رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

ارتفاع غير متوقع في معدل نمو سوق العمل الأمريكية خلال ديسمبر

نشر
سوق الوظائف في الولايات
سوق الوظائف في الولايات المتحدة الأمريكية

ارتفع معدّل نمو سوق العمل في الولايات المتحدة بصورة غير متوقعة في ديسمبر 2023، على ما أظهرت بيانات حكومية الجمعة، في ختام عام جيد رغم تشاؤم الأميركيين في شأن اقتصاد بلادهم قبل الانتخابات الرئاسية المرتقبة في نوفمبر.

وشهد أكبر اقتصاد في العالم 216 ألف وظيفة إضافية خلال الشهر الأخير من العام 2023، رغم توقعات بتسجيل تباطؤ في نوفمبر، بحسب بيانات وزارة العمل. واستقرّ معدل البطالة عند 3.7%، ليحافظ على مستوى تاريخي منخفض ويخالف التوقعات بتسجيل ارتفاع طفيف.

وتأتي هذه البيانات القوية في ظل ارتفاع أسعار الفائدة، بعد أن رفع الاحتياطي الفيدرالي سريعاً معدل الفائدة الأساسي وأبقاه عند مستوى مرتفع لتخفيف الطلب ووقف التضخم.

وتعزز البيانات من التفاؤل بأن الولايات المتحدة تحقق ما يسمى الهبوط الهادئ ("سوفت لاندينغ") الذي يتمثل في انخفاض التضخم من دون تسجيل خسارة مهمة على مستوى الوظائف أو أي تباطؤ كبير.

وتعقيباً على ذلك، قال الرئيس جو بايدن "يؤكد تقرير هذا الصباح أن عام 2023 كان سنة رائعة للعمال الأميركيين".

وفيما واصل الاقتصاد استحداث فرص عمل بقوة مع انخفاض التضخم، أضاف بايدن "أعلم أن بعض الأسعار ما زالت مرتفعة جداً بالنسبة إلى عدد كبير جداً من الأميركيين، وأبذل كل ما في وسعي لخفض التكاليف اليومية".

وعلى الرغم من أن الاقتصاد تحدى توقعات الركود في مواجهة أسعار الفائدة المرتفعة، فإن العديد من الأميركيين ما زالوا متشائمين.

"الوضع الطبيعي ما قبل الجائحة"

وقالت جوليا بولاك، كبيرة الاقتصاديين في شركة "زيب ريكروتر" "مع الأخذ في الاعتبار المراجعات التنازلية لأرقام الأشهر السابقة، بلغ متوسط زيادة التوظيف لمدة ثلاثة أشهر 165 ألفاً، وهو ما يتماشى تماماً مع متوسط عام 2019. وهذا يشير إلى أن سوق العمل قد عاد إلى وضعه الطبيعي قبل الجائحة".

وأشارت وزارة العمل إلى أنّ النمو في معدلات الأجور كان ثابتاً في ديسمبر، مع تسجيل ارتفاع بنسبة 0.4% مقارنة بنوفمبر 2023.

وبالمقارنة مع الفترة نفسها من العام الفائت، شهد متوسط الأجر في الساعة ارتفاعاً بـ4.1%، وهو أعلى بقليل ممّا سُجّل في نوفمبر.

وعلى الرغم من الضرر الذي طال في العام 2023 عدداً من القطاعات من مثل التصنيع والإسكان بسبب ارتفاع أسعار الفائدة، ساهم صمود سوق العمل في دعم الاستهلاك والاقتصاد العام.

ومن بين القطاعات التي واصل التوظيف فيها اتجاهه التصاعدي، القطاع العام والرعاية الصحية والمساعدة الاجتماعية والبناء. إلا أنّ قطاعي النقل والتخزين شهدا خسارة في الوظائف.