رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

ضربات إيران وباكستان تُؤرق أمريكا.. والصين تعرض الوساطة

نشر
الأمصار

تتوالى ردود الفعل الدولية بعد الضربات القوية التي نفذتها "القوات الباكستانية" على منطقة حدودية في إيران، ومن بينها تلك الصادرة عن الصين، التي عرضت "الوساطة" بين إسلام آباد وطهران، ونُفذت هذه الضربات في وقت تتواصل الحرب المُدمّرة والطاحنة بين إسرائيل وحركة "حماس" في قطاع غزة.

كما أشعلت هذه الضربات التوتر في المنطقة مع تبادل القصف بصورة يومية بين "إسرائيل وحزب الله" المدعوم من إيران عبر الحدود مع لبنان، وشن الحوثيين هجمات على سفن تجارية في البحر الأحمر.

وأكد المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض "جون كيربي"، أن الولايات المتحدة "لا تُريد تصعيدًا في جنوب آسيا وآسيا الوسطى"، ردًا على سؤال عن الضربات المُتبادلة بين إيران وباكستان في الأيام الأخيرة.

وقال كيربي إن الإدارة الأمريكية "تُتابع عن كثب" التوتر بين البلدين الذي تفاقم بشكل خطير هذا الأسبوع.

وأضاف أمام صحافيين يُرافقون الرئيس جو بايدن في الطائرة الرئاسية، "إنهما بلدان مدججان بالسلاح، ومُجددًا، لا نُريد أن نشهد تصعيدًا".

وتابع أن باكستان "تعرضت أولًا لضربة من إيران، الأمر الذي كان هجومًا جديدًا خطيرًا، ومثالًا جديدًا على دور إيران المُزعزع للاستقرار في المنطقة".

ضربات إيران وباكستان

وأورد كيربي أنه "لا يعلم" ما إذا كانت باكستان قد أبلغت الأمريكيين بالضربات التي شنتها على الأراضي الإيرانية".

وكان الرئيس بايدن لفت في وقت سابق إلى أن التصعيد يظهر أن إيران "ليست محل تقدير" في المنطقة، مُضيفًا "لا أعلم إلى أين سيؤدي هذا الأمر".

من جهته، قال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر "نحن قلقون لتصعيد التوترات في المنطقة ونُواصل حض جميع الاطراف على ضبط النفس"، مُضيفًا "لا نُريد تصعيدًا ونعتقد أن أي تصعيد لا يُمكن تبريره".

وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة، على لسان المتحدث باسمه، عن "قلق بالغ حيال تبادل الضربات العسكرية بين إيران وباكستان"، على خلفية تصاعد التوتر في المنطقة.

وأفاد المتحدث ستيفان دوجاريك في بيان بأن أنطونيو جوتيريش "يحض البلدين على التزام أكبر قدر من ضبط النفس بهدف تجنب أي تصعيد جديد للتوترات"، داعيًا إياهما الى تسوية خلافاتهما من طريق "الحوار والتعاون".

ونفذت باكستان الخميس ضربات على "ملاذات إرهابية" في ولاية سيستان بلوشستان بجنوب شرق إيران أوقعت تسعة قتلى، بعد يومين على شن إيران ضربات على أهداف لجماعات "إرهابية" في الدولة المجاورة أودت بطفلين على الأقل.

وأعربت الصين، الخميس، عن استعدادها "للتوسط" بين باكستان وإيران، بعد تبادل للقصف عند الحدود بين البلدين، كان آخره الذي شنته باكستان وأودى بحياة 9 أشخاص.

وقالت الناطقة باسم الخارجية الصينية، ماو نينغ، في مؤتمر صحفي دوري: "يأمل الجانب الصيني بشكل صادق بأن يكون بإمكان الطرفين التهدئة وممارسة ضبط النفس، وتجنّب تصعيد التوتر".

وأضافت: "نحن على استعداد للعب دور بنّاء في خفض التصعيد في حال رغب الطرفان بذلك".

ودعت "تركيا" في بيان وزارة الخارجية الذي نشرته وكالة أنباء الأناضول، "دول إيران والعراق وباكستان الصديقة والشقيقة إلى التهدئة وضبط النفس".

كما نقلت وكالة رويترز عن كبير أمناء مجلس الوزراء الياباني، ردا على سؤال حول الضربات الباكستانية داخل إيران، قوله: "ندعو جميع الأطراف لممارسة أقصى درجات ضبط النفس ونراقب الوضع عن كثب".

وبعد الإعلان عن الضربات الباكستانية على إيران، الخميس، التقى وزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان، برئيس الوزراء الباكستاني المؤقت، أنور الحق كاكار، وذلك في سويسرا على هامش منتدى دافوس الاقتصادي العالمي، بحسب ما نقلت رويترز عن مكتب رئاسة الحكومة في إسلام آباد.

وردا على الضربات، استدعت إيران القائم بالأعمال الباكستاني. وقالت وكالة "تسنيم" الإيرانية: "بعد الهجوم الباكستاني صباحا على قرية حدودية في محافظة سيستان بلوشستان، تم استدعاء القائم بالأعمال الباكستاني في طهران إلى مقر وزارة الخارجية، لتقديم تفسير".

وكانت وزارة الخارجية الباكستانية قد ذكرت في بيان، الخميس، أن "باكستان نفذت هذا الصباح سلسلة ضربات عسكرية مُنسقة جدًا ودقيقة ضدّ ملاذات إرهابية في محافظة سيستان بلوشستان الإيرانية"، مُضيفةً أن "عددًا من الإرهابيّين قُتِلوا".

وكان الحرس الثوري الإيراني، قد أعلن ليل الإثنين الثلاثاء، أنه استهدف "مقرات تجسس وتجمع الجماعات الإرهابية المناهضة لإيران في المنطقة"، مُؤكدًا تدمير "مقر لجهاز الموساد الصهيوني" في إقليم كردستان العراق وتجمعات لتنظيم الدولة الإسلامية في سوريا.

وأتت هذه الضربات في سياق توتر مُتصاعد في الشرق الأوسط ومخاوف من نزاع إقليمي شامل على خلفية الحرب في غزة بين إسرائيل وحماس، المنضوية ضمن ما يعرف بـ"محور المقاومة" الذي تقوده طهران.

باكستان تشن ضربات جوية داخل إيران وسط سماع دوي انفجارات هائلة

سُمع دويّ انفجارات هائلة، في جنوب شرق "إيران" المُضطرب، بعد يومين على تنفيذ طهران ضربات ضدّ "أهداف إرهابيّة" في باكستان، حسبما أفادت وسائل إعلام إيرانية، في أنباء عاجلة، الخميس.