إلى المقابر لزيارة ذويهم الموتى والتصدق عنهم وقراءة الفاتحة على قبورهم.

وفي عودتهن إلى منازلهن،يضع النسوة البخور ويتزين ويرتدي الأطفال ملابس العيد وتحضر القهوة والحلويات التي تم إعدادها في سهرات شهر رمضان المعظم.

ولعل من أبرز الحلويات التي يعدها التونسيون في المنازل "البسكويت" و"كعك الورقة" و"الصمصة" و"البقلاوة" و"الغريبة" و"المقروض" و"كعك العنبر " و"بقلاوة الباي".

وبالنسبة للعائلات التي لا تستطيع تحضير الحلويات بيديها،تقوم باقتنائها من محلات بيع الحلويات التي تزدهر بدورها في هذا الشهر.