رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

المغرب.. متضررون يطالبون باقتناء مساكن المشروع الجديد بشاطئ الداهومي

نشر
هدم منازل في المغرب
هدم منازل في المغرب

تواصل السلطات العمومية في المغرب، حملة واسعة لاسترجاع الملك العام، شملت تحديدا الواجهة الاطلسية لمملكة المغرب انطلاقًا من سيدي افني مرورا باكادير والصويرة والدار البيضاء وصولًا الى بوزنيقة الشاطئ وبجانبه شاطئ الداهومي.

وشكلت مرحلة الحملة بشواطئ بوزنيقة في المغرب، أكثر النقط اشتعالا، حيث إثارة غضب المستهدفين منها أصحاب مساكن ومحلات تجارية، حيث أن شاطئ الداهومي في المغرب، غير بعيد عن بوزنيقة، اشتهر منذ عقود بكونه يأوي فئة خاصة من المواطنين الذين يعدون من النخبة سواء مغاربة أو أوروبيون، كما تعتبر حالة هذا الشاطئ مختلفة عن باقي الشواطئ من ناحية قانونية الاستغلال، بحيث أن كل المنازل المشيدة عليه، تمت بشكل قانوني وتستغل برخص من المصالح الإدارية المختصة، كما أن الاستغلال هو مؤقت مقابل واجب كراء يتم تسديده للجماعة بانتظام.

ورغم الاحتجاجات المتكررة، قامت السلطات العمومية في المغرب، بتنفيذ قرارات الهدم، وذلك لكون هذا الشاطئ، أصبح موضوع مشروع عقاري ضخم، حيث اقتنت شركة عملاقة ازيد من ثلاثة مائة هكتار من اراضي الخواص والملك الخاص للدولة والملك الغابوي، على مساحة تمتد من شمال شاطئ الداهومي الى جنوب شاطئ بوزنيقة.

مشروع الشركة

مشروع هذه الشركة يتكون علاوة على عدة مناطق للسكن من درجات مختلفة وأسواق، يرتكز خصوصاً على منطقة تخصص للفلل الفاخرة من ألف متر مربع وسعرها قد يصل إلى عشرون مليون درهم، وهى التي ستشيد على انقاض مساكن الداهومي نظرا لجمالية المكان.

وفي هذا السياق قامت السلطة العمومية في المغرب، يوم الأربعاء المنصرم، وبدون سابق إنذار، معززة بقواتها، ومرفوقة بجرافات، بعملية الهدم استهدفت واجهة المساكن، حيث قال عدد من المتضررين، إن العملية تمت في غياب أصحاب البيوت، ما فتح الباب لعمليات سرقة استهدفت محتويات بعض المنازل، بل السرقة امتدت في اليوم الموالي وفي واضحة النهار وأمام مرأى ومسمع من السلطات التي مشغولة بالعدم والتي عليها حماية ممتلكات المواطنين، يقول أحد الضحايا.

حالة مساكن الداهومي

وفي هذا السياق عقد عدد من سكان تلك المنازل أمس الأحد، ندوة صحفية سلطوا من خلالها الأضواء على هذا الملف، حيث أن حالة مساكن الداهومي، وفق هؤلاء تتميز بكون ساكنتها، سبق وأن تمت مقاضاتها من طرف الشركة المذكورة منذ أزيد من عقد من الزمن من أجل الأفراغ، وكانت الشركة معززة بدفاع من كبار المحامين، ومع ذلك خسرت كل ملفاتها، وبقي الحال على ما هو عليه.

وأضاف المحتجون، أن المغرب كان لها اليوم، رأى آخر، إذ عوض التقاضي، قررت الإقدام على الهدم، تعلق مواطنة فرنسية، وتضيف بحرقة «نحن من ورثة هذا المنزل الذي أضحى اطلالًا.. به نشأت مع أخوتي وبه عشت طفولتي.. وبه اعيش مع أبنائي لأننا نعتبر أنفسنا مغاربة من رعايا جلالة الملك.. نحب المغرب وملكه وإليه ارفع تظلمي.. ونناشده جميعاً إنصافنا، نحن لا هدف لنا في تعتر مشروع هذه الشركة، نحن نسعى لنكون من المساهمين في انجاح هذا المشروع، لكن أن لا يحرموننا من العيش فيه وفي حلته المستقبلية، ما نترجاه من عاهلنا هو ان يضمن لنا مكانا بهذا المشروع بسعر ياخد بعين الاعتبار اقدميتنا بهذا المكان وما سددناه من واجبات الكراء منذ عقود وحبنا له.. نحن جاهزون لتخلي رسميا وبدون اللجوء للتقاضي.. نقول هذا على أمل أن تفتح معنا الجهة المعنية باب الحوار مع امكانية الاتفاق الرسمي.. يخول لنا اقتناء مساكن حسب ما هو مناسب لنا وبسعر تفضيلي».

سرقوا ممتلكاتي بل وكل حياتي

في نفس السياق وهو يعبر عن تدمره، قال مواطن أسباني ازداد بحي المعارف بالدار البيضاء «لا تحرمونا من حياتنا.. هنا عشنا.. في الصورة الحقيقة لهذه البلاد التي اوت في انسجام وحب واخاء كل من المسيحي واليهودي والمسلم.. اليوم أجد نفسي أظلم من طرف من أحب.. اليوم تم خرق حقي كإنسان.. لقد دمروا منزلي بدون سابق إنذار.. سرقوا ممتلكاتي بل وكل حياتي".