رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

حصاد 2023.. أبرز الكوارث الطبيعية حول العالم هذا العام

نشر
الأمصار

شهد عالمنا في عام 2023 سلسلة من الكوارث الطبيعية الخطيرة، التي خلفت أثرا عميقا في الدول حول العالم.

كوارث مناخية

وشهِد النصف الأول من العام الجاري مجموعة كبيرة من الكوارث المناخية، التي طالت بلداناً كثيرة في نصفي الكرة الأرضية الشمالي والجنوبي.

وفي أكثر من مكان، سجّلت درجات الحرارة والعواصف المطرية أرقاماً قياسية، ونتجت عنها حرائق واسعة وفيضانات عنيفة وذوبان للجليد.

في شهر أبريل، تسببت حرائق كندا في ارتفاع معدلات التلوث الجوي. كما أظلمت السماء فوق مدينة مونتريال الكندية ومدينة نيويورك الأمريكية ببداية شهر يونيو.

وفي منتصف شهر أغسطس، تعرضت الدولتين إلى 5738 حريقًا على مساحة 13 مليون و 700 ألف هكتاراً منذ بداية العام (وهي مساحة تقارب مساحة دولة اليونان) .

وفي ولاية هاواي الأمريكية، تسببت حرائق يوم 10 أغسطس إلى وفاة 110 شخص، بل وكادت تمحو بلدة في جزيرة ماوي يبلغ عدد سكانها 13 ألف نسمة.

وكانت الظروف المناخية هي السبب في حدوث هذه الكارثة حيث تسبب الحفاف في اندلاع النيرات التي ساعد في نشرها إعصار "دورا".

تعرضت دول الشرق الأوسط خلال فترة الصيف من هذا العام إلى ارتفاع شديد في درجات الحرارة وصلت إلى مستويات قياسية في عدة دول. وتسبب هذا الارتفاع في اندلاع حرائق الغابات الواسعة في المغرب ولبنان وسوريا والجزائر.

خلال شهر أغسطس، شهدة دولة اليونان موجات من حرائق الغابات أطالت العديد من الجزر الخاصة بها مثل جزيرتي إيفيا وكيثنوس ومنطقة بويتيا بشمال العاصمة.

وأكد متحدث باسم المفوضية الأوروبية يوم الثلاثاء أن حريق الغابات في اليونان هو "أكبر حريق غابات على الإطلاق في الاتحاد الأوروبي" 

كوارث إنسانية

وكان فبراير/شباط الماضي شهد زلزالاً من أسوأ الزلازل ضرب تركيا وسوريا وخلف أكثر من 50 ألف ضحية ودماراً واسعاً وأكثر من 25 مليون متضرر.

ففي المغرب أودى الزلزال، الذي بلغت قوته سبع درجات وضرب منطقة جبال الأطلس الكبير، بحياة ما يقرب من ثلاثة آلاف وأوقع أكثر من 5500 مصاب، وفقا لأحدث الأرقام الرسمية.

وأطاح الزلزال، الأقوى من حيث عدد القتلى في المغرب منذ عام 1960، بالبنية التحتية للقرى النائية في المنطقة الجبلية الوعرة، ودمر المنازل وتسبب في انقطاع الكهرباء، تاركاً سكان هذه القرى في معاناة مع اقتراب الأجواء الباردة في الأشهر القليلة القادمة، وتسبب في انهيار جزئي أو كلي لنحو 50 ألف منزل.

أما في ليبيا، فكانت كارثة مماثلة إذ وصلت العاصفة "دانيال" بعد ظهر الأحد إلى الساحل الشرقي لليبيا وضربت مدينة بنغازي قبل أن تتجه شرقا نحو مدن في الجبل الأخضر (شمال شرق)، مثل شحات (قورينا) والمرج والبيضاء وسوسة (أبولونيا) ودرنة وهي المدينة الأكثر تضررا.

وليل الأحد الاثنين، انهار السدان الرئيسيان على نهر وادي درنة الصغير ما تسبب في انزلاقات طينية ضخمة دمّرت جسورا وجرفت العديد من المباني مع سكانها وخلفت عشرات الآلآف من القتلى والمفقودين.

وأفاد مسؤول في الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر عن حصيلة قتلى «ضخمة» قد تصل إلى آلاف الأشخاص، بالإضافة إلى 10 آلاف شخص في عداد المفقودين. وتشرّد 30 ألف شخص على الأقل، بالإضافة إلى ثلاثة آلاف شخص في البيضاء وأكثر من ألفين في بنغازي، وهي مدن تقع إلى الغرب، وفقا للمنظمة الدولية للهجرة. وتضرر 884 ألف شخص بشكل مباشر من الكارثة، بحسب المنظمة.

فيضانات واسعة في آسيا

في 7 أغسطس/آب، شهِدت العاصمة الصينية هطولات مطرية غزيرة قاربت 745 ملم، وهي الأعلى في يوم واحد منذ بدء رصد أحوال الطقس في 1883. ونتج عن هذه الهطولات فيضانات تسببت في مقتل 33 شخصاً و18 مفقوداً، وانهيار وتضرر أكثر من 200 ألف منزل. وفي الأسبوع التالي، وصلت الحرارة في مقاطعة شينجيانغ إلى 52.2 درجة مئوية، وهو رقم قياسي جديد في الصين.

وخلال النصف الأول من 2023، شهِدت القارة الآسيوية مجموعة من الأحوال المناخية التي أودت بحياة الكثيرين، أبرزها موجة البرد التي أصابت أفغانستان في 10 يناير (كانون الثاني) حيث وصلت الحرارة إلى 33 درجة تحت الصفر وأودت بحياة أكثر من 160 شخصاً، وكذلك إعصار موكا الذي اجتاح ميانمار في مايو (أيار) وتسبب في وفاة نحو 500 شخص وأضرار تقارب 1.5 مليار دولار.

كما أسفر إعصار "بيبارجوي" عن مقتل أكثر من 12 شخصاً في الهند خلال شهر يونيو/حزيران، وفي الشهر ذاته، عانت البلاد من موجة حرّ شديدة أدّت إلى انقطاع التيار الكهربائي عدة مرات ووفاة ما يقرب من 170 شخصاً. ومنذ يوليو/تموز، تستمر الفيضانات غير المسبوقة في الهند في حصد الأرواح، حيث تسببت حتى الآن في وفاة أكثر من 100 شخص.