رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

بسبب تغير المناخ.. منتجع تزلج إسباني يعتمد على تقنية لصناعة الثلج

نشر
منتجع تزلج إسباني
منتجع تزلج إسباني

يعتبر منتجع تزلج La Molina  بين جبال البرانس أقدم منتجع للتزلج في إسبانيا، والذي يضم أكبر ممر جليدي في جبال البرانس، واستضاف المنتجع أحداثًا رفيعة المستوى، بدءًا من كأس العالم للتزلج على جبال الألب، حتى بطولة العالم للتزلج على الجليد، إلا أنه يواجه تهديدًا بسبب ندرة الثلج حاليًا.

ويضطر المنتجع، مثل العديد من المنتجعات حول العالم، إلى الاعتماد بشكلٍ متزايد على الثلج الاصطناعي، بسبب ارتفاع درجات الحرارة، وعلى الرغم من أن الثلج الصناعي هو الحل الوحيد، إلا أنه يأتي بتكلفة مرتفعة حيث يستهلك كميات كبيرة من المياه والطاقة، وهو مزيج يصعب الوصول إليه في أي مكان، خاصةً في بلد يصارع مع موجة جفاف طويلة الأمد وشديدة بسبب تغير المناخ، وفقا لموقع CNN عربية.

وفي محاولة لحل الأزمة، سيقضى منتجع التزلج السنوات المقبلة في اختبار تقنية جديدة لصنع الثلج تَعِد بأن تكون أقل استهلاكًا للموارد، فضلاً عن قدرتها على إنتاج الثلج في درجات حرارة أكثر دفئًا، وتتزايد أهمية هذا الأمر نظرًا لأن بعض منتجعات التزلج تقترب من درجات حرارة دافئة جدًا بحيث لا يمكن حتى للثلوج الصناعية البقاء فيها.

المشروع الذي سيحمل اسم "مختبر الثلج"، سيديره معهد برشلونة لعلوم المواد وشركة FGC Turisme، التي تدير منحدرات التزلج العامة، ومن المنتظر أن ينتج ثلجًا مزيفًا عن طريق إضافة معدن إلى الماء الذي يدخل في مدافع الثلج، وهى الآلات التي تضخ الماء والهواء تحت ضغط عالٍ لتكوين الثلج.

ومن جهته، قال ألبرت فيرداغير، وهو عالم في معهد برشلونة لعلوم المواد يقود المشروع، إن الفكرة تتمثل في محاكاة العمليات التي تحدث في السحب، ويتشكّل الجليد في الغلاف الجوي من قطرات الماء الموجودة في السحب من خلال عملية تسمى "تنوّى الجليد" (ice nucleation)، ويمكن أن تظل قطرات الماء النقي غير متجمدة في السُحب عند درجات حرارة منخفضة تصل إلى 38 درجة مئوية تحت الصفر.

 الاختبارات المعملية خفضت تكاليف الطاقة بحوالي 30%

ولكن يمكن أن يحدث "تنوّى الجليد" عند درجات حرارة أعلى بكثير عندما تتفاعل قطرات الماء مع جزيئات في الغلاف الجوي، مثل الهباء الجوي أو الغبار، ما يؤدي إلى تجمدها، وخطرت لـ"فيرداغير" فكرة، ماذا لو كان معدن الفلسبار قادرًا على المساعدة في جعل عملية صنع الثلج أكثر كفاءة؟، إذ أنه قرأ ورقة بحثية أكدت أن معدن الفلسبار كان فعالاً بشكلٍ خاص في هذه العملية، وأنّه يمكن أن يؤدي إلى تجميد قطرات الماء عند درجات حرارة قريبة من الصفر.

وخلال الاختبارات المعملية، وجد فيرداغير وفريقه أن هذه التقنية خفضت تكاليف الطاقة بحوالي 30%، وكانت قادرة على إنتاج الثلج في درجات حرارة أعلى بحوالي 1 إلى 1.5 درجة مقارنةً بالطرق التقليدية.

رسم توضيحى لكيفية عمل تقنية مختبر الثلج

موجات الحر الحارقة والجفاف المستمر

وذكر فيرداغير أنهم تمكنوا أيضًا من الحصول على "نسبة تحويل" أفضل، في إشارة إلى حجم الثلج الذي يخرج من مدافع الثلج مقارنةً بكمية المياه المستخدمة، وأشار إلى أن النسبة عادة تبلغ حوالي 75%، حيث يبقى بعض الماء في مدفع الثلج، أو لا يتجمد، ويتطاير، ويتوقع "مختبر الثلج" زيادة هذه النسبة إلى 90%.

وإسبانيا تعاني من موجات الحر الحارقة والجفاف المستمر منذ سنوات، وكانت كاتالونيا، المنطقة التي تقع فيها La Molina، هى الأكثر تضررًا بشكلٍ خاص، بدوره، قال خبير الأرصاد الجوية في وكالة الأرصاد الجوية الإسبانية، رامون باسكوال بيرجهاينل، إنّها "واحدة من أشد حالات الجفاف خلال السنوات الأخيرة".

وأدّى شتاء دافئ على نحو غير معتاد في العام الماضي إلى ترك منتجعات التزلج في جميع أنحاء أوروبا خالية من الثلوج، وهذا العام، أصبحت المنتجعات في جبال الهيمالايا الهندية فارغة لأن نقص الثلوج أدى إلى إبعاد السياح، فيما ستشهد الأعوام الثلاثة المقبلة اختبار "مختبر الثلج" لتقنيته في La Molina ، إضافةً لمنتجعين آخرين للتزلج في المنطقة لاستكشاف مدى نجاحها في ظل ظروف مختلفة.