رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

رمضان وسط القارة العجوز.. تعرف على مائدة إفطار عواصم أوروبا الإسلامية

نشر
أطباق الأفطار بأوروبا
أطباق الأفطار بأوروبا

تختلف عادات وتقاليد الشعوب الإسلامية في استقبال شهر رمضان الكريم ، فلكل بلدٍ أسلوبه وعاداته الخاصة في استقبال شهر رمضان، في و ولكن يبرز من وسط الحداثة في أوروبا توجد عواصم أوروبية تتمتع باغلبية مسلمة، مما يثير التساؤلات حول مائدة الإفطار في هذه الدول..

استعداد الألبان لاستقبال شهر رمضان

ويكون الاستعداد لاستقبال شهر رمضان على قدم وساق، وخاصة من الناحية الدينية حيث يهيئون أماكن صلوات التراويح ويستقدمون الأئمة والمقرئين من تركيا، وتقوم المشيخة الإسلامية بالإعلان عن بدء الصوم ليلة الأول من رمضان.

بعد الإعلان عن رؤية هلال رمضان تقرع الطبول في كل أنحاء البلاد حتى يعلم الجميع بدخول الشهر الكريم، ويدوم قرع الطبول أثناء نهار اليوم الأول فرحا بهذا الشهر، وأحيانا تستمر إلى اليوم الثاني أيضا، وبعد ذلك يقتصر قرع الطبول على وقتي السحور والإفطار.

ليس من عادات الألبان السهر كثيرا في شهر رمضان فهم يأوون إلى بيوتهم للنوم باكرا، ولابد أن هذه الحالة تجعل من المسحراتي شخصية محبوبة ومنتظرة، وهي الشخصية التي لا تزال تتجول في شوارع ألبانيا تقرع الطبول وتردد الأدعية والابتهالات لإيقاظ الناس لتناول وجبة السحور.

تبادل أطباق الأكلات في أوروبا

ويحتفلون الألبان بشهر رمضان بعدة مظاهر منها تبادل أطباق الأكلات بين الجيران بصرف النظر عن ديانتهم، وإقامة الولائم للضيوف، وههناك العادات والتقاليد الأصيلة خاصة فيما يتعلق بصلة الأرحام وتبادل الزيارات وإقامة موائد الإفطار الجماعي.

ومن الأطباق الشهيرة في ألبانيا اللحم بالبيض ويضيف البعض شراب العنب والبرقوق المذاب في الماء وخلال فترة من الفترات كانت العائلات تطهو الفاصوليا والملفوف والمخللات والبطاطس لشهر رمضان المبارك.

ويحتفظ باللحوم الجافة والفاصوليا ومنتجات الألبان، وتحتل منتجات الألبان مكانة مهمة في هذا الشهر الفضيل، كما يحب الألبان أطباق لحوم الضأن والعجل والماعز مع اللبن والبطاطس والأرز بالدجاج وفطيرة الحليب.

وتضاف إلى ذلك الحلوى التقليدية التي تجهز لاستقبال العيد في ألبانيا وتسمى "سمس"، وهي عبارة عن خبز وسكر، بجانب "الكدائف" و"شكرباريا" و"البقلاوة" والفطيرة بالسكر. وعادة ما يدعو الألبان بعد تناول الطعام بأن يزيدهم الله من نعمه.

ويتجسد صوم الألبان في سلوكهم بشكل عام، بحيث يعتبرون الصيام هو الإمساك عن كل السلوكيات السيئة أو التلفظ بأي كلام بذيء. ولا تفوتهم الصلوات سواء في بيوتهم، أو في مساجدهم وكذلك قراءة القرآن الكريم، ومحاولة ختمه أكثر من مرة.

كما أن غير الملتزمين دينيًا من الألبان يتخلون عن كل مسلك سيئ خلال الشهر الفضيل، فيمتنعون مثلا عن شرب الكحول، ويحاولون فعل الخير، وهذه هي الروح السائدة في ألبانيا.

وللألبان احتفالات خاصة بليلة القدر، حيث يتم تجهيز لها حلويات خاصة، يعدها المسلمون والمسيحيون على حد سواء، وأشهرها حلوى "الهاسود بالجوز" ويتم في العادة توزيعها على الأقارب والجيران.


الافطار في عواصم أوروبا تركيا
 

تحتفل تركيا بشهر رمضان المبارك بروح من الاحتفال والترابط الاجتماعي، فهي دولة تاريخية ذات ثقافة غنية ومتنوعة، يعتبر رمضان في تركيا فترة هامة ومميزة حيث يلتزم المسلمون بالصوم النهاري ويشاركون في العديد من الأنشطة والتقاليد الدينية والاجتماعية ويلقب المسلمون في تركيا شهر رمضان ب"سلطان الأشهر".

يعد السحور وإفطار الأذان أحد التقاليد الشهيرة في تركيا. يستيقظ المسلمون في السحور لتناول وجبة خفيفة قبل صلاة الفجر، وفي موعد الإفطار يتجمعون للتحضير ولتناول وجبة الإفطار وكسر الصيام معاً على حبات تمر أو حتى زيتون ورشفات من الماءثم البدء بالطبق الرئيسي.


تعكس طاولات الإفطار في منازل الإسطنبوليين وفرة شهر رمضان، تقدم المقاهي والمطاعم في المدينة قوائم غنية بالأطباق التقليدية.

بما في ذلك خبز رمضان الطازج الذي يمنح المدينة عبيرًا شهيًا، وتؤكد الصيامات التي يتم كسرها على طاولات الإفطار الجماعي في ساحات المدينة أهمية الوحدة والتحلي بالشهية والمشاركة، خلال رمضان .

‏ويمكن للزوار أن يشعروا بالسعادة الروحية عند كسر الصيام في إفطار جماعي أو العشاء في أحد المطاعم التي تقدم قوائم إفطار خاصة بالأطباق المحلية المختلفة، فرمضان هو أيضًا وقت تأتي فيه بعض الأطباق الخاصة إلى الطاولات، وأكثر حلوى رمضان شهرةً ربما تكون "جلاش"، وهي حلوى تركية، هذه الحلوى اللذيذة والرقيقة يُعتقد بأنها أسلاف "البقلاوة"، وتُصنع بالحليب وماء الورد والرمان ونوع فريد من العجين.

ويعتبر تقديم المآدب الرمضانية الخيرية جزءًا هامًا من تقاليد رمضان في تركيا. تقوم المؤسسات والمنظمات الخيرية بتنظيم وجبات إفطار جماعية للمحتاجين والفقراء، حيث يتم توزيع الطعام على المحتاجين في جو من الكرم والعطاء.

الإفطار في البوسنة والهرسك

تجتمع العائلات على موائد الإفطار في رمضان ويقوم الأقارب والأصدقاء والجيران بالتجمع أيضا، ويتم تجهيز موائد الإفطار الجماعية في بعض الأحيان ليلتقي سكان الأحياء الكبيرة والقرى على مائدة واحدة، وأحيانا تجد هذا التقليد حتى في المدن الكبيرة، أما موائد الإفطار الخيرية فهي تقام يوميا وترحب بالفقراء والمحتاجين من كافة الديانات.

ومن العادات الرمضانية في البوسنة أيضا شراء خبز الصمون والانتظار في طوابير طويلة أمام المخابز حيث يقضي البوسنيون وقتا طويلا وهم ينتظرون قبل الإفطار ولا يمكن أن تخلو مائدة رمضانية من دون هذا الخبز.

تكون وجبات الإفطار مكونة من فطائر البيتا والديك المحشي والسلطات بجميع أنواعها والكباب وحساء الخضار واللحم وأشهر الحلويات البقلاوة والقطايف والتفاحية.