رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

د. رائد العزاوي: كيف فشلت إدارة بايدن في المنطقة العربية؟

نشر
الأمصار

بعد قرابة 4 سنوات من رئاسة الرئيس الديمقراطي " جو بادين " أفرزت العديد من التساؤلات حول مستقبل الانتخابات المقبلة ، وهل كانت رئاسة بايدن ذات نتائج إيجابية للدول العربية ، والمنطقة ؟  


النقطة المهمة التي يمكن الانطلاق منها لتقيم رئاسة بايدن هي أن بايدن والديمقراطيون لم يتعلموا من أخطاء أوباما ، تلك التي أفقدت واشنطن الكثير جداً من مربعات النفوذ في الشرق الأوسط لصالح الروس والصينيين الذين ملؤوها بأسلحتهم وأموالهم، وليس سراً أن الكثير من دول المنطقة أعادت ضبط توجهاتها الدبلوماسية حول العالم، وحتى لا تضحى عواصمها وعوالمها مرتهنة لتغيرات مزاج سيد البيت الأبيض .
 



القوى العربية الجديدة مصر والامارات والسعودية

 



في أكثر من موقف أبدى الرئيس جو بايدن بأنه لن يكون صيغة ثانية "لأوباما"، في التعامل مع دول المنطقة حيث أنها تغيرت جيوسياسيا عن فترة الرئيس الأميركي "أوباما" ، كما أن  مصر والمملكة العربية السعودية والإمارات أصبحت أكثر وحدة وانسجاما وقوة في التعامل مع ملف جماعة الإخوان واحتواء الأزمة مع قطر وتركيا وهو الأمر الذي من شأنه أن يقف حجر عثرة أمام عودة الأحزاب الدينية وعلى رأسها الإخوان إلى الواجهة، مع جهد كبير لقادة تلك الدول لمحاربة الإرهاب بكل أشكاله، الأمر الذي لم تفهمه إدارة بايدن.
والمنطقة العربية والخليجية اختلفت معادلاتها السابقة ، وهو الأمر  الذي لم يفهه بايدن ، وارتكب خطأ كلفه والديمقراطيين منصب الكثير وسيكلفه ذلك منصب الرئيس في انتخابات 2024 ".

 

 المنطقة طرأت عليها تغييرات جذرية، كما أن الدول العربية والخليجية باتت تعرف جيدا من يهدد أمنها واستقرارها، وتحالفت لخلق وضع سياسي واستراتيجي جديد، وبالتالي لم تتعامل إدارة الرئيس بايدن مع هذا الثقل الاستراتيجي السياسي الاقتصادي الذي تشكله السعودية والإمارات ومصر، بشكل يليق بأزمات المنطقة التي اشعلتها ساسية أمريكا وتجاهلها لحقوق الشعب الفلسطيني وأمني المنطقة الذي تلاعبت به أمريكا خلال سنوات رئاسة بايدن  وسبب اللوبي الصهيوني داخل إدارة بايدن وتجاهله لايجاد مقاربة واضحة مع القوى العربية والقضايا خسر بايدن الكثير سواء في المنطقة أو في الإقليم الذي زادت المشاكل فيه بدل أن  تجد إدارة البيت الأبيض لحل مختلف النزاعات.

حاولت إدارة  بادين الضغط  على مصر في ملف الحريات وحقوق الإنسان ، لكن أقرب مسشتاريه ومنهم مات دوس وهو من الديمقراطيين المخضرمين قال إن محاولة الضغط على مصر جعل الرئيس بايدن يخسر أبرز وأقوى الحلفاء لأمريكا ، فمصر ليست كما كانت قبل عشر سنوات ، مصر تملك الآن أدوات مكنتها من أن تحدث ارباك في المنطقة ، ولم تتعامل إدارة بايدن مع تلك الأدوات بشكل عاقل وهادىء.
 

 


الاتفاق النووي مع إيران
 

 


فشلت إدارة بايدن في حل أزمة الملف النووي الإيراني ، بل بالعكس عززت تلك الإدارة النفوذ الإيراني في المنطقة واسهمت التدفقات المالية التي حصلت عليها إيران المعروف رسميًا باسم خطة العمل الشاملة المشتركة (JCPOA)، التي انسحب منها ترامب في 2018، وأدت الى اخضاع إيران إلى حزمة من العقوبات ، الأمر الذي دفعها إلى أن استأنفت  أجزاء من البرنامج النووي الذي فككته خطة العمل المشتركة الشاملة ، وبايدن قال لمجلس العلاقات الخارجية: "إذا عادت إيران إلى الامتثال لالتزاماتها النووية، فسأعاود الدخول في خطة العمل الشاملة المشتركة كنقطة انطلاق للعمل جنبًا إلى جنب مع حلفائنا في أوروبا والقوى العالمية الأخرى لتمديد القيود النووية للاتفاق " ، بما يعني انه ايضا وضع شرط اساس للتعامل معها .
يُعتقد على نطاق واسع أن وعد بايدن بالعودة إلى الاتفاق النووي هو السبب وراء رفض إيران العودة إلى طاولة المفاوضات مع البيت الأبيض، في تحدٍ لحملة تعجيزية سعت إلى الحصول على مزيد من التنازلات من طهران. وقال وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف، الذي لعب دورًا رئيسيًا في إبرام اتفاق 2015، مرارًا وتكرارًا إن إيران لن تتفاوض على اتفاق آخر، وهنا سيحاول بايدن إلى احتواء قوة إيران المتصاعدة، عبر تخفيف سيساسة "الضغط القصوى" التي انتهجها ترامب على إيران، مما مهد الطريق للمنطقة التي تبدو وكأنها تتأرجح باستمرار على شفا حرب كارثية بسبب الطموحات الايراني لابتلاع المنطقة ، وبايدن ايد قتل قاسم سليماني الذي كاد ان يشعل المنطقة التي سيحاول بايدن .لملمة الانقسام والانشقاق مع أوروبا تجاه إيران والاستفادة من شركاءه في المنطقة ، وسيسعى إلى التوصل إلى موقف موحد، اتجاه برنامج إيران الصاروخي واذرع إيران ومليشياتها في المنطقة ، والتي ستكون ورقة للعلب بين بايدن وايران، ربما تؤدي في النهاية لتخليها عن حزب الله في لبنان والفصائل العراقية والسورية والحوثيين في اليمن.

 

الحرب الروسية الأوكرانية

 

عندما نفذت روسيا غزو أوكرانيا فى 24 فبراير 2022، فعلت إدارة بايدن هجوما دبلوماسيا كان له أهمية بقدر إسراعها فى نقل الأسلحة للجيش الأوكرانى. وسعت الولايات المتحدة، معتمدة على العقوبات الاقتصادية والدعوة إلى دفاع جماعى عن النظام الدولى، إلى معاقبة روسيا بمزيد من الألم الاقتصادى والنفسى السياسى، وكان الهدف رؤية الشركات والدول تقطع علاقتها مع موسكو.

وفشلت إدارة بايدن في تمرير المساعدات  العسكرية لأوكرانيا وكذلك في إدارة الأزمة، كما فشلت في تطبيق نظام العقوبات الخاص بها ضد روسيا، عقب اندلاع الحرب مع أوكرانيا، إذ كشفت تقارير عن استمرار تدفق المكونات الحيوية من الإلكترونيات وأنظمة الكمبيوتر إلى موسكو، التي يتم تصنيعها في الولايات المتحدة الأمريكية.

وبعد عامين، لا يعانى بوتين من العزلة مثلما كان يأمل المسئولون الأمريكيون، كما أن قوة روسيا المتأصلة، التى تمتد جذورها إلى إمداداتها الهائلة من النفط والغاز الطبيعى، كانت سببا فى تعزيز قدرتها المالية والسياسية على الصمود التى تهدد بصمود المعارضة الغربية للحرب. وفى أجزاء من أفريقيا وآسيا وأمريكا الجنوبية، أصبح نفوذ روسيا قويا كما كان دائما أو حتى فى تزايد. ويبدو أن قبضة على السلطة فى الداخل قوية كما كانت دائما.


أزمة حرب غزة فشل آخر في الإدارة الخارجية لبايدن

 

السياسة التي ينتهجها الرئيس الأمريكي جو بايدن بخصوص الصراع الفلسطيني الإسرائيلي هي مؤشر آخر على فشل إدارته في السياسة الخارجية.
وأكد الكتاب والمراقبون أن إدارة بايدن ارتكبت العديد من الأخطاء في الشهرين الماضيين والتي "قد تمحو وإلى الأبد جميع الذكريات الإيجابية في سياستها الخارجية" على حد قولهم.

لقد أثبتت الولايات المتحدة أنها لن تلتزم بالقواعد والأعراف الدولية في حال انتهاكها من قبل أحد أقرب حلفائها ، رغم  إن واشنطن قالت انها تعرب عن قلقها إزاء العدد الكبير من الضحايا المدنيين في قطاع غزة، لكنها تواصل تقديم الدعم العسكري والدبلوماسي لإسرائيل.
وفي الوقت نفسه، تمثل محاولات إدارة بايدن تبرير "القصف الإسرائيلي لقطاع غزة بأنه دفاع عن الديمقراطية" على خلفية الإصلاح القضائي الذي يقوم به رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "دليلا إضافيا على أن المسؤولين الأمريكيين يلجأون إلى استذكار الديمقراطية وحقوق الإنسان فقط عندما يكون الأمر مناسبا لهم"، يضيف بيكون.

كما أن فشل الرئيس الأمريكي جو بايدن في وقف الهجوم العسكري الإسرائيلي على غزة قد يكلفه صناديق الاقتراع حيث تصبح الحرب المستمرة فى غزة قضية رئيسية في السياسة الخارجية في الفترة التي تسبق الانتخابات الأمريكية 2024.


* نقلا عن صحيفة الزمآن العراقية