رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

عدد النازحين 7.1 مليون.. أزمة إنسانية في السودان بسبب الحرب

نشر
حرب السودان
حرب السودان

يشهد السودان أوضاع إنسانية صعبة للغاية نتيجة تصعيد قوات الدعم السريع ضد الجيش السوداني في شرق البلاد، ما دفع قادة أهليون ومسؤولين حكوميين إلى التعبئة العامة استعدادا لقتال الدعم السريع، وتتعاظم المخاوف من انتقال القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع إلى ولايات في شرق السودان عقب سيطرة الدعم السريع على ولاية الجزيرة بشكل كامل في 18 ديسمبر الجاري.

القوات المسلحة السودانية تحشد قواتها لصد هجوم الميليشيا

واحتشد الآلاف السودانيين في مدينة سواكن بولاية البحر الأحمر شرقى السودان وهم يرددون هتافات مناوئة لقوات الدعم السريع، معلنين دعمهم للجيش السوداني واستعدادهم للقتال معه.

وقال ناظر عموم قبائل الهدندوة في السودان محمد الأمين ترك إن “أهل شرق السودان جاهزين للدفاع عن الوطن”.

واتهم ترك الاتحاد الأفريقي ومنظمة الإيجاد بالتورط في إشعال الحرب في السودان بسبب تغذية الخلاف بين القوى السياسية في السودان، ودافع بشدة عن قائد الجيش الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان، مضيفا : “البرهان ليس خائن وإذا كان كذلك لقام بتسليمهم البلاد منذ اليوم الأول”.

فيما وصف نائب رئيس مجلس السيادة السودانى، مالك عقار، تمدد قوات الدعم السريع إلى ولاية الجزيرة بالأمر المقلق، لكنه بث في ذات الوقت تطمينات بقرب تحقيق النصر.

وأكد عقار، في خطاب وجهه للسودانيين مساء الاثنين أن تمدد قوات الدعم السريع إلى وسط السودان أمر مزعج وتسبب في إحباط للشعب السوداني، مشددا على أن هذا التمدد “لا يعنى انتصار قوات التمرد على السودانيين والجيش السوداني”، وتابع “اطمئنكم أن قادتنا العسكريين على دراية بجميع مخاوفكم، وكل عثرة فى الحرب هى تجربة لتجويد ما بعدها، وكلى ثقة، بأن القيادة العسكرية تدرس ذلك، وتتهيأ لخوض معركة النصر”.

وخاطب عقار القوى السياسية والمدنية الوطنية، ودعاها إلى الاتحاد وتكوين جبهة عريضة، وعدم ترك الساحة للتنظيمات التى قال إنها تدعم التمرد تحت مسميات عديدة، وتسعى لاختطاف الصوت المدنى، وتسويق الأوهام، للشعب السودانى والمجتمع الإقليمى والعالمي.

ووجه نائب رئيس مجلس السيادة انتقادات حادة لمن وصفها بـ"القوى السياسية" والدول الخارجية المساندة للدعم السريع، قائلا أن الحرب الحالية هدفها الاحتلال.

الاتحاد الديمقراطي يدعو لتحقيق المصالحة

من جانبه، أكد الحزب الاتحادي الديمقراطي السوداني الأصل بقيادة محمد عثمان الميرغنى، موقفه الداعم والمساند للقوات المسلحة السودانية في معركة الكرامة، داعيا إلى دعمها ومساندتها وهى تخوض المعركة حفاظا على السودان، مناشدا كافة أعضائه وأبناء الطرق الصوفية والإدارات الأهلية التي دعمت الحزب عبر التاريخ أن يكونوا فى مقدمة المتطوعين للاستجابة لنداء الدفاع عن السودان وللحفاظ على المدنيين، على أن يكون نشاط المتطوعين فقط للدفاع كل في ولايته.

وجدد الحزب، في بيان له، الدعوة لتحقيق الوفاق الوطني الشامل، داعيا جميع الأطراف بضرورة تحقيق المصالحة الوطنية التى لا تضيع معها الحقوق ولا يفلت من عدالتها ظالم، بحيث تكتب المصالحة فى صحائف هذا الجيل.

وأوضح الحزب أنه يتابع الحراك الجماهيري الداعم لعودة الأمن والسلام في ربوع السودان في هذا الظرف العصيب الذي يتطلب تضافر الجهود الوطنية لوقف عدوان الدعم السريع التي تستهدف المدنيين والمواطنين العزل، متهما الدعم السريع بارتكاب كافة الانتهاكات في المدن السودانية وآخرها مدينة ود مدنى وقد تعرض السودانيين فيها للقتل ونهب المنازل وجرائم الاغتصاب، مشيرا لجرائم الإبادة التي تعرضت لها قبيلتى المساليت والفور في دارفور.

بدورها، أعلنت الأمم المتحدة، الخميس الماضي، أن أكثر من سبعة ملايين شخص نزحوا بسبب القتال في السودان، مع استمرار فرار المزيد من النازحين، من ملاذ آمن سابق.

وأشار ستيفان دوجاريك، المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، إلى أنه "وفقا للمنظمة الدولية للهجرة، فر ما يصل إلى 300 ألف شخص من ود مدنى فى ولاية الجزيرة في موجة نزوح جديدة واسعة النطاق".

وتابع دوجاريك أن "1.5 مليون شخص آخرين فروا من السودان إلى الدول المجاورة"، نتيجة الصراع العسكري، محذرا من أن "هذه التحركات الأخيرة سترفع عدد النازحين في السودان إلى 7.1 مليون شخص، وهى أكبر أزمة نزوح في العالم".