رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

فرق الإيقاظ في غرب أفريقيا.. مسحراتية بنكهة العمل الجماعي

نشر
الأمصار

تتميز دول غرب أفريقيا بعادات وتقاليد رمضانية فريدة من نوعها، والمسحراتي يعد واحدًا من أبرز العادات الرمضانية في العديد من الدول ويتم تجسيده في الأسواق الشعبية والأحياء الشعبية، ولكنه يتحول في تلك الدول إلى فرق متطوعة تأخذ على عاتقها إيقاظ الصائمين

مسحراتي في غانا 
يعد المسحراتي في غانا عبارة عن مجموعة شباب يتجولون في المناطق السكنية ويقومون بالغناء والتصفيق وتوزيع الحلوى على الناس
وعرفت غانا الإسلام لأول مرة الـ14 الميلادي، عبر التجار العرب، فمع موقعها المميز المطل على المحيط الاطلسي، كانوا يرسون على شواطئها، ومن معاملاتهم الحسنة اعتنق قطاع من أهلها الدين الحنيف، خاصة قبائل "الماندي".

ويشكل المسلمون في غانا حاليا 27% من السكان، حيث إن أغلبية المسلمين يتبعون المذهب المالكي مع مجموعات تتبع الطريقة القاديانة منذ سنة 1921، وأخرى عرفت المذهب الشيعي خلال الثلاثين عاما السابقة، ويتحدث غالبيتهم "الهوسا" إحدى لغات الدولة الأساسية.
طواف قارعو الطبول في الوارع والتجمعات السكنية، وهم يعزفون ويغنون لإيقاظ الجميع لتناول وجبة السحور قبل أذان الفجر، والتي يفضل أن يكون حساء "تو زافي"، المصنوع من دقيق الذرة.

وقبل الإفطار يجتمع سكان القرية في المسجد ويتلون القرآن حتى الأذان، ويحضر كل شخص الفاكهة والماء لتوزيعها على المصلين بالمسجد، ويستمر هذا يوميا حتى انتهاء الشهر المبارك.
الوجبات يحرص المسلمين الغانيين على تناولها منها الأرز والبطاطا والكينكي، وأنواع متنوعة من الأسماك، لانخفاض اسعارها لقربهم من ساحل الأطلسي أو "بحر فولتا".

المسحراتي في تشاد

لا يمكن لأحد، أن يغفل "المسحراتي" في هذا البلد الإسلامي الجميل، والذي يبدأ عمله منذ الليلة الأولى من ميلاد هلال رمضان، منبها الجميع بميعاد تناول السحور وأيضا ميعاد الإمساك عن الطعام.
ومن أروع ما يستقبل به مسلمو تشاد شهر رمضان، صوم شهري رجب وشعبان كاملين، والبعض الآخر يصوم أياما من هذين الشهرين استعدادا لدخول رمضان، كما تبدأ البيوت بتخزين احتياجاتها من الأطعمة المختلفة قبل قدوم شهر رمضان.

مسلموا تشاد يمثلون الأغلبية في البلاد؛ حيث تتجاوز نسبتهم 85% من إجمالي 7 ملايين نسمة، لذا فإن المظاهر المختلفة والمتنوعة في استقبال رمضان تبدو في كل شارع وبيت، ويحافظ المسلمون هناك على أداء صلاتي التراويح والتهجد في المساجد، وأيضا قيام الليل وحضور الحلقات الدراسية التي تهتم كثيرا بدروس الفقه وتفسير آيات القرآن الكريم.
"المديدة" تلك الأكلة الأشهر لدى قاطني تشاد، فلا تجد بيتا إلا وكانت على مائدته؛ حيث يحبها الصغار والكبار، هذا إلى جانب أن المرأة التشادية تراعي نوعية الأطعمة التي تعدها على مائدتي الإفطار والسحور، فهي تهتم بألا يكون هناك طعام يساعد على الإحساس بمزيد من العطش في نهار رمضان.

النيجر
بينما تنتشر ظاهرة المسحراتي في النيجر، وتعتبر أبرز أجواء رمضان بالنيجر، حيث يقوم بعض الشباب المتطوعين بتلك المهمة،  وسيتخدمون  أي شيئ يطلع صوت مثل آلة البيدو موسيقية، ويتميز التسحير في النيجر بأنه يكون باللغة الهوساوية، حيث ينادي المسحراتي "أموسا أتاشي أشاروا" اتحرك وفوق من النوم واشرب مية، وتسمى "فرق الايقاظ" وتتميز بالقرع على الطبول وتسمى "ميتادا موتانية"، ويتحرك المسحراتي مرتين الأولى لموعد السحور والثانية للإعلان عن قرب صلاة الفجر.

وفي نيجيريا، يتم تجسيد  المسحراتي بغرب أفريقيا  من خلال مجموعات الشباب الذين يرتدون ملابس تقليدية ويتجولون في الأحياء السكنية قبيل الفجر، ويقومون بالغناء والتصفيق وتوزيع الحلوى والتمور على الناس.

هذه العادات الرمضانية هي جزء مهم من التقاليد المحلية في دول غرب أفريقيا، وتساعد على إعداد الناس لصيام شهر رمضان المبارك.