رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

بين مؤيد ومعارض.. تسليح المدنيين يثير الجدل في السودان

نشر
تسليح المدنيين في
تسليح المدنيين في السودان

في ظل استمرار الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، منذ أبريل الماضي 2023، تصاعدت أصوات بعض السياسيين في البلاد لتسليح الشعب أو ما وصف بـ"المقاومة الشعبية".

وبدأت بعض الولايات سابقاً بتسليح بعض لجانها المحلية، وجددت دعوة قائد الجيش عبد الفتاح البرهان الشعب إلى مساندة القوات المسلحة، الزخم حول ملف التسليح الشعبي،إلا أن تلك الدعوة أثارت جدلاً بين السودانيين لاسيما على مواقع التواصل.

ويلوح في البلاد شبح الحرب الأهلية بعد ثمانية أشهر من النزاع الدامي على السلطة بين تلك القوات وبين الجيش، فبعد أن استولت قوات الدعم السريع على أجزاء كبيرة من ولاية الجزيرة وسيطرت على العاصمة ود مدني، واصلت تقدمها في اتجاه الجنوب وسيطرت على عدة مناطق في ولاية سنار المجاورة.

ويشكو مواطنون سودانيون من "انتهاكات" ارتكبتها قوات الدعم في مناطق الجزيرة ويخشون تكرارها.

"المقاومة الشعبية المسلحة"

وأطلقت مجموعات تسمي نفسها "المقاومة الشعبية المسلحة" دعوات لتسليح المدنيين في ولايات النيل الأبيض ونهر النيل والقضارف الشمالية وكسلا والبحر الأحمر وهي كلها مناطق خاضعة لسيطرة الجيش.

أما قوات الدعم السريع فتدعو من يشاء من سكان المناطق التي يسيطر عليها إلى التطوع لديها لتسلحيهم، وتقول إن الهدف هو أن يحمي هؤلاء مناطقهم. 

"خطوات كارثية"

وتثير هذه الدعوات والتحركات مخاوف من توسع دائرة الصراع وتحوله إلى حرب أهلية، حيث قال مسؤول أمني سوداني أن هذه خطوات كارثية في بلد يعاني أصلا من انتشار السلاح، فكأنما تزيد النار حطبا، هذه مجموعات تحصل علي السلاح ولا أحد يضمن كيف ستستخدمه ولأي أغراض."

تسليح المدنيين يطيل أمد الصراع

ولدى السودانيين تجارب في تسليح المدنيين أدت إلي تأجيج الصراعات، كما حدث في إقليم دارفور غربي البلاد غداة اندلاع القتال عام 2003 والذي أدى إلى مصرع 300 ألف شخص ونزوح 2.5 مليون عن ديارهم. وفقا للأمم المتحدة.

محاولات دبلوماسية متعثرة

وفي هذه الأثناء يستمر تعثر الجهود الديبوماسية لعقد لقاء بين الطرفين المتصارعين قائد الجيش رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان ومحمد حمدان دقلو قائد قوات الدعم السريع، بسبب إصرارهما على موقفيهما.

وكان القائدان قد قبلا قبل أسبوع دعوة للاجتماع في جيبوتي، وجها لوجه، من الهيئة الحكومية للتنمية لدول شرق أفريقيا (إيغاد)، لكن اللقاء تأجل بسبب عدم تمكن حميدتي من الوصول إلى جيبوتي لعقد اللقاء لأسباب فنية طبقا لبيان وزارة الخارجية في جيبوتي.

وأكد البرهان، أن الطريق نحو إنهاء الحرب يمر عبر خروج قوات الدعم السريع من المدن السودانية وولاية الجزيرة، وعودة الممتلكات المنهوبة وهو ما يرفضه محمد حمدان دغلو.

ومنذ 15 أبريل/نيسان أسفرت الحرب الضارية بين الجانبين عن مقتل نحو 10 آلاف ونزوح حوالي سبعة ملايين شخص داخليا، بحسب الأمم المتحدة، كما فر نحو 1.5 مليون شخص آخرين إلى دول مجاورة هرباً من الصراع الدامي.